لا مازوت إلا بالدفع.. سياسة حزب الله تثير غضبا في معقله
لا مازوت إلا بالدفع.. سياسة حزب الله تثير غضبا في معقله
يكبر الغضب تدريجياً في مناطق تواجد
حزب الله وداخل بيئته بسبب الأزمة الحادة
التي تعصف بلبنان والظروف المعيشية
غير المستقرة، حتى وصلت
لمحافظة بعلبك-الهرمل في البقاع
أحد معاقل الميليشيات.
وعلى رغم من غياب ملامح الاعتراض فيها،
والمتمثلة بقطع الطرقات وتنظيم التظاهرات،
إلا أن البقاعيين يعبّرون في مجالسهم الخاصة
عن غضبهم من سياسات الثنائي الشيعي تجاه
منطقتهم، لاسيما حزب الله كَونه الطرف الأقوى
ولديه 5 نوّاب من أصل 6 شيعة يمثّلون المنطقة.
ونتيجة لذلك، يجاهر بقاعيون دون خوف
باتّهام الطبقة السياسية بمن فيها حزب الله
بإيصال البلد إلى ما هو عليه من تدهور
اقتصادي وأزمة مالية هي الأسوأ منذ
انتهاء الحرب الأهلية قبل عقود.
توقّف المازوت الإيراني
ولعل ما أثار حفيظة البقاعيين من
هذه السياسات التي وضعت منطقتهم
على لائحة “المحافظات الأكثر فقراً”
في البلاد منذ سنوات وحتى اليوم، توقّف
حزب الله عن تزويدهم بالمازوت الإيراني
وتركهم يواجهون الصقيع والبرد والعواصف.
وقال أحد البقاعيين الذي رفض ذكر اسمه
لـ”العربية.نت”، إن الحزب وعد الأهالي في
البداية بتوزيع المازوت مجاناً إلا أنه عاد وتراجع
عن ذلك مبرّراً أن الأولوية للمؤسسات
الصحية والمولّدات الكهربائية الخاصة.
وأضاف أن الميليشيا ردت على طلبات
الأهالي بعد وصول الصهاريج إلى لبنان،
بأن عليهم شراءه كأي زبون عادي، وهو ما
فجر صدمة بينهم بأن الأولوية كانت
لمناطق أخرى غير محسوبة عليه
لا سياسياً ولا مذهبياً، ولأهداف كما
يبدو مرتبطة بحسابات انتخابية، وفق تعبيره.
بهدف الاستعراض فقط
كما أشار أيضاً إلى أن ما من أحد يستطيع
من أهالي بعلبك-الهرمل الحصول على
المازوت الإيراني، لأن سعر الصفيحة لا
يختلف كثيراً عن السعر الرسمي في
السوق اللبنانية (قرابة 300 ألف ليرة)، وهذا
يعني أن الحزب كما يبدو أراد الإتيان
بالمازوت لأهداف “استعراضية” لا أكثر
ولا أقل من دون إيجاد حلّ مستدام للأزمة القائمة.
وبحسب مصادر بقاعية تحدّثت لـ”العربية.نت”،
فإن حزب الله أدخل في الأيام القليلة
الماضية عشرات صهاريج المازوت آتية من
سوريا عبر منطقة الهرمل الحدودية مع
سوريا، وزّع قسماً منها على بلدتي حام
معربون ذات الغالبية السنّية قرب
مدينة بعلبك، بالإضافة إلى مناطق ضمن
محافظة عكار في شمال لبنان.
احتواء النقمة بالمال
في حين أفاد أحد الناشطين المعارضين
لـ”حزب الله” في بعلبك-الهرمل لـ”العربية.نت”،
بأن الحزب حاول احتواء نقمة أبناء بيئته والتي
فاقمتها أزمة المازوت بتوزيعه الشهر الماضي
مبلغ مليوني ليرة (حوالي 100 دولار أميركي)
على كل عائلة يكون أحد أفرادها إمّا منتسباً
للحزب أو مناصراً له، من دون أن يتّضح ما إذا
كان سيواصل دفع هذا المبلغ في الأشهر المقبلة.
ولفت إلى أن التململ سيّد الموقف داخل بيئة
حزب الله في بعلبك-الهرمل وهناك نقمة كبيرة
عليه تكبر ككرة الثلج نتيجة ازدياد الفقر والعوز والبطالة.
كما أمل أن تُترجم هذه النقمة في صناديق
الاقتراع بالانتخابات النيابية المُقررة في 15
مايو/أيار المقبل، وبدأ يتضح
تشكيل لوائح ضده تضمّ مرشّحين
لديهم حيثية في المنطقة.
انهيار غير مسبوق
يذكر أن محافظة بعلبك-الهرمل التي تُعدّ
معقلاً لـ”حزب الله” عانت كغيرها من المناطق
اللبنانية، من انقطاع المحروقات واختفائهما
من الأسواق في الأشهر الماضية بسبب
التخزين والتهريب ما دفع بالرأي العام
الشيعي والشارع إلى كسر عقدة الخوف
ورفع الصوت ضد ممارساته.
ويشهد لبنان منذ عام 2019 انهيارا اقتصاديا
غير مسبوق، صنفه البنك الدولي بأنه من بين
الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.
كما ترافقت الأزمة الاقتصادية مع شلل سياسي
يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحد من
التدهور وتحسن من نوعية حياة السكان
الذين بات أكثر من 80% منهم تحت خط الفقر.