هل حسم حزب الله معركة بعلبك-الهرمل؟
يجمع معظم المهتمين بالشأن الانتخابي ان معركة بعلبك الهرمل الانتخابية وتحديدا المعركة على المقعد الماروني هي احدى ابرز المعارك الانتخابية ذات الطابع السياسي في لبنان، اذ ان المواجهة بين حزب الله والقوات اللبنانية مباشرة في هذه الدائرة في ظل وجود احتمالات جدية لاختراق مرشح القوات ووجود قدرات كبيرة لحزب الله لمنع هذا الاختراق
بدأت معركة بعلبك الهرمل بتراجع خصوم حزب الله مقعدا نيابيا مقارنة بالنتيجة التي حققوها خلال الانتخابات النيابية السابقة، اذ تمكنوا يومها من الفوز بنائبين في الدائرة حصلت القوات اللبنانية على احدهما وتيار المستقبل على الثاني، لكن المعركة اليوم باتت محصورة بخرق وحيد قد تتمكن القوات من تحقيقه في الدائرة.
وفق مصادر قواتية فإن النائب انطوان حبشي المرشح عن المقعد الماروني في الدائرة ينطلق من ١٤ الف صوت انتخابي، وهو العدد الذي حصل عليه في الانتخابات السابقة وعليه فإن الخرق يحتاج الى نحو اربعة الاف صوت اضافي في حال بقي الحاصل الانتخابي على حاله
لكن تقديرات القوات قد تكون متفائلة جدا، خصوصا ان زخم معركة بعلبك الهرمل الذي كان موجودا عام ٢٠١٨، لم يعد موجودا لدى الجمهور المسيحي، فالمعركة قبل اربع سنوات كانت تحت عنوان الخرق في عقر دار حزب الله واستعادة الحضور السياسي المسيحي للمرة الاولى في الدائرة وهذا ما خلق نوع من الحماسة غير المسبوقة واحدث التفافا مسيحيا عاما حول مرشح القوات.
عدة اعتبارات قد تغير واقع الحشد الانتخابي القواتي، اولها
الازمة الاقتصادية وارتفاع اسعار المحروقات الذي سيصيب
القوات كما سيصيب احزابا اخرى ويؤدي الى عدم توجه نسبة
لا بأس بها من الناخبين الى اقلام الاقتراع في دائرة طرفية
كبعلبك الهرمل، اضافة الى الخسائر الشعبية التي اصابت
القوات كغيرها من القوى السياسية، حتى ان الحديث عن
نسبة الاغتراب الكبيرة التي اصابت اهالي دير الاحمر
ومحيطها قد يكون له تأثير، علما ان مصادر القوات تؤكد
ان المغتربين الجدد اعادوا تسجيل اصواتهم
للاقتراع من الخارج لصالح مرشحها.
في المحصلة يصعب على القوات اللبنانية، وبحسابات
منطقية، الحصول على نفس عدد الاصوات المسيحية
خصوصا ان التيار الوطني الحر يخوض الانتخابات
بجدية في الدائرة بعكس الاستحقاق السابق الذي كانت
مساهمته فيه شكلية. كما ان حزب الله يعمل بشكل جدي
على تأمين كل متطلبات رفع الحاصل الانتخابي من خلال
ترشيحه شخصيات سنية من داخل الحواضن السنية
الاساسي في الدائرة واعادة تعزيز حضور حزب البعث في بعض القرى.
كما ان غياب المرشحين الشيعة الاساسيين عن
لائحة القوات سيؤدي الى خسارتها الصوت الشيعي
بشكل كبير خصوصا ان المرشح السابق يحيى شمص يتجه لدعم لائحة حزب الله. المفاجأة كانت ايضا بإنسحاب مرشحين شيعة من لائحة القوات في الايام الماضية احدهما رئيس بلدية اللبوة السابق ما نزع المزيد من الشرعية الشيعية عن لائحتها
يبقى رهان القوات الجدي على الصوت السنّي في الدائرة، الذي، وبعيدا عن التكهنات والتحليلات عن النفور السنّي من القوات عموما، اعطى لائحة القوات والمستقبل نحو ١٠ الاف صوت عام ٢٠١٨ في عز القوة المستقبلية وعز الكباش السنّي- الشيعي في الاقليم حيث غاب حزب الله ولم يقدم اي ترشيحات سنيّة جدية، فهل تستطيع القوات وحدها وفي ظل غياب المستقبل، استقطاب نصف عدد الناخبين السنّة في الانتخابات السابقة؟