اخبار محلية

“الثغرة المدمّرة” في قرار الحريري..

قلم سيمون أبو فاضل – Alkalima Online

لن تصل قواعد تيار المستقبل الى يوم الانتخابات النيابية مشكّلةً حالة مقاطعة واسعة ترجمة لقرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ذلك أن رغبات نواب عدّة من كتلة المستقبل للترشح الى الانتخابات النيابية بصفتهم الشخصية وليس تحت يافطة تيار المستقبل، إضافة الى أن جهات عدة محلية وحزبية ستسعى لاستمالة ما أمكنها من هذه القواعد اضافة الى ما يمكن أن يحققه بهاء الحريري من تقدّم في هذا الوسط.

اذا، تيار المستقبل الذي يمثل ثلثي الطائفة السنية لن تكون قواعده مقاطعة بهذه النسبة على ما بدأت تدل المعطيات، سيما أن الموقف بتعليق العمل السياسي لزعيمه الذي أراد أن ينسحب ذلك على تياره بدأ تقويضه مباشرة والالتفاف عليه من خلال تمني رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على المفتي عبداللطيف دريان زيارة السرايا الحكومية ومن ثم التوجه معا للآداء صلاة يوم الجمعة والى جانبهما السابق فؤاد السنيورة، بحيث كان ميقاتي أبلغ المفتي دريان بأنه لا يريد أن تظهر طائفته ضده على غرار المقاطعة المسيحية في العام 1992، ثم أردف بأن الطائفة السنية غنية بالطاقات كاسرا بذلك رغم تواضع حجمه النيابي حدة قرار زعيم المستقبل. 

من خلال المشهد الحالي للواقع السني يظهر بأن قرار الحريري بدأت تنكسر حدته، لأن مفعول المقاطعة الانتخابية كانت أفضل لو لجأ الحريري الى الذهاب نحو الموقف الاعتراضي على ممارسات حزب الله من خلال تأمين تحالف مع قوى لديها النظرة المتجانسة من هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية، لأن في ذلك، كان الموقف سيكون ذو فاعلية وتأثير سياسي- انتخابي يفرض ذاته على الحياة السياسية ويشكل مقاطعة عارمة تضعف موقع العهد الحالي أكثر مما هو عليه وتشكّل حالة ضاغطة الى حدّ ما على حزب الله.

ولأنّ الخطوة لم تأت في هذا السياق، وبدأت تعدّ العدة لقضم تيار المستقبل

اذا أمكن أو اجتذاب قواعده وبروز حالات تمرد نيابية طامعة بالترشح مجددا،

فإن اختيار الحريري رفع سقف كلامه والمواجهة مع حزب الله بدل اعلان

قرار الحريري بالمقاطعة لكان انتج واقعا جديدا وضعه في موقع متقارب

جدا مع الموقف الخليجي العربي الذي يعاني من محور الممانعة وكذلك حزب الله،

وطوّر العلاقة بينه وبين السعودية كما الامارات اللّتان تعانيان من تعرض

أمنهما القومي من الحوثيين المدعومين من حزب الله.

لا شكّ بأنّ غياب تيار المستقبل عن السّاحة النيابية من شأنه أن يسهّل فوز

حالات اسلامية متطرفة على غرار العام 1992 ولذلك كانت التمنيات

على الحريري بعدم اتخاذ هذا القرار لكن الذي لم يتوقف امامه

زعيم المستقبل بأنه رغم تأثيره في بيئته وتعاطف أنصاره معه

فإن الحياة السياسية تستمر وكما تم جذب قواعد واسعة لتيار

المستقبل منذ تأسيسه على يد والده الشهيد رفيق الحريري

فإن تعليق عمله السياسي سيؤدي الى تشتت هذه القواعد وانضوائها في حالات حزبية ومناطقية متعددة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى