ميقاتي حسم موقفه بحكومة اختصاصيين ضمن مهلة محددة وهذه طلائع” النوايا الخبيثة” للعرقلة
المصدر: لبنان 24
يدرك الرئيس نجيب ميقاتي، قبل تكليفه اليوم بتشكيل الحكومة الجديدة، اذا ما سارت الامور كما هو متوقع، حجم التحديات الخطيرة التي تواجه البلد وشعبه الغارق في نيران “جهنم ارضية”لم يخطر ببال احد اننا سنصل اليها.
كما يدرك الرئيس ميقاتي ان العيون كلّها ستكون متجهة اليه، سعيا لتلمس بارقة نور ولو ضئيلة في العتمة التي تلف الوطن على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والطبية و…
كما يدرك الرئيس ميقاتي ان الخراب على كل المستويات لا سيما في المرحلة الاخيرة بات كبيرا الى درجة يصعب متها الترقيع وتبدو الحاجة ملحة الى ورشة تنطلق من الصفر ربما.
ويدرك الرئيس ميقاتي ان الناس الغاضبة في الشارع محقة في وجعها، رغم انها لا تميزّ بين من يجب ان يتحمّل المسؤولية عما حصل ومَنْ لم يكن مشاركا مباشرة في اداء السنوات الاخيرة الذي اوصل البلد الى الهاوية.
كما يدرك الرئيس ميقاتي انه سيكون في الواجهة وعلى تماس مباشر مع الناس التي ستحمّله ربما المسؤولية عما قد يحصل لمجرد انه في سدة المسؤولية.
ويدرك الرئيس ميقاتي الكثير الكثير من التحديات والاستحقاقات التي تنتظره ،
ومع ذلك فهو عقد العزم على قبول التحدي وتحمّل المسؤولية مجددا متطلعا الى تعاون الجميع،
خصوصا رئيس الجمهورية وفريقه السياسي ،في ورشة انقاذ شاقة ومضنية لكنها ليست مستحيلة،
والتحدي الاول في هذا المجال هو النجاح في تشكيل حكومة اختصاصيين
ضمن مهلة زمنية مقبولة حددها لنفسه منذ اليوم الاول ومن غير الوارد لديه التراجع عنها مهما كانت الظروف.
اما اذا استمر البعض في نهج العرقلة والتعطيل، كما كان يحصل سابقا،
فبالتأكيد ليس الرئيس ميقاتي من هواة ” التسالي السياسية ونهج روح وتعا “،
وهو سيبادر فور شعوره بالعجز عن اكمال المهمة الى حسم موقفه، تاركا للناس لن تحكم وتقول رأيها.
هذا ما يريده الرئيس ميقاتي بكل مسؤولية وطنية وشخصية واخلاقية،
اما ما هو متوقع فقد بدأت طلائعه بالظهور سريعا في تسريبات “الغرفة الاعلامية السوداء” العونية التي اعتبرت ،
في اول ايعاز مطلوب منها تظهيره في الاعلام” ان هناك نيًات خبيثة ستتكشّف تباعاً،
وراء تسمية الرئيس ميقاتي ووراء الإتيان به ليُكمل ما بدأه الحريري”.
اما المؤشر السلبي الثاني فيتمثل في القذارة الاعلامية التي تستخدمها الشخصيات التي تدور في الفلك العوني،
والغرفة الاعلامية السوداء ايضا، في محاولة يائسة لتغيير مسار الامور المتفق عليه،
او على الاقل تشويه السمعة وتزوير الحقائق، على قاعدة المثل السوقي المعروف”
شيلي اللي فيكي وحطيه فيي” والذي نورده مختصرا،
وقد اضطررنا لاستخدامه لبلاغته في التوصيف الدقيق لحال من هم وراء الحملة وادواتها.
التكليف في حكم المؤكد ويبقى التأليف هو المعيار لمدى تغير النهج والاداء، وهو مسار ستتكشف خفاياه سريعا.
ولاننا اعتدنا تتويج الحروف بكلمات رحبانية نقول اليوم مع فيروز”أنا ايماني الفرح الوسيع،
من خلف العواصف جايي ربيع“.وربيع لبنان آت لا محالة.