سعي الى تسوية رئاسيّة جديدة… هؤلاء أبطالها!
جاء في “المركزية”:
الأزمة في لبنان الى تفاقم على كل المستويات من غير أن تجد حلا بعد. فعلى الصعيد الحكومي لا يزال مجلس الوزراء مشلولا وممنوعا من الاجتماع. كذلك دائرة الخلافات السياسية الى اتساع بين الاحزاب والقوى وطالت حتى الفريق الواحد. اما الاسعار فهي نار ولهيب كما الدولار الى ارتفاع. الاوضاع الامنية التي كانت الى الأمس معقولة ومقبولة باتت تتجه الى الفلتان، والسلطات عوض تعاونها وتكاملها تحولت مساراتها للكباش والصراع كما الحال بين بعبدا وعين التينة ما يزيد منسوب التشاؤم في أمكان وقف الانهيار وبدء مسيرة التعافي.
أوساط معارضة تعزو التعثر في الاتفاق على الحلول واستمرار الازمة السياسية والاقتصادية في البلاد الى اشتراط أحد المكونات السياسية ربط الامور بعضها ببعض وقيام تسوية شاملة تبدأ بالاتفاق على الاستحقاق الرئاسي وتتدرج لبقية الملفات العالقة.
وتكشف أن سقف الاتصالات راهنا هو الوصول لتسوية رئاسية على غرار التسوية التي أنجزها العماد ميشال عون مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وقضت بوصول عون الى بعبدا والحريري الى السراي وان يتقاسم جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الحصة المسيحية في الحكومة والادارة.
وتقول الاوساط إن أبطال التسوية اليوم هم الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي
وليد جنبلاط والرئيس الحريري. وأن حزب الله يتحجج باتفاق مار مخايل لتجنب تحديد موقفه.
كما أن جعجع مشغول بالانتخابات كون التغيير المراهن عليه ينطلق من الصناديق كما ترى
الكتائب والمردة. وتسأل إذا كانت الظروف مؤاتية لتسوية رئاسية في ظل عدم وضوح مشاريع
المنطقة إضافة الى أن القوى الاساسية غير مهتمة بالتسوية مع العونيين، خصوصا وأن الاوساط
الدبلوماسية الغربية تعتبر أن البحث في الاستحقاق الرئاسي سابق لأوانه وأن الأولوية هي للانتخابات النيابية.
عضو كتلة المستقبل النيابية النائب نزيه نجم يقول لـ”المركزية “: “إن السؤال عن عدم الوصول
الى مخارج وتسويات للوضع الحكومي والأزمة السياسية في البلاد يفترض توجيهه الى رئيس الجمهورية
والوزير باسيل لا الى “تيار المستقبل” وحتى الى أي فريق آخر وتحديدا الى كل من الرئيس بري و”أمل”
والقوات اللبنانية ولا الى الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المردة الذين يرجون ويسعون لإيجاد الحلول
للكوارث التي تشهدها البلاد ويعيشها المواطن اللبناني الذي بات همه الوحيد الهجرة والسفر بحثا عن
لقمة العيش التي بات الحصول عليها متعذرا في لبنان”.
ويضيف: “أما اذا كان الوزير باسيل يربط موافقته على الحل بتسهيل وصوله الى الرئاسة ووراثة
عمه فهذا لعب صغار، لسببين: الاول أن انتخاب الرئيس في لبنان يخضع لتوافقات أقليمية ودولية،
والثاني من قال إن باسيل يحظى بموافقة اللبنانيين فما من أحد يؤيده باستثناء حزب واحد، إن أيّده،
خصوصا وان اجتماعات فيينا بين اميركا وايران لم تتضح مساراتها بعد ولم يعرف على أي برّ سترسو.
لذلك علينا التواضع قليلا والتنازل لمصلحة الوطن رحمة بالمواطنين”.