٣ إنجازات … لولا العراقيل لكانت “دوبلت”
ثلاثة إنجازات قد أبصرت النور على يد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي نجح في كسب الرهان عليها، على رغم الظروف الصعبة، مسجلًا بذلك نقاطًا سياسية يعترف بها الأبعدون قبل الأقربين، وهي:
أولًا، عودة العلاقات اللبنانية مع دول الخليج إلى طبيعتها، ولا سيما مع المملكة العربية السعودية، وإعادة وصل ما انقطع مع عودة السفراء الخليجيين الى بيروت، وارتفاع درجة الإهتمام الخليجي بلبنان على المستوى السياسي راهنًا، وعلى المستوى الإقتصادي لاحقًا.
وهذا الإنجاز يُحسب للرئيس ميقاتي الذي عمل على احتواء التصعيد الداخلي ضد السعودية من جانب شريك أساسي في الحكومة، وأظهر إلتزامًا بأولوية وأهمية العلاقة اللبنانية مع دول الخليج، واستعدادًا لإتخاذ ما يلزم من إجراءات وخطوات عملية في هذا الإتجاه.
ثانيًا، توقيع الحكومة مع صندوق النقد الدولي على “إتفاق مبدئي” أو “إتفاق إطار”، في ضوء إصرار الرئيس ميقاتي على متابعة الحوار والمفاوضات مع الصندوق، فكان له الأثر البالغ في تجاوز الكثير من العقبات التي اعترضت الوصول الى هذا الإتفاق الذي يُعّد مؤشرًا الى إلتزام صندوق النقد بمهمة إنقاذ لبنان. وهذا الإلتزام ثابت ومستمر .
ثالثًا، الوصول الى محطة الإنتخابات النيابية التي اجتازت مرحلة الخطر، خطر التأجيل والإلغاء، على رغم إستمرار الشكوك والهواجس التي تصدر بين الحين والآخر من هنا وهناك. وقد تطلب الأمر للوصول الى الإنتخابات النيابية أن يقوم رئيس الحكومة بتعطيل الكثير من الألغام السياسية ّ التي ظهرت في طريق الحكومة وكادت أن تنفجر بها، من إعتكاف الوزراء الشيعة وتوقف جلسات مجلس الوزراء لعدة أسابيع، الى المواجهة القضائية ـ المصرفية سواء ما يتصل بملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أو الإجراءات التي إتخذت في حق مصارف ورؤساء مجالس إداراتها، وكادت هذه المواجهة أن تهدد خطة تهدئة السوق النقدية والإستقرار العام وحتى الإنتخابات.
هذه النجاحات تحققت بفعل تضافر عوامل عدة خارجية وداخلية، يبرز منها عاملان أساسيان:
الأول، الدعم الدولي للبنان والحكومة ورئيسها، والذي يتأتى
من مصدرين أساسيين: فرنسا التي خاضت تجربة مشجعة
مع الرئيس ميقاتي، والولايات المتحدة التي تنسق مع فرنسا
في لبنان، على خلفية منع وصوله الى الإنهيار الشامل
والفوضى العارمة. وبعدما لعبت فرنسا دورًا أساسيًا في
إقناع السعودية بالعودة الى لبنان، فإنها تحّضر، وبعد
إنتهاء الإنتخابات النيابية، لمرحلة جديدة من التحرك في
اتجاه لبنان، وهذه المرة من بوابة الإستحقاق الرئاسي المقبل.
الثاني، والأهم، يتعلّق بالرئيس نجيب ميقاتي، بشخصه وأدائه
وطريقة إدارته للملفات والأزمات، مثبتا أنه رجل دولة، يواجه
بنَفَس طويل المرحلة، ويعرف كيف يستوعب حالات التأزم
ويسيطر عليها. ويعرف كيف يحيط نفسه بشبكة أمان
داخلية أساسها الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط ورؤساء الحكومات،
وكيف ينسج شبكة علاقات خارجية دولية وعربية. كما عرف
كيف يحافظ على علاقة عمل وتعاون مع الرئيس
ميشال عون، وعلى علاقة مستقرة مع “حزب الله”، وكيف
يوازن في علاقاته السياسية بين الأطراف والقيادات المسيحية.
وفي كل هذه الإدارة السياسية والحكومية المعقدة، أظهر
ميقاتي قدرًا كبيرًا من المرونة في التعامل مع الأزمة، ولكن أظهر أيضا قدرًا من الحزم
للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي