اخبار محلية

الشيخ سعد” يلتفّ على قرار اغتياله

“ليبانون ديبايت” – عبدالله قمح

الشيخ سعد” يلتفّ على قرار اغتياله

دار الرئيس “المخلوع” سعد الحريري ، دورةً

كاملة منذ أن أذاعَ قرار عزوفه عن السياسية و

الإنتخابات رغماً عنه. ومن يتابع يوميات الرجل “من

خلف الكواليس”، يظنّ أن الشخص الذي أذاع

“بيان الإعتزال” غير الشخص الموجود اليوم.

وضعية 2017 تتكرّر ولو بشكلٍ ملتوٍ. يومذاك،

أُجبر سعد الحريري من معتقله السعودي على

الإستقالة ففعل. تحّركت أممٌ في الخارج و “شعوب

لبنان” على هدف تحريره، فكان لها ذلك، وسريعاً

نهض “الأبن الضال” وأعاد التموضع وبظرف أقلّ

من شهر ، نسف خطاب الإستقالة عن بكرة أبيه.

واليوم يحدث ما يشبه ذلك ولو بفارقٍ بسيط، سعد

الحريري يعيد تنشيط محرّكاته السياسية ولو بخجل،

متّخذاً من الحيوية السنّية التي أنتجها الثنائي عبد

اللطيف دريان – نجيب ميقاتي

(مع حفظ الألقاب) دافعاً له.

من يظنّ أن سعد الحريري، في وارد اعتزال السياسة

فهو مخطئ، الرجل كغيره من أركان الطبقة، يموتون

إن خرجوا من “بحيرة السياسة”،

وهكذا يمضي “الشيخ سعد”

إلى بلورة مفهومه الجديد. إنعطف إلى حدٍّ ما عن خطاب

الإعتزال وأوجدَ له تفسيراً مختلفاً، ليعمل على تدوير

زوايا المصطلحات التي ضمنها البيان: “العزوف عن

الإنتخابات وليس عن السياسة والزعامة”، طالما

لم يرد في خطاب العزوف ما يدلّ إلى رغبة في

التخلّي عن الزعامة (قال قبل يوم كلاماً أمام

الحشود بأن بيت الوسط لن يقفل) وبالتالي

يجد متنفساً للتحرّك ضمن دائرته السياسية

السابقة ولو عبر الـ”واتس آب”.

تدوير الزوايا الذي تبدو فيه بصمات نجيب ميقاتي جليّة ،

يُمكن اعتباره النسخة الثانية من الإتفاق على

الإملاءات السعودية. صحيحٌ أن سعد الحريري

لا يُظهر أنه يُمارس السياسة في العلن ، وهذا

يأتي إنسجاماً مع الطلب السعودي، لكنه

يُمارسها في الخفاء بإتقانٍ شديد، والرجل

الذي يُعتبر وافداً جديداً إلى الطبقة، بات محترفاً

في استخدام ألاعيبها: ينسّق مع رؤساء الحكومات

السابقين بشكلٍ يومي تقريباً عبر “المجموعة

القديمة”، وأنشأ مجموعةً حديثة عبر “واتس آب”

، ضمّ إليها ثلةً من قيادات الصف الأول في تيار

“المستقبل “، ويتابع معهم التفاصيل السياسية

بشكل شبه يومي تقريباً. ومن جهة أخرى، يتردد أن “الشيخ

المعتزل”، يتابع تفاصيل ترشيحات بعض

البيوتات السياسية التي قال في اجتماع الكتلة

قبل إعلان “بيان عزوفه”، أنه ليس في وارد

إقفالها، “لاسلكياً” من خلال بعض كوادر تيار

“المستقبل” الذين يتابعوهم على الأرض. بناءً

على ما تقدم، لا يظهر أن “الشيخ سعد” في

وارد الوقوف في طريق هؤلاء إنتخابياً، إنما وعلى

ما يبدو، يريد العبور “من فوق” الأصوات التي

ينالونها لتجديد اكتسابه للشرعية السنية للقول

لاحقاً لمن أراد اغتياله سياسياً، “أنه موجود وبالتالي

يصعب إلغاؤه” على قاعدة “فليرَ من يرى وليسمع

من يسمع” التي أطلقها من شرفة بيت

الوسط في أعقاب تحريره عام 2017.

بالتوازي مع ذلك، ينسق سعد الحريري من دار الفتوى.

الاخيرة قررت ملء الفراغ “الإضطراري” الذي

أحدثه غياب “سعد” كي تمنع تعبئته من طرف

غير محسوب، والتدقيق في فحوى المصطلح

يوحي بأن المقصود منه “بهاء” المنبوذ دينياً

وشعبياً. من جانبٍ آخر، يحاول سعد الحريري إيجاد

تخريجة لإعادة إنتاج وتفعيل العمل التنظيمي من

خارج إدارته المباشرة، أي أنه يحاول الإلتفاف على

القرار السعودي بمنعه من العمل السياسي من

خلال تيار “المستقبل”، عبر توكيل مجموعةٍ من

الموثوق بهم قضية الإدارة “تحت إشرافه”، وفيما

لو حدث أن قيل له مثلاً أن تيار “المستقبل” ما زال

ناشطاً، يمكنه عندها الفرار من الجواب على قاعدة

: “هناك كوادر رفضوا الإبتعاد” تبعاً لما راجَ عشية

إذاعة الحريري لبيان عزوفه وأظهر أطرافاً غير

راضية عن القرار وستمضي، وقراءته تبعاً

للأحداث اللاحقة، لا تبدو أنه تسريب غير مقصود.

وثمة صفة أخرى لا توحي بأن تيار “المستقبل “، مقبلٌ

على الأفول وفق ما يريده الرعاة السابقون

وبعض الحلفاء المارقين في الداخل. ووفق

السائد، باتت وجوه ” المستقبل “سيّما تلك

التنظيمية ضمن “التنظيم” ضيوفاً دائمين

على بعض الشاشات، وهو ما يفتح لهم مجالاً

لمخاطبة بيئتهم الحاضنة وتهدئتها وإعادة اللحمة

لها، ثم وضع مزيدٍ من العراقيل أمام الشقيق

الزاحف نحو الخلافة، وهذه المحاولات لا يمكن

اعتبارها “غير مقصودة”، وإنما تبعثر الأوراق الجاري

ترتيبها على الساحة. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن

استثناء الأدوار التي يقوم بها رؤساء الحكومات

السابقين إلى جانب دار الفتوى في هذا المجال.

هؤلاء، يريدون الإبقاء على الحيوية السياسية

السنذية قائمة، ومن جانبٍ آخر،

يريدون وضع قضية مباركة الترشيحات السنية

في عهدتهم، لذلك توافقوا على تشكيل ما

يشبه “لجنة فاحصة” للمرشحين، وهذا له أن

يمنع “اختراق البيئة” سواء من جانب معراب التي

عبّرَ ساكنها عن رغبته في النزول إلى الأرض

و “سحب” الأصوات السنّية من كنف الحريري،

أو من جانب “بهاء” الذي، وعلى ما يبدو، يريد

اكتساب شرعية سنّية عبر أقلام الإقتراع،

وهدفه الوصول إلى مجلس

النواب بكتلة نيابية “سنية” وازنة حتى يضع

قدماً رئيسية في دائرة القرار السنّي ،

فيصبح حالةً قائمة بذاتها.

لا يريد من تقدمت أسماؤهم أعلاه، أن يصلوا إلى

ذلك التاريخ وأمام من؟ شخص متهم بالخروج ليس

فقط على شقيقه والعائلات، وإنما النهج

السنّي والخطاب السني العام.

للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي:

https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com