اخبار محلية

“الزّحيفة” والإستقبالات “بألف خير”… “شو حاطّينلكون بهالقهوة”؟!

المصدر: أخبار اليوم

قد يعتقد البعض أنه “بشَوْبَات” قليلة، خلال وقت محدود، يُمكنهم أن يشتروا السُّمعة الطيّبة. ولكن “كيف إلون عَيْن يضحكوا”، وكيف يُمكنهم أن يمشوا جنباً الى جنب، وأن يتبادلوا الأحاديث “عادي”، وكأن البلد بألف خير؟ وكيف يُمكن لنواب بلد أن يضحكوا، فيما الشعب الذي أدخلهم الى مجلس النواب من خلال تصويته، يعيش تحت رحمة الموت الحتمي؟ 

في أي حال، ومهما كثُرَت الإجتماعات واللّقاءات الإقليمية – الدولية، التي تناقش الملف اللبناني على موائدها، فإن شيئاً لن يتغيّر على مستوى المخاطر المرتبطة بأننا نسير نحو مرحلة شديدة الصّعوبة. فكل الخطوات التي تُعيد الحياة الى شرايين الإقتصاد اللبناني الميت، والقادرة على الحدّ من الفقر والجوع، ليست مسموحة في وقت قريب. ومع الإقتصاد الميت، يتعايش الشعب اللبناني، وهو ميت عملياً رغم أنه يأكل ويشرب ويتحرّك. 

المشهد اللبناني بكلّ ما فيه، يُظهّر حقيقة أن العقوبات مفروضة على فقراء لبنان، لا أكثر، وليس على المسؤولين اللبنانيين الذين لا ينقصهم و”لا قشّة”. أما الحصار، فهو على “الأوادم”، لأن جماعة “الزّعران” في السلطة، وجماعات “الزّحيفة” و”الزّقيفة” التابعين لهم، يعيشون “بألف خير”. 

مسؤولون دوليون يتحدّثون عن عقوبات، وعن مزيد منها، بحقّ مكوّنات الطبقة السياسية في البلد، بينما نجد الزوّار وكبار المسؤولين التابعين لأكبر المؤسّسات الدولية التي تدور في فلك أكبر الدول في العالم، لا يقاطعون أي مسؤول لبناني بالملموس، و”ما بيقفّوا ولا زيارة”، لهذا المسؤول أو ذاك.

فَعَن أي عقوبات تتحدّثون، فيما لا أحد مُعاقَباً إلا الفقراء في البلد؟ ولماذا لا تُقاطعون بعض المسؤولين اللبنانيين، كبداية لإشارات ورسائل واضحة؟ “شو حاطينلكون بهالقهوة”؟ و”شو عم يشرّبوكون؟”، أو “ساحرينكون مثلاً ونحنا ما معنا خبر؟”. 

nullشدّد مصدر واسع الإطّلاع على أن “هذا الوضع هو نتيجة الخطأ الموجود في السياسة الأوروبية تحديداُ، ولا سيّما الفرنسية، تجاه الفريق التابع لإيران في لبنان”.

وأوضح في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “الفريق الإيراني هذا، هو إرهابي بالنّسبة الى الأعراف الأميركية، منذ سنوات. وكان مطلوباً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يحترم ذلك منذ العام الفائت، ولكنّه لم يفعل، وخرق هذه النّقطة الأساسيّة التي كان اتُّفِقَ عليها معه، قبل أن يُفوَّض بالملف اللبناني بعد انفجار مرفأ بيروت”. 

ولفت المصدر الى أن “السياسة الأوروبية، والفرنسية تحديداً، لا تزال تضع رأسها بالرّمال، وتدور حول نفسها في لبنان بلا ثبات. وبالتالي، لا يُمكننا ان ننتظر الكثير من الخير الأوروبي أو الفرنسي”.

وكشف عن “ضغوط أقوى بدأت تُمارَس على الفرنسيين، الذين تعمّق فهمهم للحالة اللبنانية أكثر، خلال الأشهر القليلة الماضية. والضّغوط تلك تهدف الى دفع باريس لتغيير مسارها في التعامُل مع السياسيين اللبنانيين. وضمن هذا الإطار، حلّ الملف اللبناني بنداً من بنود اللّقاء الذي جمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بنظيرَيْه الفرنسي جان إيف لودريان، والسعودي فيصل بن فرحان. ولم ينزل النّقاش برداً وسلاماً على قلوب الفرنسيين منذ يومَيْن”. 

وأكد المصدر أن “أموراً كثيرة ستتغيّر في السياسة الفرنسية المُتبَّعَة تجاه المسؤولين اللبنانيين. وسيبدأ ذلك بالظّهور بعد مدّة. فخلاصة اجتماع بلينكن ولودريان وبن فرحان كانت إعادة إطلاق يد فرنسا في الملف اللبناني، باندفاعة جديدة، طالما أن المبادرة الفرنسية لا تزال على الطاولة. والإندفاعة الجديدة تلك ستكون وفق شروط معيّنة”.

وقال:”لا عودة سعودية مُمكِنَة الى لبنان قريباً، لا سياسياً، ولا اقتصادياً أو مالياً. ولكن وضع لبنان على الطاولة الأميركية – الفرنسية – السعودية كان لتغيير مسار الفرنسيين في الملف اللبناني. وإذا نجحت فرنسا بالأُسُس الجديدة التي اتُّفِقَ عليها، تعود السعودية الى لبنان”.

وختم:”شذّ الفرنسيّون عن الإتّفاقات التي سمحت لهم بالدّخول الى لبنان من ضمن مبادرة، العام الفائت. ويُعمَل على تصويب الأمور معهم حالياً، بعدما وضعوا مصالحهم الكثيرة في إيران على رأس أولوياتهم، وهو ما تسبّب بتخاذل فرنسي كبير تجاه طهران في لبنان، وبردّة فعل دولية وعربية سلبية تجاه باريس، حتى في مرحلة ما بعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى