اقتصاد

لبنان تحت حُكم الإقتصاد الأسود لـ”حزب الله” قريباً!

ترجمة “ليبانون ديبايت”

نشرت صحيفة “عرب نيوز” مقالاً تحليلياً للكاتبة باريا علم الدين تُحذِّر فيه من تجارة الكابتاغون التي يمارسها النظام السوري و”حزب الله”، وإحتمال أن يقترب لبنان من الإقتصاد الأسود.

وقالت علم الدين: “عندما حظرت السعودية استيراد المنتجات اللبنانية في، نيسان الماضي، بسبب إساءة استخدام هذه الشحنات بهدف تهريب المخدرات إلى المملكة، وجد حزب الله نفسه في مشكلة. بعد انهيار الاقتصادين اللبناني والسوري، شرعت مافيا عائلة الأسد و”حزب الله” في إعادة تشكيل دولهما كدول مخدرات – أي مراكز إنتاج عالمية لإنتاج الكابتاغون الذي يحتوي على المفيتامين، وهو المفضل لدى مرتادي الحفلات والجماعات الإرهابية. تقدر تجارة الكبتاغون السورية بأكثر من مليار دولار في السنة”.

أضافت: “أصبح إنتاج الكبتاغون راسخاً في مناطق مثل حمص وحلب، ولكن نظرا للضعف الشديد الحاصل في سوريا، فإن العديد من المصانع الكبيرة تعيد ترسيخ نفسها على طول الحدود اللبنانية – السورية، لا سيما في معاقل “حزب الله” مثل القصير ووادي البقاع. وأصبحت سوريا ولبنان، مركزاً مفضل للهيروين والكريستال ميث (أي المفيتامين) والحشيش”.

وكشفت أنه “منذ حظر الشحن في دول مجلس التعاون الخليجي، لجأ “حزب الله” إلى تحويل هذه الشحنات غير القانونية عبر دول العبور لإخفاء بلد المنشأ، واستغل مرة أخرى علاقاته مع الشتات اللبناني في جميع أنحاء العالم. أصبحت غرب إفريقيا الخيار المفضل، حيث ظهرت 450 ألف حبة كبتاغون في ميناء في لاغوس، تم اكتشافها نتيجة للتعاون السعودي – النيجيري”.

تابعت علم الدين: “اكتشفت سلطات دول مجلس التعاون الخليجي أيضا، ملايين حبوب الكابتاغون في شحنات الكاكاو من غرب إفريقيا، ومن شبه المؤكد أن سوريا هي نقطة الإنتاج الأصلية.

هذه ليست المرة الأولى التي يورط فيها “حزب الله” المجتمعات اللبنانية في غرب إفريقيا في تجارة المخدرات. خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشريني، وجد حزب الله وإيران نفسيهما أمام مشكلة مختلفة: بفضل تواصل الرئيس محمود أحمدي نجاد مع دول أميركا اللاتينية، بدأ “حزب الله” في جني مليارات الدولارات من الكوكايين، لكن لم يكن لديه أي وسيلة لإعادة هذه الأموال إلى بيروت وطهران”.

وأشارت إلى أن هذه “الأموال تجسدت في فكرة “بارعة”: استثمار الأموال في عشرات الآلاف

من السيارات الأميركية المستعملة التي تم شحنها بعد ذلك إلى بنين، حيث نصب المئات

من المغتربين اللبنانيين أنفسهم في سوق السيارات في غرب إفريقيا. ثم أعيدت عائدات هذه المبيعات إلى لبنان”.

و”تضم كوت ديفوار 80.000 لبناني في الشتات يسيطرون على نحو 50 بالمائة من الاقتصاد،

بينما تلعب عناصر المافيا التابعة لـ”حزب الله” أدوارا رئيسية في تجارة المخدرات”.

وقالت: “تعد كوت ديفوار نقطة عبور رئيسية لغسيل الأموال. لعبت دول أخرى في غرب إفريقيا، مثل غينيا وتوجو والكونغو وغينيا بيساو وسيراليون، أدوارا محورية في عمليات “حزب الله”، بما في ذلك غسيل الأموال وانتشار الأسلحة والمخدرات والجريمة المنظمة”.

ولفتت علم الدين إلى أن “إحدى الحسابات في العام 2021 تشير إلى أن هذا النشاط يدر للحزب نحو مليار دولار سنوياً، ربما في نفس الملعب مثل رواتب “حزب الله” التي يتلقاها من إيران”.

وقالت: “مع تجارة المخدرات السنوية في جميع أنحاء العالم التي تبلغ قيمتها نحو 500 مليار دولار، قد يكون هذا أقل من التقدير الإجمالي. مع إستمرار الاقتصاد اللبناني في الانحدار بشدة، قد يأتي اليوم قريبًا عندما يهيمن الاقتصاد الأسود لحزب الله على أسواق لبنان ، مع خطر أن ينحدر البلد بشكل دائم إلى دولة مخدرات”.

وأضافت: “في الوقت عينه، تشارك إيران و”حزب الله” في شحنات أسلحة بقيمة ملايين الدولارات

إلى اليمن وإفريقيا والعراق ومجموعة من الدول التي مزقتها الحرب. وهكذا يصبح لدينا وضع سيء، حيث يتم استخدام

تجارة المخدرات في تمويل الإرهاب والجماعات شبه العسكرية.

ومع ذلك، ما زلت أواجه نقصا ملحوظا في الفضول حول هذه القضايا بين الدبلوماسيين والصحفيين”.

تابعت علم الددين: “يأتي ذلك في وقت تقاتل فيه طهران على حدودها الشمالية

في منطقة القوقاز. بعد سلسلة اغتيالات لعلماء نوويين وانفجارات

“غامضة” في مواقع إيرانية حساسة، ترى طهران اليوم عملاء “الموساد” في كل مكان.

أصيب أتباع آية الله بالذعر بشأن العلاقة الدفاعية الوثيقة بين أذربيجان وإسرائيل، وبدأوا مؤخرا في الإنخراط

في مناورات عسكرية استفزازية عند حدودهما المشتركة. لقد كانوا يخشون منذ فترة طويلة

من أن باكو قد تثير المشاعر الانفصالية بين عدد السكان الأذربيجانيين الهائل في شمال إيران”.

ورأت أن “تداعيات غضب “حزب الله” لحظر تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية إلى الأسواق الإقليمية الكبيرة هائلة،

وستدمر حياة المزارعين، مثل معظم المواطنين، الذين دمرهم التفكك الاقتصادي وانهيار قيمة العملة.

وكما هو الحال في أفغانستان، لجأ المزارعون الفقراء إلى زراعة الهيروين، الأمر الذي يمول عودة “طالبان” إلى السلطة”.

وقالت: “كأن “حزب الله” يفعل كل ما في وسعه لتحويل لبنان إلى اقتصاد

قائم على أدوات الموت. الزيارة رفيعة المستوى لبيروت التي قام بها وزير الخارجية الإيراني

حسين أمير عبد اللهيان هي تذكير بكيفية تورط لبنان في فلك طهران الاقتصادي يعني احتضان دولة منبوذة.

في بلد يحتضر حيث فقد الكثيرون الرغبة في العيش، جعل “حزب الشيطان”،

وفق وصف الكاتبة، المخدرات المميتة بأسعار معقولة أكثر من حليب الأطفال”.

علم الدين أوضحت أن “موقع لبنان على البحر المتوسط يجعل من هذه الدولة التجارية

التاريخية المنفذ المثالي لإغراق الأسواق الأوروبية بالمخدرات، في حين أن انخراط “حزب الله”

المستمر في تجارة الكوكايين في أميركا اللاتينية ربما يكون أقرب ما يمكن أن تصل إليه طهران لتحقيق شعارها “الموت لأميركا””.

ورأت أن “يجب على العالم ألا ينتظر نظام العدالة اللبناني المختل وغير الفعال لحل هذه المشكلة.

القضايا القانونية ضد عدد قليل من تجار المخدرات اللبنانيين مثيرة للسخرية –

أشخاص مسجونون بتهمة غسل بضع مئات من الكبسولات! يبدو أن اللاعبين الرئيسيين يحاولون القضاء على المنافسة الصغيرة”.

وختم علم الدين مقالها بالقول: “من خلال معالجة هذا التهديد بشكل مباشر،

لا يمنع العالم فقط ملايين الأرواح من التدمير الذي لا رجعة فيه، بل يمكنه أيضا منع تحويل مليارات الدولارات

من عائدات المخدرات إلى الإرهاب والجماعات شبه العسكرية. فلماذا هذا الفشل الدولي في معالجة

حقيقة أن العلاقة بين “حزب الله” وبين طهران أصبحت إلى حد بعيد، الشبكة الأكثر عولمة للإجرام

والإرهاب في العالم؟”.للإطلاع على المقال بنسخته الأصلية إضغط على الرابط التالي:
https://bit.ly/3uXRVQC

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى