اقتصاد

فضائح مليونيّة لـ”رجل القصر” هناك فاكشفوا عن ملايينكم هنا قبل الانتخابات!

يُساق الشعب اللبناني الى انتخابات نيابية بعد أشهر، مثل من يُنقَل مغلولاً، الى السجن.

فنحن لا نسمع إلا اتّهامات مُتبادَلَة بارتكابات، وفساد، يتمّ تقاذفها بين قوى السلطة التي لا همّ لها سوى الحفاظ على كراسيها، وقوى المعارضة التي لا همّ لديها سوى الجلوس على الكراسي بعد الانتخابات، وقوى ما يُسمّى بـ “المجتمع المدني”، التي تحمل رشّاشاتها في وجه السلطة والمعارضة معاً، و”ترشّ” الرّصاص والنّار في وجوه الجميع، من دون أن نعلم تماماً من هو “المدنيّ” الفاسد والمُرتَكِب، ومن هو ذاك “النّازل من السماء”، كما يحلو للبعض منهم أن يصوّر نفسه.

من هو؟

فمن هو القادر على التسويق لنفسه جيّداً، بطريقة تُقنعنا بجدوى التصويت له، وليس لسواه، أو لكتلته وليس لسواها، بالأرقام، والجداول، والتفاصيل المُفصَّلَة؟ الجواب هو: لا أحد.

الملايين

في تركيا، حيث أزمة مالية تعصف بمصير الشّعب التركي، الى درجة أن هيئة الشؤون الدينية هناك أعلنت عن تلقّيها التبرّعات بالدولار، وسط تراجع مستمرّ لقيمة اللّيرة التركية، نسمع برلمانياً تركيّاً مُعارِضاً، هو علي ماهر بشارير، يستنكر في كلمة ألقاها داخل البرلمان التركي، النّفقات الهائلة للرئاسة التركية.

فبشارير كشف عن أن القصر الرئاسي التركي أنفق 51 مليون ليرة تركية على المستلزمات الطبية والمُختبرية، معبّراً عن فضوله لمعرفة مصير تلك الأموال الضّخمة، ساخراً من الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، بقوله:”ربما يبحثون عن “إكسير الخلود” للرّجل المحترم (أردوغان)”.

وأضاف بشارير:”مصاريف الطعام والملابس والمشروبات والتنظيف للرّجل المحترم (أردوغان)، تبلغ 50 مليون ليرة تركية”.

“هسّ”

هذا كلّه في تركيا، حيث أزمة ماليّة مُقلِقَة. أما في لبنان، حيث “الدّمار” المالي والاقتصادي، فإننا لا نسمع سوى تبادُل اتّهامات بالفساد، من دون أن نمتلك أرقاماً واضحة، تدلّنا على من يُمكننا أن ننتخب، ومن لا.

إفضحوا بعضكم، بالتفاصيل والأرقام، حفظاً على ماء وجه الشفافيّة على الأقلّ.

وبرهنوا يا أيّها القوى المُعارِضَة، ويا أيها “المجتمع المدني”، أنّكم تستحقّون أصواتنا.

أما بما أنكم لا تفعلون ذلك، فمن حقّنا أن نشكّ، أنّكم جميعاً، من قوى سلطة،

ومعارضة، ومجتمع مدني، مجموعات فاسدة، على طريقة “أنا هسّ، وأنت هسّ”.

حصّة

لفت الوزير السابق رشيد درباس الى أن “البلد واقف في طريق مسدود،

رغم أنه ليس مُفلِساً. فالتوقُّف عن الدّفع ليس إفلاساً، في حالة لبنان،

نظراً الى أنه لا يزال يمتلك أصولاً ماديّة ومعنويّة، بينما الإفلاس هو عندما تصبح المطلوبات أكثر من الموجودات، في أي بلد”.

وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “القيّمين على لبنان هم عملياً “وكلاء تفليسة”.

فبدلاً من أن يُظهروا أين وكيف تتفوّق الأصول على المطلوبات في البلد، نجدهم يحاولون

بَيْع تلك الأصول بأبخس الأثمان، وذلك مقابل أن يجنوا حصّة لهم، من جراء ذلك”.

“تفليسة”

وأشار درباس الى أن “كل الذين نراهم على الساحة السياسية، هم “وكلاء تفليسة”،

ينتظرون سقوط الجثّة. فبإمكانهم كلّهم أن يساهموا في ترميم الوضع، بدءاً من

وقفهم لعبة تحريض الناس على بعضهم البعض، ولكن لا أحد منهم يفعل ذلك”.

وأضاف:”لا أحد من هؤلاء كلّهم، يقدّم شيئاً ملموساً وقابلاً للتّنفيذ، يمكنه أن يجمع الناس حوله.

فعلى سبيل المثال، هم لا يتحدّثون عن “الصّندوق السيادي”، بحجّة الخوف من الاتّهامات

بأن هذا الصندوق وسيلة لسرقة الدولة. بينما هو (“الصندوق السيادي”) الحلّ الأول لكل شيء”.

وتابع:”من هو الشّخص الموثوق، والقادر على أن يشرح لنا خطته المرتبطة بـ “الصندوق السيادي”؟

ومن هو القادر، من بين كل الذين يترشّحون للانتخابات النيابية حالياً، أن يُعطينا فكرة عن سبب

وصول لبنان الى الطريق المسدود، وذلك بعيداً من الاتّهامات المُتبادَلَة، والغير فعّالة، بارتكاب السرقة؟”.

ازدواجية سلطة

وأكد درباس أن “الفساد السياسي، هو الذي غطّى الفساد الاجتماعي والاقتصادي.

والكلّ يتعامى عن حقيقة أن البلد فيه ازدواجية سلطة. فليتحدّثوا عنها، وليقدّموا

شيئاً ملموساً خارج الإطار الشعبوي والتعبوي، حول كيفيّة معالجتها”.

وختم:”كلّ هؤلاء ينطبق عليهم قول السيّد المسيح:”الويل لكم أيها الكتبة والفريسيّون المراؤون،

فإنّكم تُقفلون ملكوت السماوات في وجوه الناس، فلا أنتم تدخلون، ولا الذين يريدون الدّخول، تدعونهم يدخلون”.

أنطون الفتى – أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com