اقتصاد

هل من أزمة سيولة بالليرة في البلد؟ خبير اقتصادي يكشف

يعيش لبنان أزمات اقتصادية متلاحقة، فمع ارتفاع أسعار السلع عالميا جراء الحرب الروسية ـ الأوكرانية وانعكاسها على الأسعار داخليا وعودة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية، يحتدم الكباش الحاصل بين القضاء والمصارف والذي يبدو أنه سيتخذ منحى تصاعدياً، وتنفذ المصارف اضرابا ليومين احتجاجا على الاجراءات القضائية بحقها والتي استهدفت 7 منها، ليُضاف إليها ظاهرة رفض بعض القطاعات السداد عبر البطاقات المصرفية أو التلويح بإلغائها كليا ما عزز المخاوف من دخول لبنان في أزمة سيولة نقدية قاسية بالليرة

الضغط على الليرة ازداد مع تعميم ظاهرة رفض السداد عبر البطاقات المصرفية الأمر الذي حرم الناس من استخدام الآلية الإلكترونية للمدفوعات أو تكبيدهم عمولات تتراوح ما بين 5 و15 بالمئة على المبالغ المستخدمة للدفع، علماً بأن المصارف تضخ أيضاً سيولة إلكترونية بالليرة لنحو 200 ألف مودع شهرياً لقاء نصف حصصهم المتاحة وفق مندرجات تعميم مصرف لبنان رقم 158، وبسعر 12 ألف ليرة لكل دولار، أي ما يوازي نحو 2.4 مليون ليرة نقداً لكل شخص.

الليرات موجودة 

وفي هذا الإطار، أوضح الخبير الاقتصادي نسيب غبريل عبر “لبنان 24” ان “النقد بالتداول ارتفع 185 % عام 2020 وبنسبة 42 % إضافية عام 2021 ليصل إلى 41 ألف و500 مليار ليرة”،

مشيراً إلى انه “في آذار 2021 أي منذ سنة تقريبا قرر مصرف لبنان تخفيض

سقف السحوبات للمصارف من حساباتها لديه بالليرة فاضطرت بدورها بأن

تخفض سقف السحوبات للمودعين بالليرة اللبنانية”. 

ولفت إلى ان “هدف مصرف لبنان من هذه الخطوة كان تخفيف

حجم الكتلة النقدية في السوق من أجل لجم الطلب على الدولار في السوق الموازية ممّا يُساهم بخفض نسبة التضخّم المالي.

وقال غبريل: “التعميم رقم 161 هدفه ضخ دولارات وسحب سيولة

بالليرة للجم المضاربة على العملة الوطنية”، مشيراً إلى انه بعد تراجع سعر صرف

الدولار إلى نحو 20 ألف في الفترة الأخيرة تحوّل الطلب على الدولار إلى منصة صيرفة.”

وتابع: “المصارف تشتري الليرات في السوق من مؤسسات لديها إيرادات

نقدية بالعملة الوطنية كالسوبرماركت وتدفع عمولة وصلت قيمتها إلى نحو  35 بالمئة”، وشدد على ان “الليرات موجودة في السوق وان لا أزمة سيولة في البلد”.

وأكد ان “هناك مبالغ بالليرة مع شركات تقوم بشراء الدولارات على منصة صيرفة”، مشيراً بالوقت نفسه إلى “وجود مليارات الدولارات مخزنة في المنازل”. 

ورأى ان “حل هذا الموضوع بيد مصرف لبنان والأمر يتوقف على السياسات النقدية،

فأولويات مصرف لبنان حالياً لجم تدهور سعر صرف الليرة وسحب كميات

من الليرات من السوق وهو نجح بذلك”. 

الدفع بالبطاقات المصرفية

وعن رفض بعض المؤسسات والمحال التجارية الدفع بالبطاقات المصرفية،

لفت غبريل إلى ان “السوبرماركات لديهم سيولة نقدية بالليرة وهم يقومون

بشراء الدولارات على سعر صيرفة، وبالتالي لا مبرر لعدم قبول البطاقات المصرفية.”

 كما لفت إلى ان “هناك محال تجارية لا تزال تقبل الدفع بواسطة البطاقات

الائتمانية وان وجزءا كبيرا من المواطنين يدفعون أصلا نقدا وليس بالبطاقات”،

موضحا ان “المصارف تفضل ان تكون طريقة الدفع بالبطاقات الائتمانية

لأن الاقتصاد المبني على “الكاش” غير صحي ويساعد على التهرب الضريبي”. 

وشدد غبريل على “ضرورة الإسراع في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وايجاد

حل شامل وذلك من ضمن خطة التعافي الاقتصادي وتطبيقها على ان تشمل

توحيد سعر الصرف وتصحيح المالية العامة وإعادة هيكلة القطاع العام وترشيده

ومكافحة التهرب الضريبي ووضع خطة للكهرباء واطلاق المحادثات مع حاملي

سندات اليوروبوند”، محذرا من ان “لا معالجة للأزمة الاقتصادية التي يعاني

منها لبنان في حال عدم السير بهذه الخطوات الضرورية.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com