المدارس مُهددة مُجدداً بالإغلاق.. هل تُمدد العطلة في لبنان؟ و الاقفال العام سيكون في هذه الحالة!
المصدر: لبنان 24
لم يمر وقت طويل على اعتقاد اللبنانيين أن فيروس كورونا بدأ بالانحسار حتى عاودت أرقام الإصابات الارتفاع من جديد.
وبعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها وفتحت المؤسسات والمحلات التجارية والمدارس أبوابها، يخشى اللبنانيون لجوء الدولة مجدداً إلى إجراءات صارمة في محاولة جديدة للحد من انتشاره،خصوصا ان ارقام كورونا الحالية تفوق أرقام العام الفائت في مثل هذه الفترة، وفي حال لم يتم تدارك الوضع ،يؤكد المعنيّون اننا سنكون في مأزق صحي كبير في حال زادت الإصابات التي تحتاج للدخول إلى العناية وقد نلجأ إلى الإقفال العام بسبب عدم جهوزية القطاع الاستشفائي وعدم الالتزام بالتدابير الوقائية.”.
من ناحية أخرى، منذ عامين وكورونا يسيطر على العالم، وعلى الرغم من سرعة اختراع لقاحات ضد الفيروس الا ان هذا الأمر لم يمنعه من التحور فبعد “ألفا” و”بيتا” و”دلتا”، يجتاح المتحور الجديد “أوميكرون” مختلف الدول حيث تواجه الكثير من البلدان ارتفاعا كبيرا بأعداد الإصابات بسبب سرعة انتشاره. هذا الأمر دفع بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لدق ناقوس الخطر والتحذير من موجة جديدة من إغلاق المدارس، معتبرة ان حصول هذا الأمر سيكون كارثياً على الأطفال
ولفتت المديرة التنفيذية لـ “اليونيسف” هنرييتا فور إلى انه ينبغي قدر الإمكان تجنب إغلاق المدارس، مشيرة إلى انه عندما يزداد انتقال كوفيد-19 في المجتمع وتصبح تدابير الصحة العامة الصارمة ضرورة، يجب أن تكون المدارس آخر موقع يتم إغلاقه وأول مكان يُعاد فتحه.
لا إغلاق للمدارس في لبنان
ومع وصول “أوميكرون” إلى لبنان والكشف عن 60 إصابة بهذا المتحور إضافة إلى ارتفاع أعداد الإصابات اليومية بكورونا والتخوف من تكرار سيناريو العام الماضي الكارثي وتفشي الفيروس خلال فترة الأعياد يبقى السؤال هل من الممكن ان تمدد عطلة الأعياد في المدارس والتي تستمر إلى 10 كانون الثاني المقبل والعودة إلى التعليم “أونلاين”؟
مصدر بارز في وزارة التربية أكد لـ “لبنان 24” ان “العطلة لن تُمدد ولا قرار حالياً بهذا الاتجاه”، وشدد على ان “مدارس لبنان لا تحتمل سنة ثالثة من الإقفال”، مشيراً إلى انه في السنتين الماضيتين كان التعليم “أونلاين” مُتاحا أكثر أما حاليا فهو يواجه العديد من الصعوبات مع ارتفاع أسعار المحروقات وانقطاع الكهرباء ومشاكل الانترنت.h
وحول تراجع المستوى التعليمي نتيجة “التعلم عن بُعد”، أشار المصدر إلى ان “هذا الأمر يحتاج إلى دراسات معمقة وقد عمدت الكثير من البلدان إلى دراسة تأثير “الأونلاين” على مستوى التعليم وبالتالي نحتاج إلى وقت لتبيان الأمر”.
إقفال المدارس.. والصحة النفسية
أما عن تأثر صحة الأطفال النفسية في حال إغلاق جديد للمدارس، فقد اعتبر الأستاذ
الجامعي والمتخصص في علم النفس التربوي الدكتور أحمد عويني عبر “لبنان 24” ان “إقفال المدارس ليس موضوعاً سهلاً أو حلا
مثالياً والمطلوب التشدد في الوقاية والتباعد وإغلاق الصفوف في حال اكتشاف
إصابات بكورونا وذلك لتقليل انتشار العدوى”، مشيراً
إلى ان السنتين المنصرمتين كانتا صعبتين من حيث التعليم عن بُعد.
وشدد عويني على انه في حال إغلاق المدارس على الأخيرة إيجاد الطرق للتعويض على الطلاب
وأكد ان “أثر إغلاق المدارس والتزام الطلاب بيوتهم هو “مرحلي” لا يستمر لمدى الحياة،
لا سيما وان الأطفال يتأقلمون بسرعة مع أي ظرف”، وتابع: “شهدنا على هذا الأمر مع
عودة فتح المدارس هذه السنة فعلى الرغم من الحجر المنزلي وانقطاع العلاقات الاجتماعية
استطاع الأطفال ان يبنوا صداقات جديدة وان يتأقلموا مجددا مع الحياة المدرسية. “
ودعا عويني إلى عدم التذمر من “التعلم عن بُعد” الذي سبب ارباكا في البداية الا
انه الآن أصبح سهلا أكثر لأن الجميع اعتاد عليه، مشيرا إلى وجود مميزات أيضاً لـ “الاونلاين”
فالطفل أصبح يعتمد أكثر على نفسه والأساتذة اكتسبوا أيضا قدرات تعليمية جديدة من خلاله.
وشدد عويني على ان الصحة الجسدية هي الأهم، وقال: “لست متخوفاً من تراجع المستوى
التعليمي للطلاب لأنه يمكن تعويض الدروس من خلال تمديد السنة الدراسية في فترة الصيف
او اختصار المناهج وعلى المدارس وضع خطط إنقاذية. “
وروى انه في فترة الحرب كانت تقفل المدارس لفترات طويلة وعلى الرغم من ذلك أكمل الطلاب
دراستهم ولم يتأثر المستوى التعليمي، وتابع: “اليوم نعيش بظروف قاهرة فُرضت علينا
ويجب التأقلم معها ومساعدة بعضنا البعض لتجاوزها بأقل خسائر ممكنة. “
لا يمكن ان يكون عام 2022 عاماً جديداً من الإقفال في المدارس، فلا البلد يتحمل ذلك ولا الطلاب،
والمطلوب التشدد في إجراءات الوقاية من كورونا والوعي لاسيما خلال فترة الأعياد لتجنب الإقفال
وعودة “الاونلاين” التي أصبحت صعبة جدا حاليا حفاظا على صحة الطلاب الجسدية والنفسية.