متى تنزل الناس إلى الشارع فعليّاً؟
“ليبانون ديبايت”
إقتصر التحرّك اليوم منذ الخامسة صباحاً على قطع الطرق، فيما لم نَشهد مُشاركة شعبيّة ملحوظة في هذه التحرّكات وكأنّ الأمر لا يعني الناس وهي تعيش خارج دائرة النار التي يؤجّجها إرتفاع سعر صرف الدولار والزيادة “الجنونيّة” في أسعار السلع.
هل المشكلة في الناس أم المشكلة في الجهة الداعية إلى التحرك والتي تدور أصلاً في فلك هذه السلطة؟
ويعتبُ رئيس الإتحاد الوطني النقابي كاسترو عبد الله على الناس من باب أنّ هذا التحرّك كان يجب أن يكون أقسى بعد الإنهيار الكبير والأزمة المُستفحلة في وضعهم المعيشي، إلَّا أنّهم لا زالوا يَغطّون في سبات عميق في ظلّ سلطة تتجاهل واقعهم هذا وتتقاتل بكلّ مكوّناتها على حصص ومكاسب .
وإذْ رأى أنّ “التحرّك يجب أن يُصوّب بإتجاه المسؤولين والمصارف وكارتيلات المطاحن والدواء والمحروقات، بعد أن أوصلوا هذا الشعب إلى أبعد من “جهنم”، إلّا أنه لا يستبعد أن الناس لم تُلبّي دعوة من نقابات لا زالت تدور في فلك السلطة”، وبرأيه أنّ “هناك نقابات شاركت في 17 تشرين ونزلت إلى الشارع مع الناس وهي حركة نقابية مستقلة يمكن لها مع الناس أن تتحرك بالإتجاه الصحيح، لأنّ الناس كلها يجب أن تنزل إلى الشارع وترفض هذا الواقع المؤلم في ظلّ حكومة فاشلة”، وإعتبر أنّه “لو بقينا في حكومة تصريف أعمال كان ذلك أفضل” .
وتطرَّق إلى “المُلهاة التي يُمارسها مَن في السلطة ومنها تصحيح الأجور الذي ثبَت أنه ضحك على الناس كما البطاقة التمويليّة التي يتأخرّون فيها إلى موعد الإنتخابات لمصلحتهم”.
ودعا الناس إلى “التحرّك من أجل التغيير ليس في السياسة فقط بل في الإقتصاد أيضاً، فيجب “قبع” هؤلاء، هذه الناس التي حاربت الأعداء وهزمتهم كيف تقبل أن ترى الألم عند أحبائها دون أن تستطيع أن تُسعفهم بحبة دواء أو بالذهاب إلى المستشفى، لذلك يجب أن تنزل كل الناس إلى الشارع وتشكيل لجان من العمّال تقود التحرّكات في وجه هذه الطبقة”.