بهاء الحريري: سأتكفل ببطاقة سفر كل مغترب يريد التصويت في لبنان
Agencies
أعلن رجل الأعمال بهاء رفيق الحريري من واشنطن أنه عقد في العاصمة الأميركية عدداً من الاجتماعات الجيدة مع مسؤولين في الإدارة الأميركية وأعضاء في الكونغرس وكان الموضوع الأساسي الذي جرى بحثه هو الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، لافتاً إلى أنه يُحسب لواشنطن قراران أساسيان صدرا عنها مؤخراً في موضوع لبنان، وهما: في الموضوع الأمني، استمرار وتفعيل دعم الجيش والمؤسسات الأمنية؛ وفي الموضوع السياسي، العقوبات التي فرضتها واشنطن على شخصيات لبنانية مرتبطة بالفساد، ومنها جميل السيد وجهاد العرب. معتبراً أن ما تقوم به الولايات المتحدة يعني أمراً واحداً هو أن هذه المنظومة “خلِصنا ما بقى فيها تكفّي”
الحريري، الذي تحدث أمس (الخميس) في دردشة مع عدد من الصحافيين اللبنانيين في واشنطن، أكد أن “الانتخابات ستشكل السقوط السياسي لهذه المنظومة التي تسببت بالانهيارالاقتصادي في لبنان؛ وما حصل على صعيد العلاقة مع دول الخليج مؤخراً أثبت عدم قدرة المنظومة على إدارة الوضع”. وأضاف: “الانتخابات في لبنان آتية في أيار، ونحن سوف نرى متغيرات إقليمية من الآن حتى أيار وبعدها تأتي الانتخابات. عام 2005 كان هناك الوجود السوري وحزب الله، واستطعنا أن نربح الانتخابات، وخرج الجيش السوري من لبنان بنتيجتها. واليوم، من خلال الانتخابات ستأتي حكومة جديدة بأجندة جديدة في أولوياتها تنفيذ ما لم ينفذ بعد من اتفاق الطائف”. معرباً عن سعادته بالبيان السعودي الفرنسي الذي عاد للتأكيد على الطائف وتنفيذ القرارات الدولية، ما رأى فيه تغييراً جذرياً بالموقف الفرنسي الذي لم يكن يتطرق إلى هذين الموضوعين في السابق.
وأضاف الحريري أنه سعيد أيضاً بهذا البيان لأنه يعني أن “لبنان غير متروك، ولكن علينا ان ننظم نحن أمورنا” ونجري إصلاحات وإنتخابات. مشدداً على أن “التغيير لن يحصل إلا من خلال الانتخابات”.
ورداً على سؤال لـ”جبلنا ماغازين” عما سيكون عليه الموقف إذا ما لم تجر الانتخابات
أو إذا جرى المس بحق المغتربين في التصويت، قال: “في العراق السلطة لم تكن
تريد الانتخابات وحصلت الانتخابات. نحن علينا أن نقوم بعملنا ونكون مستعدين لها،
وأنا على ثقة بأن متغيرات كثيرة سنشهدها على المستوى الإقليمي من الآن وحتى أيار.
عندما خرجنا من الحرب الأهلية حصلت الانتخابات رغم معارضة الميليشيات، واليوم كل
الثقل الدولي يصب لصالح إجرائها. هذا مطلب دولي لا يستطيعون تجاوزه”
أما عن موضوع المغتربين، فقال: “هذا موضوع مهم جداً وأنا سعيد بالرقم الكبير للبنانيين
الذين تسجلوا للتصويت، وأنا مستعد للمساعدة بهذا الموضوع عبر إنشاء صندوق لتغطية
نفقات السفر لكل مغترب يريد أن يذهب للتصويت في لبنان، وطبعاً لن
أفرض على أحد التصويت لشخصيات أو لوائح معينة، ولكن فليذهبوا ويصوتوا”.
وأعلن بهاء الحريري في لقائه مع الصحافيين أن قراره دخول السياسة “أتى من بعد انفجار بيروت حيث
وضعنا خطة، فأطلقنا “صوت بيروت انترناشونال” حيث نبث الأخبار والبرامج السياسية والترفيهية
على حد سواء، ومن بعدها “مؤسسة نوح” لمواكبة
العمل الإنساني، وصولاً إلى “سوا”، وهو platform سيدعم ويقف وراء كل شخصية تغييرية من دون تتدخل في التسميات للانتخابات النيابية”.
وأكد الحريري لـ”جبلنا ماغازين” أن “سوا” لن يتحول إلى حزب ولن يأخذ مكان تيار المستقبل،
وهو لن يقفل الباب أمام أحد إلا في وجه كانوا لا يتمتعون بالنزاهة”. وأضاف: “أنا أكره السياسة
ولن أترشح شخصياً بل سأكون موجوداً من خلال سوا لخدمة كل من يريد التغيير”. مشدداً على
أن عمل كل هذه المؤسسات “غير مرتبط أو محصور بأية طائفة أو مذهب وهذا ما تربينا عليه
وتعلمناه من والدي الشهيد رفيق الحريري ولن يتغير أبداً”.
واعتبر الشيخ بهاء الحريري أن “قوة حزب الله بدأت تضعف، إذ أن قوته هي من خلال
المعادلة الإقليمية المحيطة به، وهذه المعادلة الإقليمية من الواضح أنها تنقلب رأساً على عقب،
ونحن نرى ما يحصل مؤخراً بين إيران وكل من أذربيجان وأفغانستان والعراق. لافتاً إلى الأهمية
القصوى لما يجري في العراق من متغيرات حيث أصبحت معالم التغيير واضحة بعد الانتخابات الأخيرة.
وعن ملف العلاقات اللبنانية الخليجية، قال: “اشتدي أزمة تنفرجي وربّ ضارة نافعة”.
واعتبر أن “دول الخليج تريد أن ترى التغيير الداخلي يحصل في لبنان”. مضيفاً أن
“الدول العربية ودول الغرب كلها تريد الانتخابات في لبنان ودول الخليج تريد أن
ترى لبنان مجدداً ضمن الجسد العربي. وهذا الضغط الذي يمارس على لبنان من
قبلها هو للتوعية فقط. ما فعلوه هو ضغط بسيط جداً أمام ما يمكنهم فعله، فتصوروا لو أنهم طالبوا بسحب الودائع مثلاً”.
ورأى أن “ما حصل جعل اللبنانيين يتأكدون بأن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه،
بل يجب أن نتحرك من أجل التغيير. واليوم، الانتخابات اقترب موعدها وعلينا أن نثبت أننا نريد التغيير ولا نقبل باستمرار هذا الواقع”.