الجيش “مش غنيّة”…عن كلام نصر الله وصمت الآخرين
الجيش “مش غنيّة”…عن كلام نصر الله وصمت الآخرين
ليس تفصيلاً ما قاله أمين عام حزب الله
السيّد حسن نصرالله عن الجيش وقيادته.
الأسوأ من هذا الكلام هو الصمت
المريب، المتعدّد الجهات، تجاه ما قيل.
لو نشرت وسيلةٌ إعلاميّة ما خبراً غير دقيق
عن الجيش، لصدر بيانٌ عن مديريّة التوجيه
للردّ والنفي والتوضيح. انتظرنا لساعاتٍ أمس
صدور بيان. وانتظرنا، المدّة نفسها، علّه يصدر
بيانٌ عن رئيس الجمهوريّة، القائد الأعلى للقوات
المسلّحة، يدافع فيه عن الجيش. لم يصدر
بيانٌ، ولا نُشرت تسريبة، ولا تغريدة.
تلهّى البعض بالتصفيق في كنيسة مار مارون،
شفيع طائفة المسترئسين، مهما كان الثمن.
مشهدٌ استعراضيّ في مقابل مشهد
ذبح صورة الجيش وهيبته، وتصوير قائده
كأنّه عميل تديره السفيرة الأميركيّة، ولا من
يعترض من داخل فريقٍ أحبّه كثيرون وآمن
به كثيرون لأنّه خرج من رحم هذه المؤسّسة.
يحقّ لأمين عام حزب الله ما لا يحقّ لغيره.
هو يملك أكثريّةً نيابيّة، وهو القادر بعد أشهر
على إيصال نوّاب بعضهم أشبه بالعصيّ،
ولذلك لا يجوز أن يغضب، وإن هاجم الجيش.
وإن حُكي يوماً عن استراتيجيّة دفاعيّة فهو
كلام مواسم. للانتخابات كلامٌ آخر، وحسابات
أخرى، وتنازلات. المقعد أغلى من المبادئ.
واللوم لا يقع هنا على السياسيّين. هؤلاء لا
أمل منهم. اللوم أيضاً على قيادة الجيش
المعنيّة بالردّ المباشر، بدل الصمت.
الجيش “مش غنيّة” ننشدها في الأول من
آب، و”جبين عالي ما بينطال”، واستعراضٌ
عسكريٌّ يزداد بهتاناً عاماً بعد آخر. الجيش
هيبة حين فُقدت يوماً تخلّع الوطن وانتشرت
خطوط التماس، وباتت الكلمة لصبية
الشوارع وليس للعسكري النظامي.
ما يحصل مهزلة. ضعف. ونخشى أن نكون
ملكيّين أكثر من الملك. ونخشى أن يُعتمد
علينا في الدفاع عن الجيش،
بدل أن نعتمد عليه للدفاع عنّا.
حين تلتئم جلسة مجلس الوزراء اليوم في
قصر بعبدا، ننتظر كلاماً عن الجيش والتعرّض
له، قبل الكلام في موازنة تشكّل استمراريّةً
لفشل هذه الطبقة السياسيّة المتراكم،
حكومةً بعد أخرى.
وإن استمرّت سياسة الصمت والخنوع
والاستسلام، الحريّ، ما دمنا في زمن موازنة
الرسوم والضرائب، أن تُفرض ضريبةٌ
على الخانعين. والله لسُدَّ العجز وفاض الخير…
للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي:
https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9/