عون… عمرو ما يكون في حكومة
ليبانون ديبايت – ميشال نصر
طالت الأيام الخمسة لكشف حقيقة ما جرى ذات رابع من آب في مرفا بيروت، لتبلغ الأشهر العشر و”الحبل على الجرّار”، دون الوصول إلى نتيجة. هو نموذج للأيام التي تمرّ على اللبنانيين، يعدّون فيها الساعات أملاً بفرج موعود، تملأ وقته الضائع أزمات تتوالد، الواحدة من الأخرى، تفصل بينها جولة مباحثات حكومية، في حرب تواقيع لن يقدّم أو يؤخّر في حساباتها، ما يعانيه اللبنانيون من ذلّ ومآسٍ وويلات.
واضح أن المتاريس بين الأطرف آخذة في الإرتفاع، إذا ما ركنّا إلى حرب البيانات اليومية بين المعنيين بالتأليف، فيما مبادرة “الإستيذ” تترنّح دون أن تسقط في انتظار ما في علم النبيه من غيب، رغم استبعاد الجميع أن ينجح تكافل عين التينة – بكركي وتضامنهما في إنجاز أي خرق لألف اعتبار واعتبار. وفي ظل هذه الأجواء المفروزة بين الأطراف المعنية بالتشكيل، داخلياً وخارجياً، ومع ضيق هامش المناورة حيث تقلّصت قدرة الجميع على ممارسة لعبة “البَلف” المتبادلة، تتأكد يوماً بعد يوم، مجموعة المعطيات التالية:
حكومة ما في ،سواء كان استنتاجاً وتحليلاً أم معلومات وأخبار، هكذا نطقها “أبو كَلَبشة” لبنان، معالي الوزير فهمي، مبشّراً بإشرافه على الإنتخابات المقبلة.
ـ صحيح أن الشيخ سعد هو الأقوى سنّياً، لكن النجاح في الحكومة يحتاج إلى أموال المساعدات، لا إلى القوة الشعبية، وهنا إحدى أهمّ المعضلات. فالسعودية غير راغبة لدعم لبنان بأي “قرش”، لاعتبارات عديدة شخصية مرتبطة بالهجمات التي يتعرّض لها أمراء المملكة وقياداتها من محور الممانعة والمقاومة من جهة، وتصفية الحسابات مع إبنها اللبناني من جهة ثانية. أمّا سياسياً، فليس الحال بأفضل، في ظل الصراع القائم في المنطقة وهيمنة “حزب الله” الإيراني على القرار اللبناني. وهنا، تشير مصادر المملكة، إلى أن كل الرهانات اللبنانية على المباحثات بين الرياض وطهران الجارية في بغداد ستسقط، لأن لبنان خارج التفاوض، وغير معني بتلك المفاوضات.
ـ عدم رغبة بيت الوسط بإعادة إحياء التسوية الرئاسية التي تُرجمت ثنائية حريرية – عونية في السلطة التنفيذية، إذ عمل “حزب الله” جهده لضربها لما تشكّله من خطر عليه،
وقد نجح في ذلك. من هنا، يقرّ الطرفان أن استعمال القوة والضغوط، لن يعيد أياً منهما إلى التحالف،
بل على العكس، أدّى إلى مزيد من العقد، ووصلت إلى حدّ رفض عون للحريري في السراي،
ولا الثاني راغب ببقاء الأول في بعبدا، و”حِلّوها إذا بتنحل”، فيما صاحب الحلّ والربط،
غارق في سبات عميق، أحداً من الأطراف لا يرغب بسماع صوته.
ـ ثقة الحريري بأن أي شخصية سنّية لن تكون قادرة على تلقّف كرة الإنفجار بصدرها،
بعدما رفع “من مهر رئاسة الحكومة”، وما تجربة حكومة “غرندايزر” إلاّ خير دليل،
وكذلك مصير الرئيس دياب شخصياً، الذي لم يجد له في النهاية ملاذاً سوى الطائفة، ونادي رؤسائها السابقين.
ـ إقتناع الطرفان بأن “حزب الله” غير راغب بتشكيل حكومة، لأسباب ومنطلقات وحسابات تختلف مع كل من بعبدا وبيت الوسط،
التي يعرف شيخها أنه وقع في فخّ التسمية الذي طالما حذّرته منه بعض الدول، حتى أنه لُدغ من الجحر نفسه مرتين،
إذ ثمة من أراد زَركه في الزاوية ودفعه لتلقّف كرة النار، لعلمهم أن الحكومة العتيدة،
ومن دون توفير المساعدات اللازمة للنهوض، ستنفجر في وجه الشيخ وتقضي على مستقبله السياسي.
ولعلّ ما ورد في بيان المجلس السياسي ل “التيار الوطني الحر” من ضرورة تضمين البيان الوزاري متطلّبات صندوق النقد،
إلاً دليلاً إضافياً.
ـ إقتناع دول العالم، وخصوصاً فرنسا صاحبة المبادرة الوحيدة الموجودة، بالإنتقال إلى الخطة
“ب”، أي التحضير لإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها، لذلك كانت “قبّة الباط” ل”إستيذ” عين التينة،
لطبخ أرنب حكومة إنتخابات على نار هادئة متى استحقّ الوقت،
وهو مخرج ممتاز لرئيس المجلس من المغطس الذي أغرقه فيه أمين عام “حزب الله”.
ـ يقين الجميع بأن جنرال بعبدا يستحيل أن يوقّع مراسيم أي حكومة لا تتطابق والمواصفات التي وضعها،
ذلك أن مرسوم التشكيل هو رصاصة الحِبر الأخيرة في قلم رئيس الجمهورية.
لذلك، ليس من صالح العهد أن تكون هناك حكومة راهناً وفقاً للمبادرات القائمة.
فهل يمكن إدراج كلام تيّار عن المثالثة المقنّعة المرفوضة في تركيبة الثلاث ثمانات تحت هذا العنوان؟
“الحقّ الحقّ أقول لكم، شدّ حبال وشدّ خناق، فيما إستيذ عين التينة محتار يا قرعة من وين يبوسك.
والخلاصة، الداخل بالسياسة متل الداخل بتنكة الكناسة، على ما يقول الشاطر حسن في زمن “إنسى التنكة إنسى الفول”…