هذا هو التفجير الذي يبني الدولة
المصدر: ام تي في
كتب كبريال مراد في موقع mtv:
في احدى رواياته، يتحدّث أحد شيوخ الأدب الشعبي اللبناني سلام الراسي عن مثل العميان وابن الشيطان، حيث رغب ابليس في تجربة درجة الملعنة التي بلغها نجله، فأرسله مع كيس ذهب الى مجموعة عميان، فهز الكيس في وسطهم، وأوحى لهم بوضعه في ما بينهم، قبل أن ينسحب مع الذهب تاركاً إياهم يتخاصمون على ما يظنون أنها غنيمتهم، فيما هم في الحقيقة يتقاتلون على لا شيء.
نعيش هذه الأيام كعميان البصيرة، نتقاتل على كل شيء، فيما الدولة التي يفترض بها أن تجمعنا، تتفتت وتترهّل، وتتراجع الى أدنى الدرجات.
ومن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، يلاحظ أن جبهات القتال مشتعلة، وأخطر ما فيها هو الكره الذي يتجلى في التعليقات والكتابات. لقد تحوّل قسم كبير من بيننا الى مجموعة حاقدين. وعلى الرغم من أن الغضب محق، خصوصا بوجه من سرق الدولة وسرق معها طموحاتنا وأحلامنا، ولكن، الابتعاد عن الحقد ضرورة، لأن الحقد يقتل صاحبه، فيضيع عنده المنطق، فلا يحسن التقييم بين الصح والخطأ، ويصبح تفاعله قائماً على الرفض والعاطفة.
في الآونة الأخيرة، تحوّلنا الى شعب حاقد، وتفشى الكره في ما بيننا. ارتفع منسوب الضغينة في كتاباتنا وردود أفعالنا، فبتتا نشتم ونلعن، نهدم ولا نبني.
نحن اليوم نحتاج الى ثورة، ثورة على أنفسنا، ثورة تصحيحية تصويبية تعيد الاعتبار للأسس والمبادئ والقيم، تقدّس حق الاختلاف، ولا تحوّل المختلف الى عدو وجب رجمه.
فغدا، أو بعد اشهر او اسابيع، ستنتهي الأزمة، وسنعود لنجلس معاً، في دولة واحدة، وكشعب واحد. لا أحد يمكن أن يلغي أحداً، أو يغيّب أحداً. وحدها الانتخابات النيابية باب التغيير الحقيقي ووسيلة المحاسبة الفعلية. فلنفكر ونقرر، ونفجّر غضبنا في صناديق الاقتراع… لأن حقد التواصل الاجتماعي والشارع لا يبني دولة.