اخبار محلية

صحيفة إسرائيليّة: ميقاتي يُواجه “مشكلتَيْن عَسيرتَيْن”

المصدر: ليبانون ديبايت

نشرت صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيليّة، مقالًا تحت عنوان:”ماذا تعني تسمية رئيس الحكومة الجديد للبنان؟”.

ولفتت الصحيفة في مقدّمتها، إلى أنّ “ميقاتي هو أغنى رجل في لبنان وقد تمّت تسميته لرئاسة الحكومة مرّتين من قبل ولكنّه يواجه الآن مشكلتين عسيرتين وهما: عائق الجمود السياسي وإصلاح الوضع الإقتصادي المأساوي”.

وذكرت الصحيفة أنّه “بعد ما يقارب الأسبوعين من الهبوط السياسي الحادّ والذي تلاه اعتذار رئيس الحكومة المؤقّت الرئيس سعد الحريري، قام مجلس النواب اللبناني بتسمية الرئيس نجيب ميقاتي ليشكّل حكومة في حين سيكون هذا الرجل الميلياردير الشخصية السياسية الثالثة التي تحاول أن تستلم هذا المنصب من بعد وقوع انفجار مرفأ بيروت منذ سنة والذي قُتل فيه أكثر من 200 شخصًا ودفع بذلك الى استقالة الرئيس حسّان دياب”.

ورأت “جيروزالم بوست”، أنّ “ميقاتي-وهو أغنى رجل في لبنان والذي تمّ تعيينه مرّتين في السابق لرئاسة الحكومة- يواجه مهمّة شبه مستحيلة التطبيق وهي:تشكيل الحكومة. فقد بدأ بالإستشارات مع الأحزاب السياسية نهار الثلاثاء منطلقًا لتحقيق المهمّة من غير مهلة دستورية محدّدة بحيث أنّ الرئيس الحريري استسلم عن هذه المهمّة بعد عشرة أشهر”.

وتابعت، “غير أنّ ميقاتي يواجه الآن مشكلتين عسيرتين وهما: عائق الجمود السياسي وإصلاح الوضع الإقتصادي المأساوي”.

ووفق الصحيفة، فإنّ “المهمّة الأولى تكمن في الوضع السياسي المضطرب. فالأحزاب السياسية منقسمة بشدّة وخاصة من ناحية الخطوط الدينية. فإنّ بنية الحكومة بحدّ ذاتها تزيد من حدّة انشقاقها حيث أنّ المراكز تُقسم بحسب الإنتماءات الدينية. وبحكم اتّفاق الطائف فيجب أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيًّا ورئيس الحكومة سنيًّا ورئيس مجلس النواب شيعيًّا”.

وإعتبرت الصحيفة بأنّ “حزب الله يزيد الأمور تعقيدًا”، “فهذا الحزب “الشيعي” الحائز على الدعم الإيراني هو بالوقت نفسه حزب سياسي رئيسي في لبنان وجماعة مسلّحة لها ثقلها السياسي في البلاد وقد عُرف بـ”دولة داخل الدولة”. فإنّ روح المغامرة لجيشه في المنطقة وقوّته السياسية الملحوظة تجعل دعمه لأيّ قرار رئيسي في البلاد أمرًا جوهريًا”، وفق ما ذكرت الصحيفة.

هذا ورأت بأنّ “التوفيق بين هذه الجماعات المختلفة داخل حكومة واحدة ليس بتحدٍّ بسيط إنمّا كلّ من سبق ميقاتي في هذه المهمّة وجدها مستحيلة”.

وأمّا”المهمّة الثانية” فلفتت الصحيفة إلى أنّها “تكمن في الوضع الإقتصادي، فمنذ عام 2019 وتواجه الدولة إنهيارًا إقتصاديًا، وقد وصف البنك الدولي الوضع كأسوء الأزمات الإقتصادية في العالم منذ أواسط القرن التاسع عشر حيث خسرت العملة الوطنية أكثر من 90% من قيمتها وأكثر من نصف الشعب يعيش تحت خطّ الفقر بالإضافة

الى النقص الهائل بالفيول والطعام والمياه والأدوية.

ذلك وإنّ التظاهرات أصبحت أمرًا مستمرًّا في البلاد بما فيها الإحتجاجات على محطات البنزين والمتاجر ردًّا على هذا النقص”.

ولفتت إلى أنّه “من أجل الحصول على المساعدات المالية يتوجّب على ميقاتي

إصلاح المشهدين الإقتصادي والسياسي، فقد حذّر المجتمع الدولي لبنان أنّ تقديم المساعدة مشروط

بإجراء إصلاحات لمكافحة الفساد المتفشّي وسوء الإدارة،

كما أنّ جزء من عمل ميقاتي هو مواصلة المحادثات مع صندوق النقد الدولي

من أجل قرض حالة طوارئ والذي يتطلّب أولًا تشكيل حكومة”.

وسألت الصحيفة،”هل ميقاتي هو مرشّح متّفق عليه قادر على إخراج لبنان من المأزق؟

” أم أنه مثلما يدّعي منتقديه هو مجرّد امتداد لهذه النخبة السياسية الغير كفوءة؟”.

ورأت الصحيفة الإسرائيلية في مقالها، أنّ “الأمل الذي يشعر به البعض حيال ميقاتي مرتبط بخبرته

السابقة بحيث كان فيما قبل رئيس حكومة مؤقّت بعد مقتل الرئيس الحريري عام 2005 كما أنّه استلم مناصب في ثلاث حكومات مختلفة”.

وأشارت إلى أنّ “علاقة جيدة مع الأطراف المسيحية-خاصة مع الرئيس ميشال عون- يمكنها أن تبني

أو تفشل حكومة جديدة، فقد فشل الحريري في فترة ولايته بتشكيل حكومة جديدة وذلك بعد خلاف مع الرئيس

ميشال عون حول توزيع المناصب في الحكومة وصولًا الى حيطٍ مسدود”. لذا رأت أنّه

“إذا أراد ميقاتي أن ينجح بمهمّته فعليه أن يكسب ثقة الرئيس ميشال عون،

أقلّه لإقناعه أن يتخلّى عن الشكوك والمخاوف من أجل دفع البلد إلى الأحسن” .

وتطرَّقت الصحيفة إلى “التهم التي وُجّهت في السابق إلى الرئيس ميقاتي”، بالقول:”

ميقاتي اتُّهم كثيرًا في السابق بالمخالفات والفساد وكان هناك العديد من التهم ضدّه، غير أنّه تمكّن من نكرها جميعها”.

وخَلُصت الصحيفة، بأنّ “مستقبل لبنان لا يزال مجهولًا خاصّةً تحت قيادة الرئيس ميقاتي،

فمن أجل النجاح عليه أن يتجاوز العديد من الصعوبات والعوائق السياسية والإقتصادية وإصلاح وطن مدمّر ومكسور

في العمق كما عليه مواجهة منتقديه، والبرهان أنّ خبرته تخوّله أن يخدم البلاد بدلًا من التسبب بالمزيد

من الأذى والفساد، فالتحديات التي يواجهها واضحة ولكنّه عليه أن يبتعد عن بقية السياسيين

من أجل انقاذ مستقبل البلاد والشعب اللبناني”.للإطلاع على المقال بنسخته الأصلية إضغط على الرابط التالي:
https://bit.ly/3i6yXT2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى