اخبار محلية

“الرئيس لا يعلم “: “غيّروا المحطّة”… لو سمحتم

بقلم داني حداد – mtv

هذه السطور ليست مقالاً. هي خواطر. خواطر سياسيّة، طبعاً، تخلو من الحبّ وفيها الكثير من الغضب.

كانت جدّتي، رحمها الله، تردّد عبارة “بلا شئمة”. لا يتناسب معنى كلمة “شئمة” مع ما تقصده العامّة عند استخدام العبارة، والبعض يستخدمها عند الحديث عن بعض السياسيّين. قد يكون ملائماً، للحديث عن هؤلاء، ما كانت تقوله جدّتي أيضاً، فهي إن أرادت أن تشتم شخصاً قالت عنه “شين وعَين”، ولا تلفظ الكلمتين كاملتين تجنّباً للخطيئة

والله لو عاشت جدّتي الى الآن، للفظت الكلمتين كاملتين من دون أن تلقى عقاباً إلهيّاً. وهل من عقابٍ أقسى من أن يحكمنا سياسيّون فاسدون وفاشلون وبلا ضمير؟

قرأت، عبر “فايسبوك”، كلاماً لشيخٍ في دار الفتوى يشتم الحكّام. كفر الرجل. كفّروه. لو يعرف هؤلاء كم يُشتمون يوميّاً. كم من الدعوات يطلقها جائعون، غاضبون، وتشمل الزعماء ونساءهم وأولادهم. “الله ياخدن” أسمعها يوميّاً عشرات المرات. “كتّروهن” بعد، علّ الله يستجيب. 

أستغرب، فعلاً، أن يجد حكّام لبنان اليوم من يناصرهم ويدافع عنهم. ما يفعلونه أمر لا يصدّق. رؤساء ووزراء ونوّاب وزعماء. يقتلون الأمل في نفوس الناس، فتجد غالبيّة اللبنانيّين، أغنياء وفقراء، في حالة قلقٍ من الغد، تائهين بين البقاء في البلد أو مغادرته. 

ومع ذلك، أقرأ وأسمع يوميّاً من يدافع عن هؤلاء،

حتى وصلتُ الى قناعةٍ بأنّ مسؤوليّة ما بلغناه تقع على مناصري الحكّام.

إن تخلّوا عن زعمائهم، ارتحنا من حكّامنا، وارتاح البلد.
الدولة التي نعيش فيها، ونقصد هنا مؤسّساتها الأمنيّة وإداراتها وهيبتها، موجودة في مناطق وغائبة في أخرى. 

في الأمس، فُتحت جبهة في بريتال بسبب خلافٍ فردي بين شخصين.

إرفع صوتك في منطقة أخرى فتجد الدولة كلّها أمامك بعد دقائق. دولة على “ناس وناس”.
وتزور مناطق معيّنة فتجد سلاحاً ظاهراً وتُسأل عن هويّتك من قبل مدنيّين.

وتتنقّل في مناطق فتجدها محتلّةً بأعلامٍ وشعاراتٍ حزبيّة وصورٍ، وكأنّك في دويلات. أما الدولة الأم فغائبة. جبل بعبدا غائب،

وحسان دياب ضعيف وسعد الحريري مسافر. والمجلس الأعلى للدفاع يجتمع ويقرّر ولا يُنفّذ.

قال الرئيس ميشال عون، في الأمس: إذلال المواطنين على محطات المحروقات مرفوض.

هل يمكن أن يكون الإذلال مقبولاً؟ بالطبع، لا. ولكن، هذه عبارة يقولها مواطنٌ، أو ناشطٌ حزبي،

أو نقابيّ. وقد يقولها واحدٌ من مئة ألف محلّل سياسي لبناني. أما أن يقولها الرئيس فأمر غريب.

على الرئيس أن يفعل ما يمنع إذلال المواطنين، لا الإعلان عن رفض إذلالهم.

تدلّ المواقف الصادرة عن رئيس الجمهوريّة في الأشهر الأخيرة،

وهي كلّها نقلت عنه إذ أنّ الرئيس لم يطلّ في رسالة الى اللبنانيّين أو في مقابلة إعلاميّة منذ فترةٍ طويلة،

على أنّ الرجل إما ينكر عمق الأزمة التي يشهدها لبنان ويعيشها اللبنانيّون، وإما ليس مطّلعاً على تفاصيلها.

إذا كان الرئيس لا يشاهد إلا محطة تلفزيونيّة واحدة، هي محطّته، فلا غرابة في ذلك. “غيّروا المحطّة” لو سمحتم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى