ميقاتي يستدرج “الثنائي” ليسقط حكومته بالنيابة عنه
المصدر: القناة 23
ما أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من قصر بعبدا، صباح يوم أمس، عن التوصل إليه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لم يكن تسوية مكتملة وناضجة، خصوصاً أنها مؤلفة من بندين منقوصين:
الأول: دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد بداعي ضرورة النظر بالموازنة العامة لعام 2022، يعلم الرئيسان أن استلامها بعيد المنال، قبل معالجة أزمة المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ التي سدَّت باب مجلس الوزراء
الثاني: توقيع مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، ما يزال جدول أعمالها مادة خلاف قائم وقابل للتفاقم. فالرئيسان يعلمان أن فتح الدورة الاستثنائية أمر ممكن ومتاح وملزم دستورياً عبر عريضة توقعها أغلبية نيابية، أي “بلا جميلة حدا”.
* واقعياً، الرئيس ميقاتي يعيش أزمة “رباعية”:
– دولياً، تقلّصت فرص نجاحه في إنجاز المهمة المكلّف بها من المجتمع الدولي.
– داخلياً، يمانع حل الأزمة الحكومية – القضائية من خلال حكومته.
– سعودياً، هو رئيس حكومة حزب الله، ويتجنَّب أن يُضطر إلى تلبية رغبة أو طلباً من السعودية، رداً على تصعيد حزب الله، فيصبح المستقيل الثالث، بعد المستقيل الأول وزير الخارجية شربل وهبه، والمستقيل الثاني وزير الإعلام جورج قرداحي.
– شخصياً، يرفض تقديم استقالته إرادياً، كي لا يتحمَّل المسؤولية عمَّا ستؤول إليه حال البلد بلا حكومة فاعلة.
باختصار، الرئيس ميقاتي بحاجة إلى من يسقط حكومته بالنيابة عنه.
* فعلياً، ومستفيداً من وقوفه ضد حزب الله المشتبك مع السعودية، في معالجة أزماته الأربع دفعة واضحة،
لم يبقَ أمام الرئيس ميقاتي سوى ما قام به من خلال زيارته إلى قصر بعبدا، والذي يبدأ مساره من استدراج وزراء
حركة أمل وحزب الله إلى عدم حضور جلسة مجلس الوزراء، الأمر الذي سيفقد الحكومة ميثاقيتها، وبالتالي
مبرِّر بقائها، فتصبح بحكم المستقيلة، رغماً عنه وعنها، ليصل إلى تحميل الثنائي الشيعي كامل المسؤولية
عن إسقاط الحكومة عملياً، في عزّ الحاجة إليها خلال هذه الظروف العصيبة
بحسب المعلومات المتداولة، ما قام به رئيس الحكومة لم يكن منسقاً لا مع رئيس الجمهورية
ولا مع الثنائي الشيعي ولا مع السعودية ولا مع المجتمع الدولي. لكنه بذلك، ومنذ الزيارة
وحتى المغادرة، يكون الرئيس ميقاتي قد قدَّم للرئيس عون دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد على طبق
من فضة، وأهدى الرئيس بري مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب على طبق من ذهب،
وأرضى السعودية بخدمة من ألماس، وانسحب من اِلتزاماته مع المجتمع الدولي “مثل الشعرة من العجينة”.
هل هذا ما يريده الرئيس ميقاتي لوحده، أم أن في تلبية ما يريد مصلحة وطنية؟