اقتصاد

“راحت عالحلو” لا طحين ولا سكر ولا حليب.. 

ليبانون فايلز

بين حلاوة الحياة ومرّ اليوميات، بين الازمة الإقتصادية العالمية وإنعكاساتها على كافة القطاعات وبين الأزمات الداخلية، يتخبّط اللبناني ويدفع فاتورة باهظة لا علاقة له بها، فبدل من ان ينشغل

بأمور حياتية داهمة، ها هو يصحو صباحاً للبحث عن محطة وقود لملء سيارته،

ويتابع سيره نحو السوبرماركت ليس لشراء حاجاته، بل لتخزينها خوفاً من إنقطاعها،

فبات ما نعيشه اليوم من أسوأ ما مر على تاريخ لبنان الحديث، وبشهادة الجيل

السابق: “عشنا الحرب بس ما كان في فقر وقلّة”.

منذ يومين، شهد سعر صرف الدولار ارتفاعاَ في السوق السوداء

نتيجة شائعة صدرت عن المتلاعبين بأعصاب المواطن،

مفادها ان منصة صيرفة توقّفت عن العمل، ليعود وينفيها المصرف

المركزي وينخفض الدولار، كما وشهدنا عاصفة من البيانات، من بينها تهديد أصحاب مزارع اللحوم بالتوقف

عن العمل بسبب احتجاز المركزي مستحقات الموردين،

وبسبب ارتفاع أسعار المحروقات وكلفة النقل، بالاضافة

إلى ارتفاع أسعار اللحوم والمواشي عالمياً.
ليتلوها بيان صادر عن اتحاد نقابات المخابز بعجزهم عن

الإستمرار في ظل الإرتفاعات الكبيرة في اسعار المازوت والسكر الخ الخ…

امام تهاوي القطاعات الإقتصادية الواحدة تلو الأخرى، منذرة بسقوط

ما تبقى من دولة عاجزة تنتظر الايادي والصناديق الدولية لإنتشالها

من قعر الهاوية، لا بدّ من تسليط الضوء على قطاع إنتاج الحلويات في لبنان.

ولهذا الهدف أجرى

“ليبانون فايلز” اتصالاً مع صاحب محلات حلويات “sea sweet” النائب سيزار المعلوف لسؤاله عن واقع القطاع، إذ قال ان “المواد الأولية مفقودة والأسعار تضاعفت،

حيث قفز سعر “شوال” الحليب من 80 دولار الى 150 دولار،

وطن السكر بلغ 1200 دولار، والطحين مفقود، ولعل المشكلة

الأكبر تكمن في غلاء مادة المازوت، إذ سجّل سعر البرميل 115 دولار والتنكة

في لبنان سعرها 25 دولار، وبالتالي أصبحت كلفة المازوت تفوق 40% من الإنتاج”.

وفي السياق، لفت المعلوف الى ان “الحكومة صرفت 18

مليار دولار هدراً ودعماً للتجار “الحراميي” والسماسرة،

ولم تفكر ان تستخدم هذا المال لدعم المؤسسات السياحية

والصناعية والزراعية التي تنقلنا الى نموذج الدولة المنتجة”.

وشدد المعلوف على ان “وقع الأزمة سيكون كارثي، والصراع الروسي

الاوكراني سيؤثرعلى لبنان بشكل كبير لناحية استيراد المواد الأولية

مثل القمح والطحين والعلف والصويا والذرة التي نستوردها من اوكرانيا وروسيا بما فيها السمنة والحليب”.

ولدى سؤاله عن البدائل لاستيراد القمح مثل الارجنتين وكازاخستان، قال المعلوف:

“كلفة النقل عالية، والبدائل لا تتأمّن بيوم او يومين”.

وأكد المعلوف ان “الحكومة هدرت مبلغ 20 مليار دولار ولم تؤمن

حتى اليوم البدائل عن إهراءات القمح التي تضرّرت من جراء إنفجار المرفأ”.

وتابع: “انا اليوم مقرر لجنة الزراعة والسياحة، ولم تجتمع اللجنة منذ سنتين”.

وختم النائب المعلوف قائلاً: “القصة ليست متوقفة على محلات الحلوى، بل سنشهد موجة اقفالات في قطاعي الفنادق والمطاعم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى