اخبار محلية

حدث مفصلي لا بد منه….فإلى متى ينتظر اللبناني؟

المصدر: لبنان 24

الى متى؟ سؤال يطرحه المواطن اللبناني كل يوم لا بل أمام كل تحرك وتفصيل يومي يقوم به، فعند دخول السوبرماركت وشراء الدواء وتعبئة البنزين ودفع فاتورة المولد الكهربائي وأمام النشاط الدائم في حركة الدولار صعودا وهبوطا، يتساءل اللبناني عن الحال التي وصل اليها وعن قدرته على المثابرة والصمود والتأقلم والتكيّف او التغيير اذا كتب له او اذا قرر يوما ان يخرج عن صمته فيوجه الاتهام نحو الفاعل الحقيقي بعيدا عن الاختباء وراء شعارات رنانة وشاملة لم تستطع ان تقود الثورة او الحراك أو الانتفاضة الى برّ أمان ينهي العذابات اليومية ويضع حدا للفساد المستشري في البلاد والعباد.

والمفارقة ان التساؤل نفسه والاستغراب عينه ينسحب من صفوف المواطنين الى أوساط اهل السلطة على اختلافهم وتنوعهم، فجميعهم لا يترددون عبر اطلالاتهم الاعلامية لاسيما التلفزيونية منها من طرح علامات الاستفهام حول الواقع الحالي وحول امكانية استمراريته وتبعاته على مختلف الصعد.
وعلى الرغم من أن سلوك الاحزاب والتيارات والشخصيات السياسية غير مبرر في هذا المجال، يعتقد البعض منهم ان استخدام خطاب مشابه لخطاب الناس وصرختهم قد يربحه انتخابيا او يجعله على تماس معهم ما يقرّب عملية التماهي بين الناس وبين مجموعته السياسية.

لكن، ما يفوت هذا البعض هو نسبة الوعي المتقدمة أقله عند فئة محددة من اللبنانيين الذين يدركون خطورة خطابات اهل السياسة وتأثيرها السلبي على قدرة المواطن في تكوين رأي حرّ يستطيع من خلاله التمييز بين الصواب والخطأ، ومن هنا تبدو مسؤولية هذه الفئة التي يمكن ان نطلق عليها عبارة نخبوية كبيرة لا بل دقيقة جدا،اذ ان عدم تحركهم وخلقهم مساحة من المعرفة يجعلهم شركاء بطريقة مباشرة او غير مباشرة في الانهيار الحاصل في مستوياته المختلفة.


وبعيدا عن تراشق المسؤوليات، يمكن النظر الى خطاب السياسيين الى انه اعتراف واضح وصريح منهم بأنه لا حول ولا قوة لهم، وبأنهم ينفذون جزءا من مشاريع محورية واقليمية وعالمية ولا يتحركون او لا يحاولون نجدة شعبهم الا اذا أتتهم التعليمات من حليف أو صديق حليف بغض النظر عن هويته.
في هذا المجال يشير مصدر مطلع لـ” لبنان 24″ الى ان ” البلاد كادت تدخل رسميا في

نوع من الغيبوبة لولا تجاوب مختلف الأطراف مع دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي

مرارا وتكرارا إلى التحلي بحس المسؤولية الوطنية.وهذه الحال ستستمر حتى

بلوغ الانتخابات النيابية التي تزداد المخاوف من عدم امكانية حصولها يوما بعد يوم

وهنا نتحدث عن الانتخابات للاشارة الى حدث مفصلي بات ضرورة لخروج البلاد من

ثباتها وعدم قدرتها على الانتاجية، والحقيقة ان الانتخابات قد لا تكون هي الحدث المنتظر وقد نكون امام سيناريوهات

عديدة ومختلفة لا نريد الغوص في تفاصيلها نظرا لعدم وضوحها وعدم اكتمال صورة الاطار العام الذي سيحدث

التغيير من خلاله في لبنان.
ويضيف المصدر ” ان هذا اللاوضوح يعود دون اي شك الى الصورة الضبابية التي ما زالت تسيطر على المفاوضات

النووية بين ايران وأميركا وهما الطرفان الأساسيان الفاعلان في لبنان خلال هذه الفترة.
وعلى الرغم من استمرار الجو الضبابي الإقليمي والدولي،بدا لافتا تحرك الثنائي الشيعي الذي عبر

عن رغبته في العودة إلى طاولة مجلس الوزراء لمعالجة قضايا الناس الملحة.

لكن وفي مقابل هذه الخطوة، تبدو القناعة راسخة عند الجميع بان اي حوار وطني داخلي لا

يمكن ان ينعقد خلال هذه الفترة وهذا ما اثبته اداء الاطراف اللبنانية بعد محاولة الرئيس

ميشال عون طرح نفسه رئيسا حكما من جديد على الرغم من ان اداءه خلال مختلف

مراحل ولايته كان ابعد ما يكون عن نظرية الحكم الذي يستطيع ان يوافق بين المتخاصمين”.
ويختم المصدر بالاشارة الى أن “عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد من جديد سيشكل باب أمل للمواطنين،

لكن يبقى الخوف من أن تكون المرحلة المقبلة شبيهة بثلاجة نوضع فيها جميعا منتظرين الحدث الفاصل

الذي قد يكون أبعد من انتخابات نيابية دستورية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى