بري يخلع ثوب رئاسة المجلس النيابي
بقلم محمد علوش – الديار
لم تكن تتوقع الماكينة الإنتخابية لحركة أمل في منطقة الزهراني أن يشارك رئيس المجلس النيابي نبيه بري شخصياً في احتفال إطلاقها، إلا أن الرجل فاجىء الحاضرين وخطب بهم في كلمة أعادت الى أذهان الحركيين “نبيه بري” القديم، الذي يقول كلمته ويمشي، بعيداً عن “دبلوماسية” رئاسة المجلس التي طبعت خطاباته في السنوات الأخيرة.
قبل ساعة ونصف تقريباً من الإحتفال الذي كان مقرراً عند الساعة 3 والنصف في مجمع الرادار الثقافي في الجنوب، تم الإعلان عن وصول بري الى دارته في المصيلح، رغم أنه بحسب مصادر مطّلعة كان قد وصل قبل ذلك، وأُعلن عن نيته التوجه الى الحاضرين في الاحتفال بكلمة يتطرق فيها الى الشأن الإنتخابي.
ترك برّي ربطة عنقه في عين التينة، فهو قصد الجنوب رئيساً لحركة أمل حصراً، الأمر الذي كان واضحاً في خطابه المتضمن رسائل مباشرة بعيداً عن الدبلوماسية التي يتطلبها منصبه في مجلس النواب.
يُدرك رئيس حركة أمل أن جمهور الثنائي الشيعي يُعاني من الوضع الإقتصادي الصعب، لذلك لا يمكن لأي تنظيم خوض الانتخابات بظل العناوين السياسية الكبرى دون إبداء الإهتمام للتفاصيل المعيشية والحياتية، لذلك تكشف المصادر أن بري سيتّخذ من دارته في الجنوب مقرّ إقامة لفترات طويلة قبل موعد الإنتخابات، سيستقبل وفود القرى والبلدات، سيستمع إليهم كما كان يفعل سابقاً قبل تدهور الأوضاع الأمنية.
ما يفعله بري، يقوم به السيد نصر الله، تقول المصادر، مشيرة الى أن أمين عام الحزب يُجري اللقاءات المباشرة مع العائلات والعشائر والمجموعات بشكل شبه يوميّ، وبعمل يفوق الذي قام به في انتخابات 2018، معتبرة أن حجم المعركة وطبيعتها والظروف المحيطة بها، وحالة التململ الشعبي، والقلق، والخوف من المستقبل، كلها امور تجعل تدخل بري ونصر الله شخصياً امراً ضرورياً ومطلوباً.