اقتصاد

لعبة الدولار… تمهيد للحكومة أم للإعتذار؟

بقلم محمد علوش – النشرة

مجدداً هي لعبة ​الدولار​ في ​لبنان​، ففي أقل من 24 ساعة ارتفع سعر صرف الدولار نحو 700 ليرة لبنانية ليصبح 18500 لأول مرة بتاريخ الجمهورية اللبنانية، وكل ذلك على وقع الحديث عن ساعات حاسمة في الملفّ الحكومي، فهل ما يحصل هو تمهيد لاعتذار رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ عن مهمته، أم التمهيد لولادة الحكومة؟.

هناك من ربط تزايد حدّة الازمات في الأيام الماضية بالملف الحكومي، وهناك من اعتبر أن ​رفع الدعم​ الذي بدأ مع ​المحروقات​ وامتد لأنواع أخرى، هو اعلان اقتراب ولادة الحكومة، ولكن حتى اليوم لا تزال الأمور تتأرجح بين نجاح الحريري واعتذاره.

فيما يتعلق بالدولار، تُشير مصادر ماليّة إلى أن هذه اللعبة في لبنان سياسية بامتياز، كانت كذلك ولا تزال، ولو أن الأسباب الإقتصاديّة التي تدعم فكرة رفع سعر الصرف موجودة، إلا أن الإرتفاع المهول مقابل العملة الوطنية لا يستند إلى أي قواعد اقتصادية، مشدّدة على أن سعر الصرف يرتفع وينخفض بحسب المعطيات السياسية في البلد.

تكشف المصادر عبر “النشرة” أنّه منذ ساعات رُصد على مجموعات الدولار زيادة بحجم الضغوط الوهميّة، مشيرة إلى أنّ النتيجة كانت تحذير من ارتفاع بالسعر وهو ما حصل فعلا في الساعات الـ48 الماضية، كاشفة أن الدولار سيشهد مزيداً من الارتفاع خلال ساعات ليصل إلى عتبة العشرين ألف ليرة، ومن ثم سينخفض قليلاً ليثبت لمرحلة من الزمن.

ترى المصادر أنّه يمكن قراءة هذا الارتفاع من منظورين، الاول اعتباره التمهيد الاخير لاعتذار سعد الحريري عن مهمّته ب​تشكيل الحكومة​، حيث سيكون للاعتذار تداعيات كبيرة على الليرة، يحاول المعنيون في الجمهوريّة اللبنانية تداركه عبر الإتفاق المسبق على مرحلة ما بعد الإعتذار، ولكنّهم حتى هذه اللحظة فشلوا بتحقيق هذا الهدف، وبالتالي إن اعتذر الحريري وفق الظروف القائمة اليوم سيرتفع سعر الصرف إلى ما فوق العشرين ألف ليرة لبنانية.

أما المنظور الثاني فهو بحسب المصادر اعتبار ارتفاع سعر الصرف التمهيد لاقتراب ولادة الحكومة، حيث يكون انخفاضه أول نتائجها الإيجابيّة على الوضع الإقتصادي، ويعتمد أصحاب هذا المنظور على تجارب سابقة كانت تشهد انخفاضاً بسعر الصرف فور ظهور دلائل إيجابية بشأن الملف السياسي، كتلك التي حصلت فور تكليف سعد الحريري، أو تلك التي شهدها سوق العملات يوم كانت الأجواء إيجابيّة وتوحي باقتراب تشكيل الحكومة.

حتى الساعة لا تزال الصورة مبهمة، وإن كانت كل المعطيات تُشير إلى اننا امام ساعات يُفترض ان تكون حاسمة، لذلك على اللبنانيين ان يكونوا جاهزين للمرحلة المقبلة، على أمل أن تكون مرحلة اتفاق على تشكيل الحكومة، لأنّ كل ما عدا ذلك سيكون المزيد من الإنهيار بسعر صرف الليرة، مع ما يعني ذلك من ارتفاع بأسعار السلع والخدمات.

لا يعرف أحد إلى أي مدى يمكن للبنانيين التحمّل، ولكن الكل يعرف أن مصير لبنان لم يعد بيده، منذ عام على الأقل، وبالتالي كل الأنظار تتجه اليوم إلى المملكة العربية السعودية التي تزورها السفيرة الأميركية والفرنسية في لبنان، فهل يأتي الفرج؟ لنراقب سعر صرف الدولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com