الميلاد هذا العام… كم تبلغ كلفة إلباس 4 أطفال؟
بقلم شادي هيلانة – أخبار اليوم
يُعتبر شراء ملابس جديدة للأطفال في عيد الميلاد من الطقوس الشديدة الأهمية في لبنان، اذ تقضي الأمّهات أياماً وأسابيع تجهّزهم من البابوج للطربوش كي يظهر الأولاد بأبهى حلّة في يوم العيد، وهو امر لا يحتمل التنازل مهما كانت الظروف المالية للعائلة.
… اما وقد ارتفع معدل التضخم السنوي في لبنان إلى أعلى معدل بالمقارنة مع العديد من بلدان العالم، متجاوزاً زيمبابوي وفنزويلا، بالتزامن مع تفاقم الانهيار المالي، وبالتالي ما هو حال العائلات؟!
ويعتقد طوني ضوّ وهو موظف بالقطاع الخاص، أنّ ضعف الرقابة الرسمية على الأسواق أدى إلى انفلات وفوضى في الأسعار. واتهم التجار بجني أرباح طائلة بحجة ارتفاع سعر الدولار في مشاهد تتطلب الحسم من قبل الدولة قبل أنّ تحرق نيران الغلاء جسد المواطن، على حسب تعبيره.
ويضيف، في حديثه الى وكالة “اخبار اليوم”: لدي أربعة أطفال وأحتاج إلى ثمانية مليون ليرة على الأقل “costum” العيد.. هذه المبالغ تفوق راتبي بكثير وسأضطر لإنفاق كل ما ادخرته خلال الأشهر الماضية لأنني أحتاج أيضا لشراء الحلويات والمأكولات والالعاب حتى تكتمل فرحة أفراد عائلتي.
وزاد عبء تكاليف العيد ليصل إلى الضيافة والحلويات، فـثمن العلبة الواحدة من الشوكولاتة
تجاوز 400 ألف ليرة. ونفس الأمر بالنسبة إلى حلوة “البوش” الذي تخطى
سعره الى 300 الفاً ويُعتبر من ثوابت المطبخ الميلادي.
وتكشف جولة ” اخبار اليوم”، في الأسواق عن تراجع الإقبال على المناطق التجارية الشهيرة
في وسط بيروت وضواحيها، لاسيما مع اقتراب العام الجديد.
اذ تشهد المنطقة التجارية في وسط العاصمة، إحجاماً ملحوظاً، ويقف عدد قليل من المواطنين
ومعهم أطفالهم أمام المحال التجارية، لشراء الملابس. وايضاً المولات التي يقصدها المواطنون
من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، حيث تباع الملابس بأسعار متفاوتة ، ويمكن للزبائن
المشاهدة والقياس براحة تامة، لاسيما أن الملابس المباعة ذات جودة منخفضة جداً.
وقال برنارد، صاحب محل ملابس في شارع الزلقا، إنّ الأسعار مرتفعة جداً مقارنة بالمدخول،
مشيراً إلى أنّ محالات منطقتي الزلقا – جل الديب تجتذب الطبقة المتوسطة والاغنياء.
وأضاف أنّ سعر ” بنطالون للاطفال”،على سبيل المثال، يتراوح ما بين 650 الف
ليرة لبنانية والمليون، وسعر “الكنزة” يتراوح ما بين 500 الفاً وال 700 الف،
ناهيك عن الأحذية الولادية التي لا تقلّ أسعارها عن 600 الفاً وما فوق.
ولفت إلى أنّ غالبية الأسر التي تحضر لشراء الملابس تكتفي بشراء احتياجات الأطفال فقط،
ولا يشتري الأب أو الأم لنفسيهما شيئاً.
إذاً، اللبنانيون اليوم منقسمون بين شريحةٍ لا تجد مالاً لالباس اطفالها وشريحة
ستصرف مبلغاً يساوي معاش موظّف لشهرين او ثلاثة او أكثر خلال ليلة واحدة.
بين هذه الشريحة وتلك، سياسيون قسمونا وجوعونا.