– القناة الثالثة والعشرون
ليس اسهل على اللبناني والسلطة تحديدا من ايجاد سببا خارجيا للومه وتبرئة انفسهم. واذا لم يتواجد سببا خارجيا، تجتمع السلطة باطيافها واحزابها المختلفة لتلقي اللوم على جهة واحدة او شخص واحد تحمله مسؤولية كل شيء وتخرج هي “كالشعرة من العجين”.
وبالطبع فإن هذا الملام ليس بريئا، وهو مشارك في الجريمة وقد يكون صاحب الحصة الاكبر ايضا… لكنه ليس وحيدا ومن قلة العدل ان يفرّ هؤلاء بعملتهم. نحن لا نشفق على “كبش المحرقة” انما نأبى أن لا يتم محاسبة الجميع. ولنكن واضحين اكثر، فإن القرار الذي اتخذه رياض سلامة الذي يقضي برفع الدعم عن المحروقات أشعل الجهات السياسية اللبنانية وكانهم ابرياء وهو المذنب الوحيد… لذا يهمّ القناة ٢٣ ان تضع بين أيديكم بعض الصور لثلّة من السياسيين من مختلف الاحزاب تظهر النفاق في المواقف.
في الصور يظهر الجميع وهو يشيد بحكمة حاكم مصرف لبنان وذكائه في ادارة اموال البلاد، هذا عدا عن الجهات التي حرصت على تكريمه وتهب اليوم معترضة على قراره منددة بتفرده بالقرار. إن مثل هذه الامثلة تؤكد للشعب اللبناني أن مجموعة من العصابة تحكمه وتنافق في حكمه، تكذب عليه يوميا بما يتناسب مع مصلحتها، تبيعه من الكلام ما يظهرها في مشهد بطولي، تمارس عليه الالاعيب والاكاذيب ولا تخجل، توهمه يوميا ان وضع البلاد مستقر، وأن لا خطر قريب منه… ثم عند وقوع الفاجعة تتجه لالقاء اللوم على الآخر دون محاولة تحمل ولو جزء بسيط من المسؤولية. على الشعب اللبناني وهو في عز الانهيار، ان يتنبه الى من يسرقه ومن يتعمد قتله يوميا بمختلف الطرق، على الشعب اللبناني ان لا ينسى الدماء التي اريقت والارواح التي أُزهقت وتُزهق كل يوم، وان يحاسب ان يحاسب ان يحاسب … كلن يعني كلن.
