وهاب في وجه جنبلاط.. هكذا “يفوز” و “يقلب المعادلة”
بات معروفاً لدى جميع الأقطاب السياسيين،
حجم المعركة التي تُخاض في دائرة الشوف –
عاليه، نظراً للتوازنات الكبيرة التي تحكم تلك
الدائرة فضلاً عن الخصوصيّة المرتبطة بها.
بشكلٍ فعلي، فإنّ خطوط المواجهة
بدأت ترتسمُ بشكل واضحٍ بعد ثبوت
أسماء مرشحين واندثار أخرى، لكنّ
المعارك الشرسة بدأت تتظهر بشكل أكبرٍ
من الآن، وعليها سيكون التركيز
الكبير لأن المعادلات معها قد تنقلبُ رأساً على عقب.
في الظاهر، تظهرُ المعركة الناريّة
في الشوف – عاليه تستهدفُ واحداً
من المقعدين الدرزيين. حتماً، فإن
الأول سيكون محسوماً لصالح رئيس
كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور
جنبلاط الذي يخوضُ معركة إثبات الوجود رغم كل شيء.
خلف تيمور، يقف والده رئيس
الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد
جنبلاط، معلناً خوض معركة الحفاظ
على الوجود الأساسي ضمن الطائفة الدرزية،
حتى لو كلّف ذلك تجاوزاً للخطوط الحمراء في بعض المواقف.
في المضمون، فإنّ المقعد الأوّل الذي
ينتزعه تيمور جنبلاط، هو الرافعة الأساس
لزعامته، في حين أن المقعد الثاني يدعم
تلك الرافعة ضمن الطائفة. أما في ما
خصّ المقعد الدرزي الثاني، فإن الكباش
عليه قائمٌ بين بين المرشح النائب المستقيل
مروان حماده ورئيس حزب “التوحيد العربي”
الوزير السابق وئام وهاب. هنا، قرّر الأخير
خوض المعركة بناء لاعتبارين: الأوّل وهو
الرّد على عملية “الإسقاط” التي تعرّض
لها خلال انتخابات العام 2018 بسبب ما
يعتبره “تلاعباً” بعمليات الفرز وإخفاء
الصناديق. أما الاعتبار الثاني فيرتبط بالبُعد الاستراتيجي
للسلطة الفعلية في الجبل وتحديداً
ضمن الطائفة الدرزية. وبدون أي
منازع، يعتبرُ وهاب أن من حقه
الحصول على المقعد النيابي، وبالتالي تمثيل الشريحة
الشعبية التي يتحدث باسمها
ضمن الطائفة الدرزية، في مجلس النواب.
عن معركة وهاب على المقعد الدرزي،
تقول مرجعية سياسية وازنة لـ”لبنان24″
إنّ “لعبة التوازن داخل الطائفة الدرزية
يجب أن تدفع جنبلاط للتفكير جدياً في
معركته ضدّ وهاب”، ويضيف: “لماذا
يريدُ زعيم الإشتراكي أقصاء وهاب في
الوقت الذي يكرس فيه زعامة النائب
طلال أرسلان عبر ترك مقعد شاغرٍ له في عاليه؟”.
وفق هذه المرجعيّة، فإنّ “جنبلاط كان
يحتاجُ دائماً إلى وهاب في الكثير من
الأمور المفصليّة ضمن الطائفة
الدرزية وآخرها تلك المرتبطة بالأحداث
التي حصلت خلال العامين الأخيرين”، ويقول: “بالنسبة لجنبلاط، فإن وهاب يلعب دور المؤثر في الجبل، لكن الأول لا يريدُ الاعتراف والتسليم بذلك مهما كانت الأسباب، لأن الهمّ الأول بالنسبة له هو عدم خلق شريك لنجله تيمور ضمنَ المنطقة الواحدة”.مما لا شكّ فيه هو أنّ هناك تفاصيل أخرى قد تدفع جنبلاط لعدم وجود شريك لتيمور في الشوف. في الواقع، فإن وجود وهاب ضمن الساحة
الدرزية لم يكن مرتبطاً بمقعدٍ نيابي، بل هو موجودٌ بدونه، وبالتالي فإن خوف جنبلاط بشأن عدم تكريس وجود “نيابي” لوهاب قد يكون مرتبطاً بعدم قدرة تيمور على المواجهة مثل والده. ولهذا، يخشى الأخير أن يساهم التجذر الذي أرساه وهاب خلال السنوات الماضية، في جعله يتجاوز تيمور ويتخطاه ضمن الزعامة الدرزية بدءاً من مجلس النواب.وانطلاقاً من كل ذلك، فإنه حينما تكون مقاعد الدروز
في الشوف مضمونة تحت
العباءة الجنبلاطية، عندها يكون زعيم
“التقدمي” قد ربح المعركة التي يخوضها
في انتخابات العام 2022، وهنا يكمن الرهان. ولكن، السؤال الذي يطرح نفسه دائماً: هل سيتمكن وهاب من قلب المعادلة لصالحه؟حالياً، يسعى وهاب قدر الأمكان لجمع حشدٍ كبير من الأصوات التفضيلية لصالحه، وهناك إصرارٌ على أن يكون رقم هذه الأصوات متراوحاً بين 9 و 11 ألف صوتٍ في الشوف. هنا، يكون وهاب قد بات قريباً من عدد أصوات تيمور، وبإمكانه أن ينتزع المقعد الدرزي الثاني في حالِ استطاعَ أن يتجاوز مروان حماده من ناحية الصوت التفضيلي.بشكل أساسي، فإنّ قدرة وهاب
على الخرق تكون كبيرة في حال توافر
عناصر أساسية وهي: 1- ضمان أن
“حزب الله” سيجير له أصواته في
الشوف، لجوء تيمور إلى
عدم تجيير الكثير من الأصوات التي تصب
له باتجاه مروان حماده لأن ذلك سيشكل
خطراً عليه، ومن الممكن أن يتجاوزه
وهاب بالأصوات التفضيلية، وهنا
المعضلة الأكبر من ناحية العدد والتمثيل. لهذا،
يتوجب على جنبلاط التفكير جدياً بخطوة
دعم حماده بالأصوات من حصته، لأن
خلفيات هذا الأمر لن تكون سهلة على
الزعامة الجنبلاطية بالدرجة الأولى.
كذلك، تبرزُ عوامل أساسية أيضاً
باستطاعتها أن تكون لصالح وهاب
شخصياً وهي في قدرة لائحته على
“قطف” الجماعة الإسلامية قبل غيرها.
فكما هو معلوم، فإنّ للجماعة ثقل
انتخابيّ في الشوف يمكن أن يُساهم في
قلب المعادلة بحالِ جرى تجيير جزء كبير
منه باتجاه أي مقعد درزي ضمن الدائرة.
وهنا، تكون الانعطافة الكبرى. ففي حال
استطاع جنبلاط استمالة الجماعة له
وصوب اصواتها باتجاه حماده، حينها
يصبح وهاب في موقع الخطر، والعكس صحيح.
إضافة إلى ذلك، فإنّ توسع وهاب
ووضعه ضمن الطائفة السنية بات يشهد
تعززاً ملحوظاً أكثر من العام 2018، وسيكون
هناك تجيير واضحٌ لأصوات سرايا المقاومة
باتجاهه، فضلاً عن الأطراف السنية التي
تعتبرُ نفسها بعيدة عن تحالف “الإشتراكي
” وتيار “المستقبل”.ما يظهر حالياً هو
أن مختلف اللوائح تلجأ إلى “المفاتيح
الانتخابية” في المناطق، وهو الأمر
الذي يساهم في تعزيز الحواصل،
في حين أن الرهان يتركز دائماً
على نسبة المشاركة في الانتخابات.
وضمن كل هذه المشهدية، لا يمكن أبداً
تناسي أو اغفال “الصوت الدرزي” المُعترض،
إذ أن له حركة بارزة قد تقلب الموازين.
فبالنسبة لجنبلاط ووهاب، فإن قدرة استمالة
هذا الصوت المعترض ما زالت غير
واضحة المعالم، وهو الأمر الذي يحتاجُ
إلى قراءة جدية وفعليّة بعد الانتخابات،
باعتبار أن الوقت بات يضيق، وتحسين
واقع الحال مع المعترضين الآن لن يثمر
عن نتيجة لاسيما أنّ هناك مرشحين في
لوائح أخرى سيخوضون المعركة على
المقاعد الدرزية في وجه جنبلاط ووهاب وأرسلان.
المصدر: خاص “لبنان 24”
للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي
https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9/