هل يعلم سعد الحريري؟
بقلم داني حداد – mtv
يزداد الضغط على سعد الحريري، بقدر ما يزداد غيابه. لا نتحدّث هنا عن غياب السفر، بل، خصوصاً، عن غياب الحركة.
لم يعد القلق يأتي الحريري من بعيد. من صحيفة “الأخبار” مثلاً. بل من الجوار. من موقع النائب نهاد المشنوق. ومن موقع بهاء الحريري، وحتى من مواقع أخرى قريبة تسلّل إليها فريق جبران باسيل، بينما ينفرد موقع “المستقبل” بأخبار أسفار الحريري وعودته. وبين السفر والعودة لا شيء. تقريباً لا شيء.
ويخوض سعد الحريري حرباً مفتوحة على رئيس الجمهورية وباسيل. يتبادل الفريقان الاتهامات بتعطيل تشكيل الحكومة. “شيطنة” صورة باسيل، التي بدأت في ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩، ساعدت الحريري. اعتبرت الغالبيّة أنّ باسيل يعرقل التأليف. جسمه “لبّيس”. ولكن، مع مرور الوقت، وسوء خوض الحريري لهذه المواجهة، وغيابه عن لبنان وعن الإعلام، بدأ ينقلب المشهد.
غالبيّة التسريبات في الصحف والمواقع تستهدف الحريري. فريق باسيل ينشط بوضوح هنا. خطاب البطريرك بشارة الراعي تغيّر أخيراً. سفر رئيس الحكومة المكلّف يضعف حجّته. فريقه الإعلامي لا يجاري فريق “التيّار” في التسريب. جيشه الالكتروني يحتاج الى تفعيل. بعض أخباره يكشفها لك سالم زهران، بينما معظم المقرّبين منه إطلالاتهم الإعلاميّة نادرة، وبعضهم “حردان”. يمكن تعداد أسماء كثيرة هنا.
هل يعلم الحريري ما سبق كلّه؟ لسنا ندري. عليه أن يعلم. عليه أن يتحرّك أكثر ويغيب أقلّ. تراجع باسيل لا يكفي، إن كان يتراجع هو أيضاً. عليه أن يفعّل حضوره الإعلامي. عليه أن يعيد ترتيب علاقاته مع حلفائه السابقين، بعد أن أصبحت علاقاته سيئة بهم جميعاً.
نجح خصوم الحريري، في الفترة السابقة، بإلصاق صفة المتنازل به. بعضهم ينجح اليوم بتحميله وزر التعطيل. الأسوأ أنّ رئيس تيّار المستقبل لا يفعل شيئاً حيال ذلك.