هذا هو “التكتيك” الإيراني لإهلاك لبنان
المصدر: ليبانون ديبايت
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” مقال رأي للكاتب سيث جيه فرانتزمان، يتحدث فيه عن النهج الذي تتبعه ايران للإستيلاء على الدول الضعيفة، زاعما أن “حزب الله” هو “مفتاح تفريغ لبنان وتدميره”.
ويقول فرانتزمان: “يمكن للمرء أن يرسم خطاً واضحاً بين تنامي قوة “حزب الله” في لبنان وما يترتب على ذلك من زيادة في الأزمات الاقتصادية وغيرها من الأزمات التي تؤثر على البلاد. صحيح أنه لا يوجد ارتباط بالضرورة في كل مرة يتطابق فيها شيئان. لكن يبدو أن دور “حزب الله” هو مفتاح تفريغ وتدمير لبنان”.
ويضيف: “هناك العديد من الحقائق هنا. لبنان في الآونة الأخيرة مضى أيام من دون كهرباء والجيش يقوم الآن بتزويده بالوقود. ومع ذلك، هذا لا يحل مشكلة الطاقة طويلة الأجل وديون البلاد. يعاني لبنان من مشاكل في استيراد الوقود وفعلا نفد الوقود من محطات الكهرباء. وقد وضع هذا لبنان على طريق أزمات مستمرة ومتصاعدة. ومع ذلك، فهي ليست دولة محاصرة ، مثل قطاع غزة الذي تديره حماس”.
ويلفت الى أنه “يجدر النظر في هذه الحقيقة: “حماس”، مثل “حزب الله”، مدعومة من إيران وتم تشجيعها على محاربة إسرائيل على حساب إيذاء الأشخاص الذين تحكمهم. وهذا يعني أن تدمير لبنان وغزة هو في مصلحة إيران”.
ويتابع: “ومع ذلك، في حين أن غزة تحت الحصار بالفعل ولديها أزمة وقود وكهرباء مستمرة، فلا يوجد عذر لماذا أصبح لبنان حالة اقتصادية سيئة جدا. هناك لبنانيون أثرياء في الخارج بشكل كبير جدا،
وهناك أدلة على أن الكثيرين أرسلوا أموالهم ببساطة إلى الخارج،
ولم يستثمروا في الدولة “الفاشلة” وفق وصفه. وفي الوقت عينه، عزز “حزب الله”
وضعه في ما تبقى في لبنان، واستولى على السلطة السياسية واستغلها في السيطرة
على الرئاسة وأجزاء أخرى من الحكومة، وتسيير سياستها الخارجية الخاصة وإشراك لبنان في مشاكل الحرب الأهلية السورية”.
ويرى فرانتزمان أنه “ليس من الواضح ما هو تأثير تدمير الاقتصاد السوري على لبنان.
لكن يبدو أن الأزمة السورية قد تم إسنادها إلى لبنان، حيث تستخدم سوريا لبنان
كمتنفس لمشاكلها مع تزايد تعرض دمشق لعقوبات أميركية وعقوبات أخرى”.
ويقول: “هذا عكس الفترة التي أرسلت فيها سوريا جيشها لاحتلال لبنان.
في تلك الأيام، كانت سوريا ظاهرياً هي اللاعب الأقوى. لكن بعد عام 2005،
عندما غادرت سوريا في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري،
سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ. شن “حزب الله” حربا ضد إسرائيل في العام 2006 ثم خاض معارك
شوارع مع المعارضة في بيروت في العام 2008. في النهاية، سلب “حزب الله” لبنان رئاسة فاعلة
ومن المحتمل أن يكون وراء الانفجار الهائل في ميناء بيروت العام الماضي، ما أدى إلى أزمة سياسية سلبت البلاد أيضا من رئيس وزراء فاعل”.
ويتابع فرانتزمان: “لكن هذه كانت بشرى سارة لـ”حزب الله”. ربما عارضت الطوائف السنية والمسيحية الأكثر ثراء
“حزب الله”، المدعوم من الأقلية الشيعية. لكن الآن، “حزب الله” يفوز بينما لبنان يصبح أكثر فقراً.
ينتصر وكلاء إيران دائماً عندما تكون الدول مفلسة وفقيرة. لهذا السبب أينما تقدم إيران دعمها، فإن البلاد تنهار”.
ويقول: “لنأخذ اليمن والعراق وسوريا والفلسطينيين ولبنان. في كل حال
كان هدف إيران إضعاف المؤسسات واستبدالها بميليشيات فاسدة وقاتلة. أفلسوا البلاد واستولوا على ثروتها لصالح طهران”.
ويرى فرانتزمان أن “إيران هي نسخة سياسية – عسكرية من القيود غير المرغوب فيها وغزاة الشركات
التي كانت شائعة في الولايات المتحدة في الثمانينيات”، معتبراً أن “إيران تداهم دولة بها وكلاء،
وتحتجزها رهينة من خلال شراء بعض الأسهم ثم تغرقها بالديون وتسمح لها بالتعثر مثل شركة
الزومبي (شركات مثقلة بالديون)، وتفريغها من الأصول الجيدة وبيعها كلها”.
ويعتقد أن “هذه هي باختصار استراتيجية إيران. إنها تستخدم استراتيجية مستعارة
من مداهمة الشركات لتدمير أماكن مثل لبنان وإفلاسها. لكن لا يمكن إنقاذ لبنان، لأن كل الكفالة ستعود إلى طهران”.
ويختم فرانتزمان بالقول: “في الأساس، هذه هي رسالة أزمة الكهرباء الأخيرة.
لا توجد وسيلة لمساعدة لبنان بشكل كامل، وستؤدي أزماته المستمرة إلى انتشار مشاكل أسوأ في جميع أنحاء المنطقة”.