لبنان على شفير الحرب…
المصدر: ليبانون فايلز
دخل لبنان مرحلة امنية بالغة الحساسية والدقة، وهو يسير الى فخ من الالغام على وقع اشتباك أمني خطير، إذ لا يمكن اعتبار الحوادث الامنية المتنقلة تفصيلاً عابراً، بدءاً من خلدة الى عكار، وبينهما انطلاق 3 صواريخ باتجاه الاراضي المحتلة والرد الاسرائيلي المباشر مطلع الشهر الجاري، كما ان فقدان المحروقات يدخل في سياق تلك الحرب،
حتى لو افترضنا ان مسبباته داخلية بحتة، فالمراد من فقدان هذه المادة الحيوية هو تحميل لبنان فاتورة سياسية تدفعه لتقديم تنازلات وإضعاف مواقفه في سياق الصراعات الدائرة في المنطقة.
مصدر امني واسع الاطلاع أكد لـ” ليبانون فايلز” ان “ما نراه في الداخل على الارض امام محطات الوقود وفي الاجواء
من غارات اسرائيلية واستخدام سماء لبنان منصة لإطلاق صواريخ باتجاه سوريا،
لا يمكن فصله عن السياق العام لمجريات الاحداث العامة،
وخلق مناخ امني متوتر في ظل الاشتباك الحاصل منذ امد بعيد، الا ان الظروف اصبحت ملائمة لتظهيره اليوم،
مع محاولات جر لبنان الى الصراع الإيراني – الاميركي – الاسرائيلي”، معتبراً ان “ما يمكن الرهان عليه اليوم هو مدى قدرة حزب الله
على ضبط ردود فعله العسكرية”.
ورأى المصدر عينه من ان “محاولات لملمة الوضع داخلياً نجحت حتى الساعة” محذراً “
من تفلت الوضع الأمني، خاصة وان الاقتتال المذهبي والطائفي يضبط بحسب توقيت تقاطع أطراف داخلية وخارجية”.
من جهته، مدير مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث والعلاقات العامة،
العميد الركن هشام جابر اشار في اتصال مع “ليبانون فايلز” الى ان “اسرائيل تخرق الاجواء اللبنانية
وتعربد في سمائنا ولا تجد من يردعها، ولا يملك لبنان قدرة على ذلك لعدم امتلاكه الدفاعات الجوية،
وما قامت به اسرائيل ليل امس اثار الرعب وشكل تهديداً مباشراً للمدنيين والطائرات المدنية الوافدة الى لبنان”.
واضاف: “في السابق كانت الغارات التي تستهدف مواقع سورية في العاصمة
دمشق تتم من اجواء منطقة المصنع وجبل الشيخ جنوباً، اما اذا كانت الاهداف في شمال سورية كانت الطائرات الحربية
الاسرائيلية توجه ضرباتها من فوق البحر او المياه الاقليمية، والتطور الذي حصل هو اتخاذ الاجواء فوق الاراضي اللبنانية منصة لاستهداف مواقع داخل سوريا،
هو دليل على تمادي اسرائيل ووقاحتها في عدوانها، خاصة وانها اغارت على علو منخفض جداً، وهذا يدل على انها تريد لاستهدافاتها ان تكون اكثر دقة”.
ورأى جابر ان المراد ايضاً من تلك الغارات توجيه رسالة للبنان ولحزب الله تحديداً بعد كلام السيد نصرالله امس،
واثارة الرعب والهلع لدى اللبنانيين، ويمكن قراءة اغارة تلك الطائرات
والصواريخ كاستعراض عسكري جوي و”عرض عضلات” إسرائيلي،
وايضاً يمكن ان يكون محاولة لاستدراج حزب الله للتصدي لها، خاصة وان اسرائيل لا تزال
تجهل ما بحوزة حزب الله من دفاعات جوية، وبالتالي يمكن اعتبارها محاولات لكشف تطور حزب الله العسكري، وهو امر بالغ الاهمية بالنسبة اليها”.
وختم العميد جابر: “حزب الله بالطبع لا يريد الرد، وليس بوارد هذا الامر الا في حال اجبر على ذلك”.