رجل دين: هذا “الأمر” أشبه بقنبلة نووية!
المصدر: الوكالة الوطنية
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها أن، “بلدنا اليوم أمام خيارات كبيرة، والوضع كارثي، واللعب بالمنطقة أصبح على المكشوف، والأزمة تضرب الجذور، والمواجهة محتدمة جدا، والوصفات الدولية الإقليمية مفخخة وتريد رأس البلد، ووسائل تبادل الرسائل شديدة الفتك، وعين جيوش المال السياسي وأفاعي الانقلابات الصامتة على اللعب الطائفي والعداوة الداخلية، وفق سلة إمكانات مالية ونقدية وغذائية وسياسية وإعلامية وعقابية، تدفع البلد للانفجار من الداخل”.
وأضاف، “وهذا ما يجب أن ننتبه له جيدا، ونحذر منه بشدة، لأن الأفاعي لا تعرف إلا لعبة السموم. والأولوية اليوم وغدا لحماية لبنان ولحماية مصيره السياسي، ولإنقاذه من جحيم الحرب المالية الاجتماعية”.
وأكد أنه “منذ التاريخ الأول ولبنان للجميع، لكل ناسه وشعبه، والعيش المشترك ضرورة وجود هذا البلد وأساس بقائه، وما يجمع المسيحية والإسلام أكبر بكثير من أن تفرقه كل قوى الأرض. ولذلك أقول للبعض: كفوا عن استعمال لبنان كجائزة ترضية، لأن شعب هذا البلد شبع زعافا، ويريد أن يعيش أمنه وأمانه، بعيدا من المقامرة الطائفية”.
وأضاف، “وما بين جبل عامل وجبل كسروان والشمال وباقي المناطق قصة شراكة وحماية وتاريخ.
والخطر سببه جيوش الوكالات الخارجية، التي تصر على معالجة أزمة البلد بعقلية الحرب العالمية.
واليوم أكبر حارس للبنان وحدته الوطنية والشراكة الإسلامية المسيحية، بعيدا عن لعبة بطون الضباع الخارجية.
لذلك إياكم والغارات الطائفية لأنها أخطر من السرطان على البدن”.
وعن أموال المودعين، اعتبر المفتي قبلان أن “المودع مظلوم، ومنهوب، والمصارف
ارتكبت أكبر جريمة نقدية في تاريخ هذا البلد، والتصحيح يجب أن يكون بطريقة تنصف المودع، ولم يتم حتى الآن إنصاف المودع”.
وأشار إلى أن “الأزمة الاجتماعية تضرب صميم ضرورات الناس المعيشية، واللعب بالدولار أشبه بقنبلة نووية،
والأسواق أشبه بميدان حرب، والسياسات الدولية الإقليمية مصمَّمة لتجويع الناس ومعاقبتهم بكل الإمكانيات والأطر”.
وطالب “بتأمين الحد الأدنى من سياسات التضامن الوطني، توازيا مع بدء ورشة حلول داخلية،
بعيدا عن انتظار الوهم الدولي، وهنا أقول للحكومة والقوى السياسية: العجز يعني نحر البلد، والقائد الفعلي من لا يعرف العجز،
خاصة أن الإمكانات الداخلية قادرة على التأثير بوضع البلد نحو الأحسن، إلا أن الحسابات
الخارجية وخلطة الوصفات الدولية تضع البلد على حافة المذبح”.
معتبرا أنه “بهذا المجال يجب المبادرة فورا لحماية الأسواق واليد اللبنانية، بل واعتماد إمكانيات
حمائية استثنائية لحمايتها، وإنعاش ما أمكن من الاقتصاد الداخلي، والذي يفترض اعتماد سياسات
تحفيزية لإنقاذ الأسواق وبقية الاقتصاد. والمطلوب امتصاص فتيل الأزمة وتقليص الفساد،
والتخلي عن عقلية التصفيات السياسية، وفك أسر الحكومة التي يكاد يحولها كمين قضائي إلى أطلال”.
ووجه “خطابه لمقاولي النفاق السياسي والمالي” بالقول: “من لا يفرق بين الرب والشيطان، ما هو إلا بوق فاسد”.
وتوجه إلى “بعض تجار السياسة” بالقول: “إياكم والخديعة، لأن الاستثمار بشتم إيران لن ينفعكم،
ويكفي أن تتذكروا ماذا فعلت أميركا لمتعامليها، لقد رمتهم عن دواليب الطائرات”.
ولهذا البعض أقول: الوصول للمريخ أسهل من إضعاف المقاومة. وهنا أحذر بشدة من خناجر المنظمات
المدنية التي تتعذى على طحالب عوكر، لأن هذه المنظمات ليست إلا ذراعا لوكالة التنمية الأميركية،
صانعة الخراب والانقلابات في العالم. واذكر البعض بأن ما قدمته إيران تحرير واستقلال ودعم
لانتصارات تاريخية، وما قدمته واشنطن خنق وحصار وتفليس، وخرائط دعم لكل حروب تل أبيب وعدوانها، وشتان بين الذهب والخشب”.