3 سيناريوهات ساخنة بعد الانهيار
المصدر: الجمهورية
كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: في غياب الحلول الجذرية، سيزداد الاهتراء وتتفكّك المؤسسات، وسيؤدي ذلك إلى نشوء وقائع سياسية وأمنية جديدة. وحينذاك سيتغيّر لبنان جذرياً، وسيكون مجبراً على الاستسلام للضغوط من الداخل والخارج. وهنا، يتحدث المطلعون عن 3 سيناريوهات مرجَّحة اضطرارياً، وكلها ساخنة:
1 – سيناريو الوصايات على لبنان: كما في تجارب سابقة، عندما تتفكَّك المؤسسات وتسقط، تتلاشى القواسم المشتركة بين المجموعات الطائفية والمذهبية، وتنشأ البدائل المحلية. وعندئذٍ يصبح وارداً اندلاع قتالٍ بين القوى على النفوذ.
وتاريخياً، لم يتقاتل اللبنانيون إلّا في حضور قوى خارجية، إقليمية أو دولية، أو بتحريض وتخطيط منها، أو لاستجلاب هذه القوى. وغالباً، ما بدأت القوى الخارجية تدخّلاتها بدعم طرفٍ معين، بذريعة الحماية، وانتهت بفرض الوصاية على البلد.
واليوم، يقول «حزب الله» إنّه يخشى فرض وصاية دولية، أميركية وفرنسية. فيما خصومه يتحدثون عن وصاية إيرانية مفروضة الآن. وبين الخيارين، ثمة مَن يتحدث عن وصاية سورية مستجدة يتمّ تسويقها بمقولة أنّ اللبنانيين أثبتوا فشلهم في إدارة شؤونهم، وأنّ الفوضى اللبنانية تشكّل خطراً على الغربيين والعرب، وأنّ دمشق هي الخبيرة العتيقة الأكفأ في إدارة شؤون اللبنانيين وضبطهم.
2 – سيناريو الانفجار العسكري بين إسرائيل وإيران في لبنان وربما في سوريا أيضاً. وستكون الدولة اللبنانية هي الحلقة الأضعف، بين قوتين إقليميتين كبيرتين.
وفي ضوء ما سيفرزه النزاع الإيراني – الأميركي، وملف التطبيع بين العرب وإسرائيل، ثمة من لا يستبعد حصول اتفاق بين لبنان وإسرائيل يتجاوز ملف الحدود، بتشجيع من الغرب، أو أن تفاجئ دمشق الجميع وتبادر إلى صفقة سلام مع إسرائيل، ثم تطلب من الغرب مكافأتها باستعادة دور لها في لبنان
.
3 – هناك سيناريو استمرار الانهيار والتفكُّك والتحلُّل في لبنان، كما هو سائر الآن، إلى ما لا نهاية، وفي غياب أي رغبة أو مصلحة لقوة إقليمية أو دولية بالتدخّل وإنقاذ الوضع، خارج شحنات الأغذية والأدوية وبعض المال للناس والجيش.
هذه المساعدات لن تمنع الجوع والفلتان الأمني، ولن تتكفّل بإنهاض المؤسسات المنهارة. وهذه الحال تعني استمرار الستاتيكو الراهن أشهراً أخرى، أي حتى الانتخابات المقرَّرة في السنة المقبلة على الأقل، لعلّ وقائع ومعطيات جديدة تُفرَز آنذاك.
الأخطر في السيناريوهات الثلاثة هو أنّها جميعاً تدور «على الساخن»: في الأول قتال داخلي يَستدرج الوصايات الخارجية. وفي الثاني حرب إسرائيلية – إيرانية يخوضها «حزب الله» وتترك تداعياتها في الداخل. وفي الثالث فلتان أمني واحتقانات شعبية وصدامات بين الناس والسلطة، لا أحد يعرف كيف سيتمّ تنفيسها ومَن سيدخل على خطِّها للاستثمار.
لذلك، ما يجري في خلدة لا حدود إطلاقاً لمخاطره، بطبيعته وتوقيته وسياقاته السياسية والاجتماعية والطائفية. والنار الموقودةُ تحت الرماد في خلدة منذ عام وأكثر، ومثلها نيران نائمة في أماكن أخرى «حسّاسة»، قد يجري تثميرها في شكل كارثي في السيناريوهات المقبلة.