صفقات تحضيريّة على مستوى المنطقة.. أين لبنان منها؟
بقلم عمر الراسي – أخبار اليوم
من تأليف الحكومة في لبنان بمباركة ايرانية – فرنسية ورعاية اميركية الى زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى طهران كأول مسؤول أجنبي يزور الرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي، يبدو ان هناك صفقات تحضيرية بدأت تجري على مستوى المنطقة، فهل ستكون تمهيدا لاتفاق يعلن عنه في فيينا بين ايران والولايات المتحدة حين تستأنف المفاوضات؟ واين لبنان من هذه التطورات؟
يرى مرجع دبلوماسي انه لا يوجد فريق رابح في المنطقة اقله لغاية اليوم، واذا كان من رابح فهو ليس ايران بالطبع، معتبرا ان هناك حراكا دوليا على مستوى المنطقة، لا سيما بين باريس وطهران، حيث نالت باريس على “شيء ما” في النفط العراقي، مقابل افراج ايران عن الحكومة في لبنان.
ويدعو المرجع عبر وكالة “أخبار اليوم” الى انتظار دخول الفيول الايراني الى لبنان رغم تحذيرات وفد الكونغرس الذي زار لبنان، مع العلم ان وصول هذا الفيول سيكون مؤشرا يقابله غض نظر ايراني لضخ الغاز المصري الى لبنان، وبالتالي الدخول الى اصلاح قطاع الكهرباء الذي هو احد ابرز اسباب الازمة الاقتصادية الخانقة في لبنان.
وردا على سؤال، يشير المرجع الى ان “الصفقة الاخيرة” بين طهران وواشنطن لم تنجز، ولا يمكن رؤية طلائعها الا من خلال العودة الى طاولة المفاوضات في فيينا، معتبرا انه رغم الحراك الحاصل في المنطقة، فان الاجواء لا زالت تميل نحو التشنج، لا سيما في ضوء التقرير الذي اصدرته الوكالة الدولية للطاقة وجاء شديد اللهجة، حيث اعتبرت فيه أن مهام المراقبة في إيران “قُوّضت بشكل خطير” بعدما علقت طهران بعض عمليات تفتيش الوكالة لأنشطتها النووية، واشار تقرير الوكالة الدولية إلى أن مديرها العام رافاييل غروسي قال إنه مستعد للذهاب إلى إيران للقاء حكومة الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي. ومع ذلك، لم تتم مثل هذه الزيارة، حيث يبدو ان إيران “غير مستعدة للتحدث” مع الوكالة.
وفي السياق عينه، يشير المرجع الى ان ما حصل في افغانستان لن تكرره الولايات المتحدة في مكان آخر، وتحديدا في لبنان، من هنا حصل الضغط لتأليف حكومة “بالتي هي احسن” حاليا لتكون المحاور لصندوق النقد، وبالتالي من المتوقع ان يحصل لبنان خلال الايام او الاسابيع المقبلة تباعا على مبلغ مجموعه 1،8 مليار دولار مرصودة له وغير خاضعة للاصلاحات او لاي خطة اقتصادية، وفقا للآتي:
سحبات صندوق النقد المقدرة بمليار 200 مليون، 90 مليون في اطار مواجهة وباء كورونا، 320 مليون من البنك الدولي، 240 مليون للبطاقة التمويلية. وبالتالي لبنان بحاجة الى حكومة لادارة هذا المبلغ، في انتظار ما يمكن ان يحصل في المستقبل.
لكن، يتابع المرجع: ملفات الشرق الاوسط، لا تتوقف فقط على طهران وواشنطن وباريس، بل دائما يجب النظر الى الى العنصر الاسرائيلي، وهو الاقوى في الصراع الدائر، وهو الذي ادى الى ادخال تغيير الى كل سياسة الديمقراطيين من الرئيس الاميركي الاسبق باراك اوباما الى الرئيس جو بايدن الذي اصبحت مواقفه اقرب الى سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب.
وهنا يذكّر المرجع باللقاء الذي جمع بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي نافتالي بينيت، اواخر الشهر الفائت، حيث قال الرئيس الاميركي “بحثنا التهديد الذي تشكله إيران والتزامنا بضمان عدم تطويرها أبدا السلاح النووي”.
من هنا يمكن القول -وفق المرجع- أن الحل الدبلوماسي اصبح صعبا ولا بد من حلول اخرى، تكون موجودة على الطاولة.
وما هو دور الأوروبيين اذًا؟ يجيب المصدر: فرنسا في واجهة التحرك الاوروبي، اذ لديها مصلحة مع طهران وهي القناة الغربية الوحيدة المفتوحة معها، وبالتالي يبدو أن ايران اعطت فرنسا ما لم تعطها اياه الصيف الفائت.