“التيار” يُصعّد ضدّ برّي… ليسمع الحزب!
بقلم عمر الراسي – أخبار اليوم
منذ اكثر من شهرين، ومجلس الوزراء عالق على “قبع البيطار”… كل محاولات جمع الوزراء حول طاولة واحدة باءت بالفشل، لا بل الامور تتجه نحو المزيد من التصعيد والتصدع بين الحلفاء، وتحديدا بين التيار الوطني الحر وحزب الله، واطلاق السهام بين الحليف وحليف الحليف اي التيار الوطني الحرّ وحركة “امل”… بمعنى ان ما لم يقله التيار لحزب الله مباشرة يقوله للرئيس نبيه بري في العلن بما يشبه المثل الشعبي القائل: “بحكيكي يا جارة… تا تسمعي يا كنه”.
وامام هذا الواقع وتمسك كل طرف بموقفه، يبقى الشلل وحده السائد والتعطيل من دون الالتفات الى معاناة الناس سيد الموقف، فلا “حكومة ولا من يحكومون”، والخشية من الفوضى والتوتر تتضاعف يوما بعد الآخر!
في هذا الاطار، يشير عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب قاسم هاشم الى
وجود تباين في الاراء حول الكثير من الملفات بين الثنائي الشيعي وفريق رئيس الجمهورية،
مشددا على ان الرئيس بري اعتاد ان يقول الامور كما هي وان يسمي الاشياء باسمائها،
كي يكون هناك وضوح في الرؤيا لكل من يبحث عن موقفه ازاء كل القضايا.
واذ يؤكد ان العلاقة بين حركة امل وحزب الله استراتيجية، يجزم ان محاولة البعض اللعب
او التشويش على هذه العلاقة لا تنجح.
وردا على سؤال، يرى هاشم ان فريق الرئيس ميشال عون يهاجم حزب الله، ومن الواضح
ان هناك التباسا في بعض المواقف، سواء اكان لدى تكتل لبنان القوي او من هم
اقرب الى دائرة الرئيس، معتبرا ان هذا الفريق يحاول تحميل حزب الله المسؤولية
في بعض جوانب الازمة، قائلا: هذا الامر لم يعد سرّا
ويشدد هاشم على اننا في ازمة، في حين يتم التعاطي معها ببرودة، معتبرا ان السبب
يعود الى ان هذا النظام صار مهترئا.
وهل هذا ما قصده الرئيس بري حين قال أمام نقابة المحررين ان “الطائف ليس انجيلاً
ولا قرآناً كريماً، هو إتفاق يمكن تطويره او تعديله لكن علينا اولاً ان نجرب المجرب ونطبقه”،
يجيب هاشم: “اننا اليوم امام واقع صعب اساسه سياسي، نتيجة لعدم الوصول الى اي معالجات،
وبالتالي النظام يحتاج الى تطوير لننتهي من المحاصصات والمذهبية،
ويجب الاتجاه نحو النظام المدني الحقيقي الذي فتح آفاقه اتفاق الطائف
ولم يطبق اطلاقا، مذكرا بنص المادة 95 من الدستور التي تنص على الغاء الطائفية السياسية،
والمادة 22 منه التي تتحدث عن انتخاب مجلس نواب على اساس وطني لا طائفي واستحداث
مجلس للشيوخ لتتمثل فيه جميع العائلات الروحية.
ويعتبر هاشم ان الالتزام باستكمال تطبيق الطائف – كما يشدد بري دائما- يشكل
خروجا من الطائفية والمذهبية التي تتحكم بمسار الحياة السياسية التي تقوقعه وتهدمه،
ويختم: يجب الحفاظ على التنوع لكن المصيبة والعلة في الطائفية والمذهبية.
من جهة اخرى، يحاول تكتل “لبنان القوي” الحفاظ على شعرة معاوية في العلاقة مع حزب الله،
ويحمّل المسؤولية الاكبر في التعطيل على بري، من دون ان يخفي عتبه،
اذ تقول اوساط نيابية في التكتل: حزب الله لا يعمل على رأب الصدع
ويسير مع بري بشكل تام دون ان يتجاوب مع مطالب الرئيس عون، لذلك يلجأ التيار الى رفع الصوت.
وتنتقد الاوساط محاولة الثنائي تحميل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب
جبران باسيل مسؤولية فشل الاتفاق الذي حصل بين عون والبطريرك الماروني
مار بشارة بطرس الراعي والرئيس نجيب ميقاتي وبري، لذلك الثنائي يتمسك بموقفه،
وبالتالي يرفض حزب الله ان يلعب دور الوسيط.
وردا على سؤال، تؤيد الاوساط انعقاد مجلس الوزراء بدعوة من ميقاتي وغطاء من عون،
لربما يكون ذلك المدخل للكلام عن باقي التفاصيل والملفات العالقة، وتقول:
اما استمرار التعنت حول عدم اجتماع مجلس الوزراء دون حل قضية المحقق العدلي
في انفجار بيروت القاضي طارق البيطار، فان الامر لا يؤدي الى حل اي مشكلة .
واستطرادا تنقل المصادر عن الرئيس عون ان الحالة التي وصلنا اليها تستدعي
انعقاد مجلس الوزراء وعلى كل فريق ان يتحمل مسؤولياته، قائلا: لسنان امام حكومة بل وزراء ورئيس حكومة مشتتين.
وتختم: نرفض هذا الواقع، اذا كان الحكومة لا تريد ان تجتمع فما الجدوى من بقائها؟!