تحذيرٌ إلى الأهل في لبنان: حتى لا تعيشوا الكابوس
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
ليل الاربعاء – الخميس لم تغفُ أمّهات لبنان، عيونهنّ كما عَينا والدة راين، كلّهن وَصَلن الليلَ بالنّهار على أملٍ وصلاة، وخوفٍ كبير من كابوسٍ جديد لم يكن في الحسبان. قصّة راين انتهت بتحريرهِ في عمليّة نوعيّة لشعبة المعلومات، غير أن النهاياتِ السعيدة ليست ما يُكتب دائما لأعمالِ الخطف المماثلة.
المعروف أن المجتمعات التي يكثُر فيها الفقر، يكثُر فيها الخطفُ أيضا وتحديدا خطفُ الأطفال. في غالبيّة الأحيان يكونُ الهدف طلبُ فديةٍ، كما هو حاصلٌ في لبنان في الاسابيعِ الأخيرة، وفي أحيان أخرى يكونُ الخاطفونَ ضمنَ شبكةٍ تنشطُ في عمالة الأطفال أو بيعِ الأعضاء، وهنا الخطرُ الأكبر.
نحن لا نكتبُ هذه السطور لإثارةِ الرّعب في نفوسِ اللبنانيين، هم أصلا في غنًى
عن “وجعة راس” جديدة بينما هم عالقون في أسفل جهنّم، وفي لائحة تطول من المصائب،
بل ما نريدهُ هو أن نجنّبهم الوقوعََ في ما قد يحوّل حياتهم في لحظةٍ واحدة إلى كابوس…
لذلك سيكون علينا في المرحلة المقبلة أن نغيّر بعضَ العاداتِ الخاطئة
والتي قد تعرّض أولادنا لخطر الخطف، كما يجب الانتباه إلى بعض التفاصيل الأخرى.
لكلّ أمّ أو أب يتركون ابنهم في السيارة ولو لـ5 دقائق من أجل التعريج سريعا
على السوبرماركت مثلا، توقّفوا حالا عن هذا الأمر، فكَسرُ النافذة وخطفُ
طفلكم سيكونُ أسرعَ بكثير مما قد تتوقعون. كذلك، إحرصوا دائما على إقفالِ
السيارة عند وجودكم داخلَها حتى ولو كان مشواركم قريبا.
من المهمّ أيضا، إبقاءُ أولادنا بالقرب منّا أينما تواجدنا، في الشارع أو المحل
أو حتى السوبرماركت، إجعلوهم يساعدونكم في التسوّق وأشغِلوهم بأيّ شيء، المهمّ أن لا يغيبوا عن نظركم.
أثناء التجوّل في الشارع، أمسِكوا دائما بيَدِ ابنكم على ان تكونوا أنتم من يقف
جهة الطريق، والأهم أن تنبّهوهم من موضوع التكلّم مع الغرباء أو الذهابِ
معهم أو حتى قبولِ أيّ هدية أو غرضٍ من شخصٍ لا يعرفونه.
نحن بالطبع لا نريد أن نشغل بال أولادنا بموضوع الخطف، ولكن يمكننا
أن نشرح لهم أن بعض الأشخاص قد يكونون خطرين وبالتالي يجب التنبه
لأيّ أمرٍ أو تصرّف يدعو للاستغراب، كما يمكن أن نحضّهم على الصراخِ متى شعروا بخطر مُحْدِق.
ما نعيشهُ اليوم في لبنان ليس طبيعيا، وأعمالُ الخطف على الأرجح ستتزايد
طالما أن لا بشائرَ في الأفق للخروج من أزماتنا، لذلك تنبّهوا ونبّهوهم…
حتى لا تجِدوا نفسكم في لحظةٍ عالقين في أبشعِ كابوس قد يعيشهُ الأهلُ على الإطلاق