المصدر: ام تي في
كتبت جوزفين حبشي:
طول عمرا كانت حلوة، لا شقرا ولا
سمرا، هي حنطيّة وعندا ولاد قد بلاد وبيحلفوا بحياتا واسما. طول عمرا راسا مرفوع، شايفة حالا وبيحقلا لأنها بنت بلاد الارز، شامخة، لبنانية. طول عمرا عندا عزة نفس، لو وقع نصا عالارض ما بتلمو، مسنودة على كرامة وتاريخ اهلا، والانسان ما بيحميه غير اهلو، ما بيقويه غير اهلو، ما بيحسسو بالامان والقوة غير اهلو.
طول عمرا حلوة هالحلوة، وما بحياتا غشيت قدامو هو الاجنبي الفرنجي البرنجي.
هو كان معجب فيها، بدو رضاها، مبهور بشخصيتا وثباتا وصلابتا وقدرتا انها توقّفو عند حدو، وتمنعو يتمادى معها. وهي كانت “مقرّصتلو عجينو” بالعربي المشبرح، وما بحياتا تأثرت بسحرو وعطرو وعيونو الخضر متل غيرا.
وفجأة… دار الزمن دار. ضعفت، تزعزعت، ما عاد فيها توقف بوجو وتتحداه، وتقلو: انتبه على حالك، ودير بالك يا my dear، انا لبنانيّة!!!!!
انهزمت، والحلوة الحنطيّة ما بيهزمها غير شغلة وحدة: يتخلى عنها اهلها. يفضلوه عليها، ينبهروا فيه بامكاناتو بقدراتو، ويبيعوا حالن إلو برخيص كتير. انهارت ، مش لأنها ضعيفة، لأنها ما تحمّلت تجيها الضربة من اقرب الناس لقلبا…
ليرتنا اللبنانية، يا حلوة يا حنطيّة، ارجعي علّي راسك واوقفي على اجريكي، وما تنسي انو اللي باعك مش “أهل ” يحمل اسمك. ما تنسي انو اهلك مش اللي خلفوكي، اهلك اللي ربوكي بالشبر والندر، صمّدوكي بالإجج، عملوكي اسوارة عروس، زيّنوكي وحطولك ماكياج بألوان احلى معالمنا الاثرية، ربيوا معك ورح يبقوا شافين حالن فيكي. نحنا معك، اصمدي بوجو وبوجن، ارفضي العنف بحقك، قوليلو وقوليلن كفى، ١٥ الف كفى، ٢٠ الف كفى، مليون الف كفى… نحنا معك، نحنا ناطرينك وما رح نتخلى عنك يا حلوة يا حنطيّة.
