الثلث المعطل… الحليف المتحرِّر والوحيد للعهد والتيار
المصدر: ليبانون فايلز
يبدو واضحاً، من افتعال العقبات وشدة التعقيدات وكثرة التقلّبات، خلال مفاوضات تشكيل حكومة الإنقاذ “المزعومة”، وعلى وجه الخصوص من انتقال التكليف “عبر الاعتذار بحكم الفشل” من السفير مصطفى أديب إلى الرئيس سعد الحريري وصولاً إلى الرئيس المكلف حالياً تجيب ميقاتي “المكبَّل” بشروط من رشّحه ومن دعم ترشيحه، أن المطلوب هو تشكيل الحكومة على قاعدة “غالب ومغلوب”.
حتى الساعة، وبقدر ما كان سهلاً على “حزب الله” التعامل مع شرط منع تمثيله حكومياً بشكل مباشر والالتفاف عليه من خلال شريكه في الثنائي الشيعي “حركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري”، كان صعباً على الفريق الرئاسي “رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكل من التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل” مواجهة إصرار الخصوم على تحجيم الرئيس والتيار والتكتل بشكل متعمَّد وسابق للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، في حال حصولها.
إذا، الفريق الرئاسي يواجه كل الخصوم منفرداً، خصوصاً أن حليفه السياسي الوحيد “حزب الله”،
شريك تفاهم مار مخايل، ملتزم مع أحد أكبر خصوم العهد والتيار بثنائية طائفية “وطنية” وثيقة، تعلو ولا يعلى عليها.
خلاصة هذا الواقع: الثلث المعطل هو الحليف الفعلي والعملي المتبقي للعهد والتيار، كونه الضامن المتحرّر من أي اعتبار يؤدي إلى تركه وحيداً والوحيد القادر على إحداث توازن بين الفريق الرئاسي وتجمّع الخصوم.
في منطق “الغالب والمغلوب” المعتمد من الخصوم بهدف تحجيم واقع العهد ومستقبل التيار،
قد يكون “حزب الله” في وضع “المغلوب على أمره” بسبب ضرورات الثنائية التي تجمعه وحركة أمل المقيمة على غير موجة،
إلا أن الفريق الرئاسي لا يبدو في وارد أن يكون مغلوباً بأي وسيلة ولأي غاية.
في لبنان، لا يكفي اتباع ما ينص عليه الدستور كي تولد الحكومات،
فالكلمة الأولى والأخيرة للهواجس الوجودية “الطائفية، السياسية، الحزبية ومؤخراً الشخصية”.