اخبار محلية

الطيونة إذا أُحيلت الى المجلس العدلي؟

“ليبانون ديبايت” – روني ألفا

مشهد حرب في بيروت. لو كانت العاصمة قادرة على النطق لقالت اللعنة عليكم. لربما قالت ما يشبه ذلك منذ العام ١٩٧٥ دون أن تلقى آذاناً صاغية.

حروبنا بدأت مع إعتصامات وانتهت بأكفان على كامل مساحة الوطن.

سرطان على خاصرتنا الجنوبية يتفشى منذ ثلاث وسبعين سنة. لديه ما يكفي من البيادق والبنادق في الداخل ليتأكد من قتلنا مرة واحدة ونهائية.

مشروع المقاومة أخطر ما يمكن تصوره على الكيان الصهيوني. انه المبيد الفعال لإسرائيل الكبرى. للشرق الأوسط الجديد. لمشروع أبراهام. للتطبيع. والأهم لتحويل نُثَر من فلسطين الى بوليس يسهر على النوم الهانئ للمستوطنين.

الكيان يواجه خطر إبادة لمشروعه الوجودي. سيستعمل بيادقه وبنادقه في أي مكان.

إنها معركة تجريد المقاومة من شرعيتها ومن حضنها الشعبي الدافئ. ليس

من قبيل الصدفة ان تتزامن حفلات دعم المحقق العدلي على لسان السفارات

بضرورة احداث تغيير ” ديمقراطي ” في صندوق الانتخابات.

هذه ” الديمقراطية” بالذات بانت براثنها من على أسطح البيوت في أحداث الطيونة.

ماحدث يُدرَج في الخانة نفسها التي أُدرِجَت فيها أحداث خلدة وشويّا.

يتزامن ذلك وضمن ترابط مريب مع تصعيد غير مسبوق لخصوم حزب الله. الهدف واحد هو إسقاط الحزب أخلاقياً وجرّه الى نزاع داخلي.

الخصوم يستعجلون الحزب الى ٧ أيار. مهما كلفهم الأمر سيخترعون طيونة أخرى في أي مناسبة.

لبنان ليس مقبلاً على حرب. الحزب ليس مقبلاً على فك تحالف. الحزب ليس مقبلاً على نزاع مسلح ضد خصومه من على أسطح الأبنية ” المجاورة “.

الخوف الأكبر يكمن في المضي قدماً بتحقيق قضائي يدين بريئاً في انفجار المرفأ. إنفجار أُريد له أن يتحوّل الى معروف سعد جديد.

حزب الله لن ينجر الى مؤامرة تحوّل سلاحه الإستراتيجي الى سلاح داخلي.

سيتبين سريعاً ان العدو يدرس انفجاراً آخر. اغتيالات على شاكلة السلسلة التي تلت اغتيال الرئيس الحريري.

أقصى ما يمكن ان يحققه العدو سيكون نشر الفوضى. مع نشرها قد تتعطل الإنتخابات

ولكن لن تتعطل الإنجازات ولا موازين القوى.

مواجهة حزب الله لا تنجح بال بي7. الحروب الكبيرة انتهت وربحها الحزب

ناقلاً محوراً بأكمله من حالة الهزيمة الى حالة تغيير المعادلات. هذا التغيير

مستدام ولن يكون أمده أقل من نصف قرن على الأقل.

أن يعاند ويكابر خصوم وأن يُدَجَّن قضاء عدلي

وأن تُدعَم مؤسسات مجتمع دولي بعشرات ملايين الدولارات لن تحدث فرقاً.

في التاسع عشر من هذا الشهر سيبدأ مجلس النواب بمساءلة الوزراء والنواب.

أول خطوة عملية لبداية نهاية مخلوق هجين اسمه المجلس العدلي.

مجلس عدلي أُحيلت اليه ٩٣ قضية منذ تأسيسه على أيام الانتداب الفرنسي ولم يكن سوى أداة سياسية بامتياز.

ما حدث في الطيونة بداية نهاية هذا المخلوق الهجين الذي يتيح للقاضي التحول الى

” ليڤياتان ” مطلق الصلاحيات والى صنف من أصناف الآلهة تضاهي بقوتها المدمرة آلهة اليونان في الأزمنة الغابرة.

ستة شهداء حتى الآن. هل يستحق هؤلاء الأبرياء أن تُحال الجريمة التي أودت بحياتهم الى المجلس العدلي؟

سؤال فحسب. واذا أُحيلت هل يوضع حزب الله في خانة المتهم بقتلهم ؟ لا شيء مستبعد مع المخلوق الهجين.

بسرعة. تطويق الطيونة بإلغاء المجلس العدلي أحد أدوات الفتنة. طارق البيطار ليس

عميلاً بالضرورة. إنه أحد ضحايا الإنتفاخ بالقوة المفرطة. يظن ربما أنه المنقذ من الضلال. أداؤه فيه ما يكفي من الربوبية لقتل وطن بأكمله.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى