اخبار محلية

١٤ مقعدا نيابيا سنيّا شاغرا بعد انسحاب الحريري وتيّاره من المشهد الإنتخابي

١٤ مقعدا نيابيا سنيّا شاغرا بعد

انسحاب الحريري وتيّاره من المشهد الإنتخابي

تتواصل التحضيرات للإنتخابات النيابية

المقبلة، على أنّها ستجري في مواعيدها

الدستورية في 15 أيّار للبنانيين المقيمين

على الأراضي اللبنانية، وفي 12 منه للموظّفين

المشاركين في العملية الإنتخابية، وفي 6 منه

للناخبين اللبنانيين المقيمين في الدول العربية،

وفي 8 منه للناخبين المقيمين في الدول الأجنبية،

نظراً لتشديد الداخل والخارج على ضرورة إجرائها

من دون أي تأجيل أو تمديد. غير أنّه ورغم بدء

وضوح بعض التحالفات الإنتخابية في عدد من

الدوائر الإنتخابية، لا تزال أصوات الناخبين

السنّة التي تُشكّل العدد الأكبر من بين سائر

الطوائف، إذ بلغ عدد المسجّلين لانتخابات

العام 2022، 1.081.520 ناخباً سنيّاً،

وهو عدد كبير جدّاً من عدد مجمل

الناخبين الذي بلغ، بحسب الجداول

الصادرة عن وزارة الداخلية والبلديات

3.746.746 ناخباً. فإلى من ستصبّ

هذه الأصوات بعد إعادة تأكيد رئيس

الحكومة السابق ورئيس “تيّار المستقبل”،

بعد الذكرى الـ 17 لاغتيال والده

رفيق الحريري، على التزامه وتيّاره بتعليق العمل

السياسي وعدم خوض الإنتخابات النيابية المقبلة

باسم “تيّار المستقبل” لا من قريب ولا من

بعيد؟! وهل ستشهد البلاد شبه مقاطعة سنيّة

للإنتخابات، رغم كلّ التطمينات التي أتت من

أعلى المستويات مثل دار الفتوى ورئيس

الحكومة نجيب ميقاتي بعدم حصول

هذه المقاطعة، سيما وأنّ الشارع السنّي

وجد نفسه فجأة بلا زعامة، وبات

مضعضعاً مع انسحاب الحريري من المشهد السياسي؟


مصادر سياسية عليمة، أكّدت بأنّ

الطائفة السنيّة ليست مستهدفة، وهي

سرعان ما ستقرّر من ستنتخب فور إقفال

باب الترشيح للإنتخابات النيابية المقبلة

في آذار المقبل، كونه يُقفل قبل الموعد

المحدّد لها بستّين يوماً. غير أنّها بلا

شكّ ستفتقر لزعيم سنّي فعلي، على غرار

الشهيد رفيق الحريري، كما وريثه سعد

الحريري، الذي ورغم خسارته في الدورة

الماضية لعدد من مقاعد كتلته النيابية، بقيَ

الى ما قبل “اعتزاله” العمل السياسي “الزعيم

السنّي الأكثر تمثيلاً”. فيما الضعضعة

التي تشهدها الطائفة السنيّة اليوم بعد

انسحابه من المشهد السياسي والإنتخابي،

فتجدها طبيعية كون المنافسة بين المرشّحين

السنّة باتت اليوم بين الوجوه التقليدية، وووجوه

المعارضة من المجتمع المدني الموعودة، والتي

لا تُشكّل أي منها “زعامة سياسية تشمل

جميع الدوائر الإنتخابية”. غير أنّ الطائفة

السنيّة ستنتخب لتثبيت وجودها على الساحة اللبنانية.

وتقول المصادر بأنّ ما كان يُميّز زعامة آل

الحريري، هي أمران: الإعتدال وامتدادها

لتشمل مختلف الدوائر الإنتخابية، وإن كان

الثقل الأكبر لها في الشمال وبيروت

والبقاع وحضور لافت في صيدا، وهذا الأمر

يُفسح في المجال أمام بروز إمّا بعض النوّاب

التقليديين الذين تراجعت شعبيتهم أو أبعدوا

جانباً بسبب اقتحام الحريرية للساحة السنيّة،

أو أمام انطلاق وجوه سنيّة جديدة إمّا عن طريق

الوراثة السياسية، أو المعارضة التي

انطلقت من انتفاضة 17 تشرين الأول 2019.


ولفتت المصادر نفسها الى أنّ للطائفة السنيّة

27 نائباً من أصل 128 يتوزّعون على الدوائر

الإنتخابية كالآتي: 6 نوّاب سنّة في بيروت،

11 نائباً في الشمال، 5 نوّاب في البقاع، 3

في الجنوب، ونائبان في جبل لبنان. وقد

فاز “تيّار المستقبل” في الدورة الإنتخابية

الماضية أي في العام 2018 بـ 14 مقعداً

سنيّاً من أصل 21 نائباً ضمّتهم “كتلة

المستقبل”، ما يعني بأنّ لدى المرشّحين

السنيين 14 مقعداً يتقاسمونها فيما

بينهم، حسبما سيتجه المزاج السنّي الناخب.

ففي دائرة بيروت الأولى (أي الأشرفية

– الرميل- المدوّر- الصيفي)، ليس من

أي مقعد للسنّة، فيما يتمثّل ثقلهم في

دائرة بيروت الثانية (أي رأس بيروت- عين

المريسة- ميناء الحصن- زقاق البلاط-

المزرعة- المصيطبة- المرفأ والباشورة)

حيث تمكّن “تيّار المستقبل” من الحصول

على مقعدين من أصل 6 حجزهما

كلّاً من سعد الحريري نفسه والنائبة رلى

الطبش، فيما فاز نهاد المشنوق بمقعده

النيابي كونه مستقلّاً بعد أن كان محسوباً

في السابق على “تيّار المستقبل”. واليوم

مع عدم خوض رئيس الحكومة السابق تمّام

سلام للإنتخابات سيفرغ مقعده أيضاً، ما يعني

بأنّه سيكون هناك ثلاثة مقاعد شاغرة لصالح

المرشحين المستقلّين ،لا سيما رئيس حزب

الحوار الوطني فؤاد المخزومي الذي

سيحتفظ بمقعده، وقد يفوز بمقعد آخر أو بإثنين،

فضلاً عن إمكانية احتفاظ “جمعية المشاريع

الخيرية الإسلامية” بمقعد النائب عدنان

الطرابلسي وتحصيلها للمقعد الثاني.


وأشارت المصادر الى أنّ دائرة الشمال حيث

الثقل السنّي، سوف تشهد دوائرها، لا

سيما الأولى والثانية معارك إنتخابية

لملء فراغ النوّاب السنّة من “تيار المستقبل”.

ففي دائرة الشمال الأولى (أي عكّار) حيث

فرغت مقاعد المستقبل الثلاثة، يسعى

النائب وليد البعريني الى إكمال مشواره

الإنتخابي وإن من خارج “تيّار المستقبل”،

متّكلاً على تاريخ والده وجيه البعريني.

ولهذا يعمل على تشكيل لائحة

تضمّ العائلات والقوى السياسية في

المنطقة لتأمين الحواصل الإنتخابية اللازمة،

وقد يتجه الى التحالف مع “التيّار الوطني الحرّ”.

فيما ستُخلى الساحة مع عدم ترشّح

كلّ من نائبي “المستقبل” طارق

المرعبي ومحمد سليمان، وإمكانية

خوض عائلة المرعبي للإنتخابات إمّا

بالنائب السابق طلال المرعبي أم بوجه

جديد يُمثّل القوى الشبابية التغييرية.

ويُمكن القول بأنّه حتى الآن، لم يتوضّح بعد مشروع

بهاء الدين الحريري الذي أعلن خوض

الإنتخابات النيابية المقبلة، وافتتح مركزاً

لجمعية “سوى للبنان” في عكّار التي تقوم

بالتسويق لنفسها إعلامياً، ولم يُعرف بعد

مدى تجاوب العكّاريين مع توجّهه السياسي.

أمّا في دائرة الشمال الثانية (أي طرابلس-

المنية- الضنيّة)، فتتوقّع المصادر ذاتها أن

يكون هناك معركة كسر عظم، سيما مع

شغور خمسة مقاعد سنيّة من أصل ثمانية

كانت لنوّاب “كتلة المستقبل”، وهم عثمان

علم الدين- سامي فتفت- سمير الجسر-

محمّد كبّارة وديما جمالي. فهؤلاء لن

يترشّحوا للإنتخابات المقبلة، فضلاً

عن الرئيس ميقاتي الذي يُفضّل أن يُحيّد

نفسه عن الترشّح شخصياً للإنتخابات، على

غرار ما فعل في حكومته السابقة، لكي

لا يُتهم باستغلال منصبه في السراي لأي

غاية ما، ما يفتح المجال أمام المرشّحين الجدد

لملء 6 مقاعد، مع احتفاظ النائبين

فيصل كرامي وجهاد الصمد كلّ

بمقعده وإمكانية زيادة عدد مقاعد “كتلة

اللقاء التشاوري” في حال شكّل كرامي

لائحة تستحوذ على رضا ناخبي

طرابلس والمنية والضنيّة.


وفي البقاع، لا سيما في دائرة البقاع

الأولى (أي زحلة) يجري التنافس بين

القوى على مقعد النائب عاصم عراجي

من “كتلة المستقبل”، على ما أضافت

المصادر ذاتها، في حال قرّر عدم خوض

الإنتخابات كمستقلّ. وفي دائرة البقاع

الثانية (أي راشيا- البقاع الغربي) الأمر

نفسه بعد شغور المقعد الذي سيتركه

النائب محمد القرعاوي عن “المستقبل”،

كذلك في دائرة البقاع الثالثة (أي بعلبك-

الهرمل) مع عدم ترشّح النائب بكر

الحجيري المحسوب على “تيّار المستقبل”.

كذلك الأمر بالنسبة للجنوب وجبل لبنان،

ففي الجنوب الأولى سيشغر مقعد النائبة

بهيّة الحريري، فيما يُحافظ النائب أسامة

سعد على مقعده النيابي وقد تزداد شعبيته،

وسيُفتح الباب أمام ترشّح الدكتور عبد الرحمن

البزري لاستعادة مقعد والده نزيه البزري النيابي،

أو لأي مرشّحين مستقلّين آخرين. وفي دائرة

جبل لبنان الرابعة، لم يحسم النائب محمّد

الحجّار بعد إذا كان سيترشّح مستقلّاً للحفاظ

على مقعده النيابي ولخدمة أبناء الشوف- عاليه.

للمزيد من الأخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي

https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى