اقتصاد

كيف ستصبح أسعار السلع الغذائية بعد ارتفاع أسعار المحروقات؟

المصدر: النهار

“بعد أسابيع من الذل على محطات البنزين وصرخات الناس والقطاعات المختلفة وأصحاب المولدات من جراء نفاد المازوت وبالتالي انقطاع الكهرباء، والتأخير في البت بحل أزمة ال#محروقات، أصدرت وزارة الطاقة جدول أسعار المحروقات الجديدة المدعومة على سعر 3900 ليرة اليوم. وفيما تدخل المحروقات في جميع القطاعات الحيوية والأساسية، كيف سينعكس ارتفاع أسعارها على أسعار السلع الغذائية الأساسية في الأفران وال#سوبرماركت وأسعار المنتجات الزراعية؟

يؤكّد رئيس تجمّع المزارعين في لبنان، أنطوان الحويك، في حديث لـ “النهار”: أنّ ارتفاع أسعار المحروقات سيرفع من أسعار المنتجات الزراعية بحوالي 5 إلى 10%، فهناك كلفة نقل ومازوت للري ولبرادات حفظ هذه المنتجات”.

ومنذ حوالي شهر حتى اليوم، كان المزارعون يشترون أساساً المازوت والبنزين من السوق السوداء لعدم توفّره بالسعر المدعوم، ويدفعون حوالي 45 إلى 50 ألف ليرة لصفيحة المازوت، وهو سعر قريب للأسعار الجديدة المدعومة على 3900 ليرة. لذلك و”كلّما ارتفعت كلفة المزروعات بشكلٍ عام، ومن ضمنها المحروقات، سيرتفع سعر المنتجات الزراعية”، بحسب الحويك.

وعن أسعار الخضار والفاكهة في هذا الإطار، يقول حويك إنّ “الأمر يخضع للعرض والطلب، وللكميات المتوفِّرة من الأصناف الزراعية، وللمواسم إذا ما حملت إنتاجاً كبيراً أم لا، لكن زيادة الـ 5 إلى 10% ستلحق المزروعات أكيد”.
والآن، في حال الشح في المازوت، وإن لم يغرق السوق بالمحروقات، وفق الحويك، سيضطرّ المزارعون إلى شرائه من السوق السوداء بـ 75 ألف ليرة لتأمين الري والكهرباء للبرادات كيلا يتلف الموسم. وبرأيه، “بما أنّ جدول الأسعار الجديدة صدر، علينا الانتظار لليومين المقبلين لنرى كيف سيتم التعامل في السوق في ما يتعلّق بتأمين المحروقات بكثرة أم سنبقى في الشح، وبالتالي لجوء المزارعين إلى السوق السوداء لشرائها”.

في حال رفع الدعم التام عن المحروقات إلى أين ستصل أسعار المزروعات؟ يجيب الحويك أن الأسعار قد تكون خيالية، فالعام الماضي لم نكن نتخيل أن تصل الأسعار إلى ما وصلت إليه هذا العام ، و في كثير من السلع لم نكن نحلم أن ترتفع إلى هذا الحد، لكن للموسم المقبل و خلال الشتاء هناك نفقات إضافية مثل الخيم البلاستيك و كلفة المستلزمات الباهظة على سعر الدولار ، فجميع العوامل تعمل حالياً ضد الإنتاج بكميات تريح السوق.

وقبل وصول المزارع إلى أزمة المحروقات هو أساساً يعاني من أزمة إنتاج ضئيل هذا الموسم، و يأتي ارتفاع أسعار المحروقات ليرفع أسعار المزروعات بشكل إضافي ، لا أحد يمكن أن يتخيل كيف ستكون الأسعار وبعد انقضاء فترة دعم المزروعات على 3900 ليرة، ستضرب الأسعار بشكل جنوني، إذ سيتزامن هذه الفترة مع حلول الموسم الشتوي لدى المزارعين وسيكون من الصعب عليهم أن يزرعوا أساساً مع سعر صرف الدولار الذي يرتفع كذلك.

من جهته، يفيد نقيب أصحاب الأفران علي إبراهيم في حديث لـ “النهار” أنّه “من الطبيعي أن يؤثّر ارتفاع أسعار المحروقات

على أسعار منتجات الأفران، لا سيّما ربطة الخبز، إذ يمكن أن يرتفع سعر الربطة حوالي 1000 ليرة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات”.

ويضيف ابراهيم: “كنّا نشتري صفيحة المازوت بـ 32 ألف ليرة وأصبحت الآن بـ 46 ألف ليرة،

وكلفة نقله تبلغ حوالي 5000 ليرة، تصل الصفيحة إلى الفرن بـ 50 ألف ليرة، إلى جانب كلفة البنزين.

ويجب ألّا ننسى أنّه رُفع الدعم عن السكر وعن الخميرة، أي أنّه من الطبيعي أن يرتفع سعر ربطة الخبز،

وجميع منتجات الأفران الأخرى سيرتفع سعرها كذلك، إلّا أنّ هذه ستلحق سعر صرف الدولار”.

ويقول إبراهيم:” فلننتهِ من الكذبة التي يكذّبونها عن ربطة الخبز،

لكنّنا نتمنّى ونصرّ على أن يستمرّ دعم القمح، وإلّا سنشهد كارثة حقيقية،

لكن لا أعتقد أنّهم سيقدمون على رفع الدعم عنه”. ويسأل:

” إذا كانوا فعلاً يريدون أن يحافظوا على ربطة الخبز بسعر رخيص للناس، لماذا لا يدعمون المحروقات للأفران؟

ولماذا رفعوا الدعم عن السكر والخميرة للأفران؟”. وتمنّى “عدم تحميل الأفران ما لا طاقة لها على تحمّله،

إذ لا علاقة للأفران بمسألة رفع الدعم عن السلع الأساسية، وهي ستسير وفق جدول الأسعار”.

وعلى خطّ ارتفاع أسعار السلع الأساسية أيضاً من جراء ارتفاع أسعار المحروقات،

يشير نقيب أصحاب السوبرماركت، نبيل فهد، في حديث لـ “النهار

” أنّ “بتقديرنا ارتفاع أسعار المحروقات سيزيد تقريباً 5% على أسعار السلع في السوبرماركت،

لكن طبعاً يبقى تأثير ارتفاع سعر صرف الدولار أسوأ بكثير من ارتفاع أسعار المحروقات،

إذ ارتفع من 12 ألفاً إلى 18 ألف ليرة”.
وعن ارتفاع أسعار سلعٍ خلافاً لأخرى،

يقول فهد إنّه “لن ترتفع أسعار سلع دون أخرى من جراء ارتفاع أسعار المحروقات،

فالمازوت يوفَّر للكهرباء فقط، ولا سلع تحتاج لمحروقات أكثر من غيرها، فحالنا ليس كحال الصناعيين”.

أمّا عن الدليفيري، فـ”كلفة الخدمة هذه لا تدخل ضمن أسعار السلع، لأنّ سعر السلع هو على الرف،

وكيف تتأثّر بسعر المازوت في مولدات الكهرباء لدى السوبرماركت، وحتى الآن،

ليس واضحاً كيف ستتغيّر كلفة الدليفيري مع ارتفاع أسعار المحروقات”.

وقد ارتفعت أسعار المحروقات صباح اليوم، على خلفيّة تمويل استيرادها على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية

بدلاً من 1514 ليرة للدولار الواحد، فبلغ سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 61100 ليرة لبنانية

(الفارق 15900 ل.ل)، والبنزين 98 أوكتان 62900 ليرة لبنانية (الفارق 16300 ل.ل).

وطاول الارتفاع المازوت، فبلغ سعر الصفيحة 46100 ليرة لبنانية (الفارق 12800 ليرة)،

وقارورة الغاز 37600 ليرة لبنانية (الفارق 9200 ل.ل).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com