الإنتخابات على ‘كفّ عفريت’..و ما علاقة مأساة طرابلس بذلك؟!
هُو مركب “المَوت” الذي حَمل “بؤساء طرابلس” بَحثاً
عن مُستقبل في بلاد النور بعد أنْ لَفظهم وطن
الظلام إلى أعماق البحار ليلفظوا فيه
أنفاسهم الأخيرة، في قدرٍ لم يَختاروه عن رضى بَل مُكرهين.
هذه “المأساة” التي طَالت أعماق كُل لبناني
حرّ، لم يتوانَ بعض الإستغلاليين من إستغلالها
لحسابات سياسيّة ضيّقة أو لتصفيّة حسابات مع الآخرين.
ويختصرُ المُحلّل السياسي سركيس أبو زيد في
حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت ” الأسباب المُباشِرة
لـ “الكارثة” بالوضع الإقتصادي الصعب الذي أوصل هؤلاء المُهاجرين إلى ما يُمكن إعتباره إنتحاراً، أمّا المسؤولية المُباشرة هي على أؤلئك الذين يُرتّبون هذه الرحلات غير الآمنة
وتُديرها شبكات تستغلّ “يأس” الناس وتُؤمّن رحلات خَطرة والدليل إنها ليست
المرة الأولى التي تغرق فيها مراكب المُهاجرين حتى بدون أيّ تدخل بشري”.
ويُضيف، “أمّا بالنسبة إلى موضوع الجيش فإنّ المطلوب فعلياً إجراء تحقيق شفّاف وسريع وتَحمُّل المسؤولية لقطع الطريق على الإستغلاليين الذين بدأوا يستثمرون في مأساة الناس بَدل أن يكون الإنعكاس إنساني بحت
إتجاه ما حدث ويتعاون الجميع لحلّ المُشكلة المسبّبة للمأساة”.
ولا يخفي أنّ “لبنان يمرّ بمرحلة خطيرة جدّاً تُهدّد وجوده في ظلّ تسويات دوليّة وإقليميّة “خطيرة قد يتحوّل معها لبنان إلى هدايا تراضي بين الأطراف، لذلك يُطالب بحوار مسؤول وعدم التلهي بألعاب داخليّة يُمكن أن تجعلنا نخسر لبنان”.
أمَّا ما مدى إنعكاس ما حصل في طرابلس على الإستحقاق الإنتخابي، فيُنبّه إلى أنّ “الأوضاع غير محسومة لأننا نفتقد سلطات مركزية تؤمّن الحلول لأحداث كبيرة كهذه، لذلك الإنتخابات على “كفّ عفريت” وسط أزمات مُتتالية يُمكن أنْ تطيح بها من إرتفاع الدولار أو المحروقات إضافة إلى أحداث أمنيّة متنقلة”.
وفي هذا الإطار، لا يَجزم بأنْ “تحصل الإنتخابات، رغم أنّه على يقين أنّ هذه الإنتخابات لَن تُقدّم أو تؤخر، ففي حال تأجيلها
فإن هناك توافق على ذلك أو في حال عدم
تطييرها فإن التوافق يكون على إجرائها، لأن طبيعة الدستور والديمقراطية التوافقية هي من يحكم مسار الأمور لذلك يعتبر أن
“الإنتخابات عابرة تحتاج فقط إلى تفاهمات
ولن تؤثر في الوضع لا تأزيماً ولا إنفراجاً”.
وماذا عن تأثير نتائج الإنتخابات الفرنسية على
لبنان، فيرى أنه “سيكون لإيمانويل ماكرون
وقت إضافي لتفعيل المبادرة التي بدأبها وكذلك تنفيذ إتفاق الصندوق الفرنسي السعودي
للمساعدات الإنسانية، وقد يذهب بإتجاه عقد
مؤتمر دولي لمساعدة لبنان، لكنّ كل ذلك
مُرتبط أولاً وأخيرًا بالتطوّرات الإقليمية
والتفاهمات التي ستنعكس بنتائجها على لبنان”.