اخبار محلية

عون – بري: هل آن أوان الانتقام العوني؟

بقلم بولا اسطيح – Alkalima Online

لم تعرف على الأرجح الحياة السياسية في لبنان علاقة كالتي تجمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس المجلس النيابي نبيه بري. الرجلان اللذان يعلم القاصي والداني أنهما يكرهان بعضهما البعض منذ زمن ولأسباب كثيرة ومتراكمة، شاءت الظروف والتحالفات ان يضعا الكراهية جانبا ويعتمدا سياسة ربط النزاع لفترات متقطعة وقصيرة من الزمن قبل ان تعود هذه الكراهية عينها لتتحكم بكل قراراتهما وبطريقة تعاملهما مع بعضهما البعض. آخر فصول الحرب الباردة بين الطرفين، اقحام نفسيهما فيها مباشرة ومن دون وكلاء، بعدما تجنبا ان يكونا في واجهتها وفي صفوفها الامامية. بالامس

تم اللجوء الى طريقة تخاطب غير مسبوقة بينهما،

هذا اذا لم نتطرق الى فحوى مقدة قناة الـNBn التابعة لبري والتي شنت هجوما على عون يفاقم الازمة السياسية الراهنة ويهدد باستعصاء مفتوح على كل الاحتمالات! فمع اقتراب عهد الرئيس عون من نهايته تسقط كل القواعد السابقة،

أقله من قبله ومن قبل “التيار الوطني الحر” اللذين حاولا طوال الاعوام الـ5 الماضية

اقناع نفسيهما ان هناك مكانا للصلحة مع بري وانه يمكن بطريقة او بأخرى استيعابه

وبأفضل الاحوال كسبه في صفه كي لا يبقى خصما شرسا ينهش بالعهد،

فاذا بهما اليوم يصلان لقناعة عكسية بعد فات الأوان علما انهما ومنذ البداية كان يعرفان ويدركان ان أخصامهما

لن يسمحوا بنجاح العهد، فاذا كان رئيس “القوات” سمير جعجع راوغ، فانتخب عون وصور

نفسه حريصا على العهد مع انطلاقته، فيما حاول رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي”

وليد جنبلاط اعطاءه ما يشبه الفرصة من دون المشاركة المباشرة بافشال مهمته،

فان بري الوحيد الذي كان واضحا منذ البداية في معارضته رئاسة عون،

سواء من حيث رفضه انتخابه او من حيث اعداد العدة كاملة لمواجهته وافشال عهده.

في السياسة كل شيء مباح، وبخاصة لجهة سعي كل طرف لتحجيم

الآخر وافشال مشاريعه وخططه. لكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه، هل هو مباح ان تتحول معركة تتخذ الى حد كبير بعدا حزبيا

او شخصيا معركة تظلل الى حد كبير الحياة السياسية في لبنان وتسهم بتعطيلها ومعها تعطيل شؤون الدولة والناس؟

والا كيف يفسر تعطيل الحكومة اليوم وربطه من قبل “الثنائي الشيعي”

باقالة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار؟ صحيح ان حزب الله قرر ان يكون هو رأس حربة في هذا الملف رغم

ان الوزيرين السابقين المدعى عليها وهما نائبين حاليين ينتميان لحركة “أمل” لا الحزب،

معتبرا ان معركته هذه بوجه الاستنسابية لا لأنه يدرك ان القرار الظني سيلحظ دورا ما له في القضية،

لكن على كل الاحوال بات واضحا انه عند كل مفترق طرق وعندما يضطر حزب الله ان يختار بين حلفه مع بري وحلفه مع عون – باسيل، هو لا يتردد باختيار الاول بحجة وجوب حفاظه على

وحدة الصف الشيعي. تقول مصادر معارضة لحزب الله ان “هذه الحجة لم تعد تسر على أحد وبخاصة على قيادة

“الوطني الحر” التي باتت مقتنعة بأن تمسك حزب الله ببري واعطائه دائما الاولوية، ليس مخافة من

تضعضع الساحة الشيعية التي يسيطر بأكثر من 80% عليها، انما لكون

بري يحفظ مصالح الحزب ويحميها، والا لكانت تمت الاطاحة به منذ زمن”. وتتساءل المصادر:

“هل هناك اصلا واجهة للحزب والطائفة الشيعية يطلان بها على المجتمع الدولي أفضل

من بري الذي نجح على مر عشرات السنوات بنسج أفضل العلاقات مع العواصم العربية والغربية؟”

وبالعودة الى علاقة بري – عون، صحيح ان حزب الله كان ولا يزال يبذل جهودا جمة لمنع انفجار كبير لهذه العلاقة

نظرا الى ان آثار وتداعيات هذا الانفجار ستطال اولا الحزب، لكن يبدو ان

الامور قد تخرج عن سيطرته قريبا، خاصة وانه بحسب المعلومات فان هناك شبه قطيعة بين عون وبري فالاتصالات مقطوعة بينهما

منذ فترة، ما يمهد على الارجح لجولة جديدة قد تكون الأخيرة من المواجهة

بين الطرفين خلال هذا العهد، مواجهة سيكون عنوانها الابرز الانتقام العوني، و

هو ما يدركه ويتوقعه تماما بري الذي بات يتهم القضاء اللبناني بالخضوع لرغبة وارادة عون وباسيل،

ولعل رده الاخير على تغريدة رئيس الجمهورية أبلغ تعبير عن ذلك بقوله “على أن لا يكون القضاء

قضاء السلطة وما ادراك ما هي”… وهنا يتبرؤ أبرز أركان السلطة الحاكمة منذ تسعينيات

القرن الماضي اي بري من كونه جزءا منها بعدما تبرأ منها القواتيون والعونيون،

ليصح السؤال: من يحكم هذا البلد؟ من هم اركان السلطة، طالما رئيس الجهورية ورئيس االسلطة التشريعية براء من الحكم والمسؤولية؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى