اخبار محلية

ماذا يأكل اللبنانيون في هذه الازمة؟

المصدر: ch23

رزق الله.. كلمة نقولها كلّما خرجنا من المنزل وواجهنا الوضع الحالي. رزق الله شو؟ رزق الله كل شي قبل هالوضع. حسرة اللبناني على ايام ال ١٥٠٠ تشعرك كأنه كان ملك قبل الازمة، وللحق فإنه كذلك مقارنة بالوضع الحالي. على الاقل كان بامكان الفقراء التنويع في الاكل دون الاضطرار لبيع كلية. 

يقولون أن البلد بألف خير، فالسهر مازال قائمًا والمنتجعات “مفولة” والمطاعم ما زالت تستقبل الكثير من الناس. حسنًا، لا شك ان السهر و”الضهرات” في بلد على وشك الانهيار والانفجار امر مستغرب ومستنكر، لكنه لا يعطي الحق لأحد بالتغاضي عن وجه الازمة الحقيقي والمشهد الفج للفقر والصورة الواضحة لنتائج هذا الفقر. لا يعطي الحق لأحد بان يسدّ اذناه عن انين الجوع والجائعين. فالبلد قبل الازمة كان منقسمًا لطبقات اجتماعية، والازمة لم تحوّله لمجتمع لا طبقي. ما زال لدينا طبقة الاغنياء وطبقة الفقراء، والفرق يبقى ان الازمة محَت الطبقة الوسطى ورمت بناسها بالفقر والعوز، فأصبح المشهد عبارة عن ثراء فاحش واثرياء يستفيدون من الازمة (ويتأثرون طبعا بالازمة بشكل عام) وطبقة الفقراء التي ازدادت فقرًا وفقراء وتتحمل عبء الازمة على اكتافها. https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-0616969811636074&output=html&h=312&adk=191922415&adf=3907585868&pi=t.aa~a.1325390474~i.5~rp.4&w=375&lmt=1624433085&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=1923297890&psa=1&ad_type=text_image&format=375×312&url=https%3A%2F%2Fch23.com%2Farticle%2F290793%2Fshared%23.YNLgaZF6BZk.whatsapp&flash=0&fwr=1&pra=3&rh=296&rw=355&rpe=1&resp_fmts=3&sfro=1&wgl=1&fa=27&dt=1624433085483&bpp=8&bdt=1769&idt=-M&shv=r20210617&cbv=%2Fr20110914&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D59e807bfcb529944-2238ad595eba008a%3AT%3D1612467185%3ART%3D1624376305%3AS%3DALNI_MZ-lw77izqBlwTsmfqV_2eQDmyeLA&prev_fmts=0x0&nras=2&correlator=85283817676&frm=20&pv=1&ga_vid=1173802180.1612467182&ga_sid=1624433085&ga_hid=1957394320&ga_fc=0&u_tz=180&u_his=1&u_java=0&u_h=667&u_w=375&u_ah=667&u_aw=375&u_cd=32&u_nplug=0&u_nmime=0&adx=-20&ady=1784&biw=375&bih=553&scr_x=0&scr_y=483&eid=182984100%2C182984300%2C31060975&oid=3&pvsid=1522270963423387&pem=625&eae=0&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C375%2C0%2C375%2C667%2C375%2C628&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&alvm=r20210621&fu=1152&bc=31&ifi=7&uci=a!7&btvi=1&fsb=1&xpc=hMGaQGhJYV&p=https%3A//ch23.com&dtd=50

لذا وبما أننا نرى المشهد العام والاكبر من سهرة او منتجع “مفوّل”، كان لا بد لنا الذهاب حيث الفقراء يأكلون، الأفران! فمن منّا لم يكن باستطاعته اكل منقوشة على الاقل.. ب ١٠,٠٠٠ كان بإمكانك اطعام ١٠ اولاد! دون مبالغة. ب ٥٠٠٠ آلاف ليرة كان بإمكانك اكل اطيب منقوشتين او تلاتة او اربعة.. حسب ما تريد! اليوم، نتصل بالافران لنسألهم عن وضعهم خلال الازمة، وكيف يتحملون ثقلها، وماذا عن الزبائن؟ حدثنا صاحب أحد الأفران عن ان المبيع انخفض بنسبة لا تقل عن ٦٠%.. وكيف لا؟ ومنقوشة الزعتر، ام الفقير، أصبحت ب ٥٠٠٠ ليرة! كيف لا ومنقوشة اللحمة أصبحت عشرة الاف ليرة! ماذا تفعل العائلات؟ اذا كان الاب يريد شراء مناقيش لحمة له ولعائلته المكونة من زوجة وطفلين، سيدفع ٤٠ الف! هذه “ترويقة”.. والمنقوشة ما بتشبع! 

يخبرنا صاحب الفرن، بأنه يفتقد العمال الذين كانوا يصطبحون عنده، يأكلون منقوشة او اثنين قبل ذهابهم الى ورشهم او مكاتبهم واحيانا يعاودون الاتصال به لطلب المزيد. اليوم لا يأتي الا من كان معاشه جيد نسبيا، يأكل واحدة ولا يعود… عمال الورش الذي كان يعتمد عليهم الفرن، لم يعودوا ابدا… واذا احب احدهم ان يكافئ نفسه بمنقوشة فدائما تكون زعتر! فالعامل الذي يتقاضى ثلاثون ألفا او حتى ٥٠ في اليوم الواحد، لا يمكنه الاستغناء عن ١٠ الاف  يوميا! يقول صاحب فرنٍ آخر، انه بعدما كان يفتح فرنه لآخر الليل، أصبح يغلقه على ال ٤ احيانا! فالغاز اصبح اغلى وفواتير الكهرباء لا ترحم،واضطر الى تخفيض معاشات العاملين في الفرن لذا اضطر ايضا الى تخفيض ساعات العمل!https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-0616969811636074&output=html&h=312&adk=191922415&adf=164230294&pi=t.aa~a.1325390474~i.9~rp.4&w=375&lmt=1624433085&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=1923297890&psa=1&ad_type=text_image&format=375×312&url=https%3A%2F%2Fch23.com%2Farticle%2F290793%2Fshared%23.YNLgaZF6BZk.whatsapp&flash=0&fwr=1&pra=3&rh=296&rw=355&rpe=1&resp_fmts=3&sfro=1&wgl=1&fa=27&dt=1624433085483&bpp=3&bdt=1770&idt=3&shv=r20210617&cbv=%2Fr20110914&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D59e807bfcb529944-2238ad595eba008a%3AT%3D1612467185%3ART%3D1624376305%3AS%3DALNI_MZ-lw77izqBlwTsmfqV_2eQDmyeLA&prev_fmts=0x0%2C375x312&nras=3&correlator=85283817676&frm=20&pv=1&ga_vid=1173802180.1612467182&ga_sid=1624433085&ga_hid=1957394320&ga_fc=0&u_tz=180&u_his=1&u_java=0&u_h=667&u_w=375&u_ah=667&u_aw=375&u_cd=32&u_nplug=0&u_nmime=0&adx=-20&ady=3085&biw=375&bih=553&scr_x=0&scr_y=483&eid=182984100%2C182984300%2C31060975&oid=3&pvsid=1522270963423387&pem=625&eae=0&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C375%2C0%2C375%2C667%2C375%2C628&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&alvm=r20210621&fu=1152&bc=31&ifi=8&uci=a!8&btvi=2&fsb=1&xpc=TTGPrTRDLc&p=https%3A//ch23.com&dtd=61

هذا هو الوجه الحقيقي للأزمة، ان يعجز العمال عن اكل منقوشة، ان يعجز الاب عن اخذ عائلته للاكل خارج البيت، ان يقع اصحاب الافران بضيق وعجز ويضطرون لاغلاق افرانهم… باب رزقهم الوحيد. الازمة هي ازمة فقر وجوع يعاني منها اكثر من نصف الشعب! السهرات والضهرات لهم ناسهم، الازمة تقع هنا.. على كاهل من يشتاق للمنقوشة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى