كهرباء24/24 في منطقة لبنانية… اليكم السبب
قبل “أيّام من حلول شهر رمضان”، بعث أصحاب مولّدات الكهرباء الخاصّة في طرابلس رسائل نصيّة إلى مشتركيهم على هواتفهم الخليوية، تخبرهم فيها بأّنهم لن يقطعوا عنهم الكهرباء خلال هذا الشّهر. كما وزّعوا بيانات مماثلة على منصّات وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة للغاية نفسها.
ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، بل إن بعض أصحاب المولّدات عمدوا إلى تعليق يافطات في شوارع وأحياء المدينة، أخبروا فيها مشتركيهم أنّهم سيمدّوهم بالتيّار الكهربائي 24 / 24 خلال هذا الشّهر، الأمر الذي لقي إرتياحاً في أوساط جميع المواطنين الذين يحتاجون للكهرباء طوال فترات الليل، إبتداءً من وقت الإفطار وصولاً إلى وقت السحور وأذان الفجر، وهو ما تُرجم على أرض الواقع في أحياء واسعة من المدينة التي نعمت بالكهرباء، بلا انقطاع أو تقنين، منذ مساء أمس وحتى فجر اليوم، حيث تشعشعت بالنور لأوّل مرة منذ سنوات، ولبست المدينة حلّة جديدة على خلفية الزينة الرمضانية التي وضعتها بها جمعيات خيرية عدّة.
هذا الإرتياح انسحب أيضاً على أصحاب المقاهي والمطاعم التي تفتح
أبوابهم طيلة ساعات الليل، ما سيشجع المواطنين على ارتيادها،
من داخل المدينة وخارجها، خصوصاً أن طرابلس اعتادت
أن يُغيّر رمضان من عاداتها، فينقلب ليلها إلى نهار. وباتت
المدينة التي اشتهرت بأنّها تنام باكراً لا تعرف النوم خلال شهر رمضان،
وتتحول شوارعها وأسواقها خلال أمسياته إلى خليّة نحل تعج بالمواطنين والرواد والمتسوقين.
غير أن هذا الإرتياح قوبل بخشية عند فئات أخرى من
المواطنين، من ارتفاع فاتورة إشتراكهم الشهريّة في المولدات الخاصّة،
لأن ساعات التغذية الإضافية بالتيار لن تكون مجاناً ما سيرهق كاهلهم بنفقات أخرى.
لكن قلق هؤلاء تبدّد في بعض الأحياء والمناطق في طرابلس ومحيطها،
بعدما تبيّن أن مغتربين وشخصيات ثرية ومرشحين للإنتخابات النيابية
، تبرّعوا بتحمّل كلفة الزيادة على ساعات التغذية بالتيار من المولدات
الخاصّة خلال شهر رمضان، وأنهم تواصلوا مع عدد من أصحاب هذه المولدات وأخبروهم بذلك.