اخبار محلية

الأيّام الأخيرة… قبل الإعتذار؟ 3 ملفّات “يَهابها” ميقاتي!

– lebanon debate

ترتدي الأيام القليلة المقبلة طابعاً بالغ الأهمية على مستوى تأليف الحكومة ومباحثات مستشاري الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، حيث يبدو جلياً بأن الإعتذار هو الخطوة الأكثر واقعية في سياق السيناريوهات المطروحة أمام الرئيس المكلّف، والذي يكرّر بشكل يومي أن مهلة تكليفه ليست مفتوحة، وبالتالي، فهو سيُقدم على هذه الخطوة عندما يرى أن الظروف باتت تحتّم هذا القرار، وذلك وفق مصادر مواكبة لكل الحراك الدائر على صعيد تأليف الحكومة العتيدة.

وكشفت المصادر نفسها، أنه في حال لم تصل الإتصالات غير المباشرة بين الرئيسين عون وميقاتي إلى خواتيمها السعيدة، فإن الإعتذار سيُحسَم هذا الأسبوع، خصوصاً وأن أي موعد لم يتم تحديده للرئيس المكلّف في قصر بعبدا في الساعات المقبلة، مع العلم أن الأسبوع الطالع هو الرابع بعد التكليف.

كذلك، تحدثت هذه المصادر، عن أن وتيرة وأسلوب المقاربة المتّبعة للأزمات المتعدّدة، والحلول ذات الطابع الترقيعي، تحمل دلالات على أن التشكيل ليس مدرجاً في برنامج رئيس الجمهورية، على الأقل، وإن كان قد ذكر عملية التأليف في كلمته السبت الماضي.

أمّا بالنسبة لما تكشّف في مسار التأليف الشائك، وبحسب المصادر المواكبة، فهو أن مطلب الثلث الضامن أو “المعطِّل”، ما زال السقف الذي يحدّده رئيس الجمهورية، للإنطلاق في أي بحث جدي في التشكيلة الحكومية، والتي يتم التداول بصيغ “مشوّهة” لها على مواقع التواصل الإجتماعي. ولذا، فإن الإصرار على الثلث الضامن، يُنذر بالإطاحة بالتكليف الثالث، كما تضيف المصادر، مع ما يعنيه هذا الأمر من مراوحة للتعقيدات التي تردّد أنها قد زالت، وقد كشف أحد نواب “التيار الوطني الحر” بالأمس أن عقدتان فقط ما زالتا تعيقان ولادة الحكومة.

وبانتظار اللقاء الثالث عشر الذي لم يتحدّد موعده بعد، تؤكد المصادر ذاتها، أن الخلاف على الأسماء المقترحة لتولّي الحقائب الأساسية، لم يكن سوى واجهة من أجل تبرير التأخير في الإتفاق الحكومي، وبالتالي، فإن المراوحة تبقى عنوان المشهد في المرحلة المقبلة، إلاّ إذا نجحت الضغوط الفرنسية الناشطة منذ عطلة الأسبوع الأخير على خط قصر بعبدا، وذلك، في وساطة “طارئة” لتشكيل الحكومة، وعدم الإنجرار وراء الخلافات على توزيع الحقائب الوزارية وكأن الأوضاع طبيعية ومستقرة.

لكن الآمال المعلّقة على الوساطة الفرنسية، تكاد تكون معدومة،

وأن كل ما سُجّل من خطوات ومواقف خلال الأيام الماضية،

يعزّز فرضية الإعتذار والإنزلاق نحو المجهول، وذلك، وفق مسار إنحداري نحو الإنفجار الإجتماعي، كما تشير المصادر نفسها، والتي اعتبرت أن تصفية الحسابات

تتحكّم بالمناخ السياسي، مما يفتح الباب على عدة احتمالات وأبرزها احتمال الإعتذار.

ليبانون ديبايت” – المحرر السياسي

يَبدو أن خطوات الرئيس المُكلف نجيب ميقاتي تترنح في مكانِها ولم تتخطَّ متراً واحداً من الأمتار القليلة

التي وَعد بها للوصول إلى الحكومة المنشودة، بل وأكثر من ذلك يبدو أن الخطوات تتجِّه إلى الخلف

ويُمكن أن تَصل إلى نقطة الصفر أيّ مع بداية التكليف.

كما يبدو أنّ “شهيّة” الرئيس ميقاتي بدأت تتراجع حتى إنّ المُطالبة بحقيبة من هنا أو إسم من هناك لم تَعُد

تفتح لا “شهيّته الشخصيّة” ولا “متراسه” وراء مذهبيّة الحقيبة، فرغم تجاوز عقبات الحقائب والأسماء

وحتى الثلث المعطّل، يبدو جليًّا أنّ التسريع الذي تحدَّث عنه والمِهل غير المفتوحة سَحقتها الملفّات التي تتنظره،

ملفات لن تكون سَهلة على أي رئيس حكومة في الظرف الراهن”

تُفيد مصادر على تماس مع حركة التأليف، أنّ “الرئيس ميقاتي يتهيّب إعلان التشكيلة حتى لو جرى الإتفاق عليها بحجّة

من هنا أو هناك وأولى الملفّات التي يَهابها ما إستجد على خط أزمة المحروقات

أوّلاً من إعلان حاكم مصرف لبنان رفع الدعم ممّا دفعه إلى التريّث والعودة خطوة إلى الوراء فما كان من إجتماع بعبدا الحكومي

إلّا أن مدَّد فترة الدعم إلى أواخر أيلول وإن بإجراء مُؤلم لكنه لن يؤجِّج الشارع في وجه الحكومة

إذا ما أُعلنت هذا الأسبوع، وهو ما كان ليتوخاه ميقاتي مُفضّلاً رفع الدعم تحت راية حكومة تصريف الأعمال”.

أمّا الملف الثاني الذي يدفع ميقاتي للتريّث، وفق المصادر طبعاً هو “ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة،

والمعركة المُستعرّة على خط عون – سلامة، أو ما يسمّى نهج سلامة الذي يصرُّ الرئيس

عون على إسقاطه ويعتبره السبب الرئيسي في إنهيار الاقتصاد اللبناني،

فأين يقف الرئيس المُكلف من هذا الموضوع وهل ستنفجرُ الأمور في وجهه في هذه الحرب غير المعلنة؟ وأين تقف مصالحه هنا؟”.

أمّا الملف الثالث والأخطر والذي يُهدّد كل الخطوات في حال لم يَدرسها جيداً قبل إعلان حكومته،

هي البواخر الإيرانية وما سينتجه وصولها إلى لبنان من أزمة مع حلفاء الرئيس المُكلف وهو معروف الهوى

أميركياً أو فرنسيّاً أو عربيّاً وخليجيّاً، كيف سيتصرَّف في حال كان رئيساً للحكومة؟.

كلّ هذه الملفّات تُمثّل عقبات للرجل “الفطن” الذي يَعلم تماماً من أين “تؤكل” الكتف،

وبما أنّه ذا باعٍ طويل في الحقل السياسي فإنّه على يقين أنّ اللباس “المطّاطي”

يَصلح ارتداءه في فترة التأليف فيضيق قليلاً ليتسّع بعد ذلك، لكنه بالطبع ليس بوارد التأليف السريع ولا الاعتذار سيستخدم “الثوب المطاطي”

ويَخلعه عندما يرى أنّ الأمور وصلت إمّا إلى الإنفراج إذا مرّ قطوع السفن على خير أو مرَّ رفع الدعم بسلاسة،

أقلّه فإنَّ المطبات بالنسبة إليه ستكون أقلّ ضرراً

من جهتها تؤكّد مصادر بعبدا، أنّ الرئيس عون فتح له “كوة” في جدار التأليف بترحيله

موضوع الدعم وذلَّل له عقبات الحقائب والأسماء، ففعل ما يتوجَّب عليه لتسهيل التأليف فلماذا لا يُقدم الرئيس المُكلف على تصدير حكومته؟

وتُقرن المصادر السؤال بتخوّف من تراجع الرئيس ميقاتي وإقدامه على الاعتذار بدل الإستجابة

إلى دعوة الرئيس عون بالصعود إلى بعبدا والإعلان معًا عن تشكيلة باتت بحكم المُتفق عليها”.

وفي الخلاصة، بين التحديّات التي تنتظرُ التشكيل والإرتباطات الخارجيّة لـ “المُشكّل” تبقى الأنظار مُتنقلة بين

بحرٍ يَحمل الحلّ أو العرقلة وقصرٍ سيصدر من على منبره الموقف الحاسم من مصير الحكومة، وغداً لناظره قريب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى