ما قاله الأسد لأرسلان… وما ينتظر لبنان
المصدر: ام تي في
كتب داني حداد في موقع mtv:
غابت الشخصيّات اللبنانيّة منذ فترةٍ طويلة عن جدول مواعيد الرئيس السوري بشار الأسد. الاتصالات الهاتفيّة، على قلّتها، تبقى بعيدة عن الإعلام وهي أقرب الى الصداقات مع شخصيّاتٍ لبنانيّة تُعدّ على أقلّ من أصابع اليد الواحدة.
اللقاء المعلن الأول للأسد مع سياسيٍّ لبنانيّ، بعد انتخابه، كان مع النائب طلال ارسلان.
يجلس رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني في السياسة بين موقعين: حزب الله في لبنان وبشار الأسد في سوريا. علاقاته مع الآخرين قابلة للأخذ والردّ، للطلعات والنزلات. لكنّ تموضعه لا يلغي تمايزاً درزيّاً يحافظ عليه، وهو ينحدر من إرثٍ أرسلانيّ يحضر في زوايا دارة خلدة كلّها.
في اللقاء بين الأسد وأرسلان كان الثاني، غالباً، في موقع السائل، خصوصاً أنّ زيارته أتت على عتبة مرحلة إقليميّة جديدة بدأت تتوضّح معالمها.
سأل الأسد ضيفه الآتي من “جهنّم” لبنان عن الوضع الاقتصادي في بلاد الأرز، ثمّ غاب لبنان تماماً عن الحديث. لا رغبة للأسد بالدخول في مسائل لبنان. لا يسأل عن الحكومة ولا يتحدّث عن الانتخابات النيابيّة المقبلة ولا يبدو معنيّاً بالاستحقاق الرئاسي. رئيس سوريا ينام ملء جفونه عن شجون لبنان وهمومه التي لا تنتهي. هموم سوريا تكفيه.
وقد بدا الأسد، في اللقاء مع أرسلان، معوّلاً على المشهد الانتخابي الذي شهدته سوريا. أجرى لضيفه، في لقاء الساعة ونصف الساعة، قراءة في نتائج الانتخابات، والأهمّ في المظاهر الشعبيّة التي تخلّلتها، معيداً الفضل للناس في ما تحقّق في سوريا، حرباً وسلماً.
وتحدّث الأسد عن إجراءاتٍ سريعة اتّخذها للحدّ من انهيار الليرة السوريّة، وعن المرحلة المقبلة التي ستتوضّح أكثر بعد تحقيق تقدّم ملموس في المفاوضات الأميركيّة الإيرانيّة، وستكون انعكاساتها واضحة، خصوصاً على العلاقات السوريّة الخليجيّة، وإن شهدت الأخيرة بعض الخروقات.
استقبل الرئيس السوري أرسلان في قصر المهاجرين، من دون ربطة عنق، ليمنح طابعاً غير رسميّ للقاء ويُخرجه من إطار الاجتماع برئيس حزبٍ لبنانيّ ويضعه في خانة التواصل مع صديق. كان هادئاً، مرتاحاً، ويحاول أن يرسم معالم المرحلة المقبلة، وإن كانت مغلّفة ببعض الضباب حتى الآن.
غاب الشأن اللبناني عن اللقاء، تماماً كمثل غياب لبنان عن طاولات المفاوضات حول الإقليم، أينما التأمت. نحن نتأثّر، فقط لا غير. لا بل نحن آخر المتأثّرين إيجاباً، إن وُلد الحلّ الإقليمي. نحن نتساجل ونتقاتل ونتطيّف. نحن أعجز عن تشكيل حكومة في بلدٍ ينهار. ونحن، خصوصاً، نبرع في تحميل الآخرين مسؤوليّة ما نحن فيه، من سوريا الى السعوديّة.
هذا التشاؤم يعبّر عنه طلال ارسلان أصدق تعبير: “أنا متشائم… نحن في أزمة نظام”.