ما حدا عارف شي من شي
من يلتقي الناشطين في الشأن السياسي من وزراء او نواب او طامحين لدورٍ ما، يتذكر مسرحية زياد الرحباني “فيلم أميركي طويل” والمقولة الشهيرة فيها “ما حدا عارف شي من شي”.
ففي بعض الأحيان، يسمع السائل الشيء ونقيضه، ويحاول تكوين صورة واضحة عما يجري من أكثر من مصدر، فيتبيّن
له أن الاحتمالات كلّها واردة.
ومن الأسئلة التي لا إجابة واضحة عليها: هل ستجتمع الحكومة؟ “يمكن إيه ويمكن لأ”. هل ستحل الأزمة؟ “يمكن إيه
ويمكن لأ”. هل ستجري الانتخابات؟ “يمكن إيه ويمكن لأ”. في آذار أم في أيار؟… هل سيستمر سعر الصرف بالارتفاع؟
“يمكن إيه ويمكن لأ”. هل ينجز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي قريباً؟ “يمكن إيه ويمكن لأ”.
تتخطى المسألة عدم المعرفة الى عدم الوضوح في الرؤية. وذلك يعود الى الضبابية الخارجية في مسار المفاوضات
الدائرة على خط التفاوض الأميركي الايراني حول الملف النووي. فاذا انفرجت هناك، بدأ الانفراج عندنا، واذا تأزمت استمرت المراوحة والخضات السياسية والاقتصادية و… واذا دقت ساعة الحلّ الاقليمي، تحوّلت الصعوبات الى تفاهمات على الحلحلة.
بالطبع، وفي حال الايجابية، لن نصحو على الدولار ١٥٠٠ ليرة، لكننا سننتهي من ألاعيب الصعود والهبوط والأرباح الوسخة، والتلاعب بأعصاب الناس ومصيرهم. سنكون عندها أمام خريطة طريق خطوة الألف ميل للخروج من المأزق.
فلنتأمل اذا بقرب الحل الدولي، والاّ… سنبقى على “ما حدا عارف شي من شي”.
المصدر: mtv