اخبار محلية

“كثرة الطبّاخين بتشَوْشِط الطبخة” فهل تلتهب “الأجندات” العربية في لبنان؟!

بقلم أنطون الفتى – أخبار اليوم

بحسب المثل الشعبي الشائع، فإن “كثرة الطبّاخين بتشَوْشِط الطبخة”. وفي بعض مضامين ما يُحيط بنا في لبنان، تحذّر بعض الأصوات من “أجندتَيْن” عربيّتَيْن، لا تتناقضان، ولا تتعارضان فيه، ولكنّهما قد تتباينان في الملف السوري، وهو ما سينعكس على (الملف) اللبناني عاجلاً أم آجلاً، في زمن الحاجة الى حَسْم داخلي وعربي، “يرسّم حدود” إيران، في لبنان.

فدول الخليج العربي عموماً، والسعودية خصوصاً، تشدّدان على ما “يخنق” الأنشطة المُتمادِيَة

للفريق الإيراني في لبنان، مع ما لذلك من تداعيات مُحتمَلَة على الاقتصاد السوري أيضاً،

وهو ما قد لا تكون “الأجندة” المصرية متشدّدة في شأنه، بالطريقة الخليجية نفسها، خصوصاً

أن القاهرة من أشدّ العاملين حالياً على إعادة سوريا الى جامعة الدول العربية، بهدوء،

وقبل انعقاد القمة العربية القادمة في الجزائر. وهي (مصر) تقود هذا المسار

فضلاً عن أن القاهرة مستعدّة للانفتاح على الأطراف اللبنانية كافّة،

بحسب أكثر من مُراقِب، بينما لدول الخليج خطوطها الحمراء في ما يتعلّق بـ “حزب الله”.

وتؤكّد بعض الأوساط أن الصّراع العربي يدور حول سوريا حالياً، وهو يتركّز بين قطر غير المتحمّسة لدمشق،

ومصر، وسط معلومات عن اتّصالات مصرية – سورية، حول مسعى مصري لإدخال دمشق إلى منتدى غاز المتوسط،

من ضمن محاولة لزيادة التأثير المصري في مشاريع الطاقة في المنطقة، بحسب

تلك الأوساط نفسها. وهو ما سيُدخِل القاهرة في متاعب مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل،

إذا ما جنح هذا المسار الى اتّجاهات غير مرغوب فيها أميركياً، وإسرائيلياً

وانطلاقاً ممّا سبق، نسأل، هل “تتشَوْشَط” الطبخة العربية في لبنان، بسبب “كثرة الطبّاخين”،

وكثرة وصفاتهم “المالحة والحلوة”، للملفَّيْن اللبناني من جهة، والسوري من جهة أخرى؟

أوضح مصدر مُطَّلِع أن “ما يُحيط بلبنان عربياً حتى الساعة، هو أقرب الى أسلوبَيْن عربيَّيْن،

ضمن “أجندة” عربية واحدة، تتّفق مع رؤية غالبية اللبنانيين، لحلّ الأزمة اللبنانية”.

وشدّد على أنه “لا يمكن للبنان أن يستمرّ بلا إصلاحات بنيوية، تبدأ من الداخل، وتصل الى ضبط الحدود،

ووقف التهريب، قبل الحصول على أي مساعدة من الخارج. وهذا ما تلتفّ حوله النّظرة الخليجية

والمصرية معاً، التي تتطابق مع المواقف الفرنسية والأوروبية والأميركية من لبنان، أيضاً”.

وذكّر المصدر “بالتحالُف السعودي – المصري الاستراتيجي، وبالمصالح المشتركة بين البلدَيْن،

في الشرق الأوسط عموماً، وخصوصاً في ليبيا، والسودان، وبالمساعدة الخليجية للقاهرة في

مجال تعثّراتها الاقتصادية. ولذلك، لن تتضارب الرؤية الخليجية – المصرية في لبنان، ولا بسببه، ولا حتى بسبب سوريا”.

وشرح:”وجهة النّظر المصرية المتعلّقة بإعادة سوريا الى الجامعة العربية، لا تتضارب

مع الموافقة الأميركية والسعودية العامة. وأي خطوة مصرية أبْعَد في هذا الاتّجاه، لن تحصل إلا بموافقة أميركية وسعودية”.

وختم:”الانفتاح الإماراتي نفسه على دمشق، ما كان ليحصل لولا موافقة أميركية وسعودية.

ومن المرجَّح أن يكون الانفتاح المصري على سوريا مطلوباً أيضاً، لتعبيد طريق الرياض الى دمشق،

خصوصاً في مشاريع إعادة الإعمار مستقبلاً، بموازاة تقوية الحضور السعودي في العراق”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى