السيد نصرالله يستعدّ للبنان “جديد” بكامل سلاحه واستراتيجيته
السيد نصرالله يستعدّ للبنان “جديد” بكامل سلاحه واستراتيجيته
يتبع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، سياسة التهدئة والتصعيد في آن معاً، قبيل الانتخابات النيابية: للجنوبيين أعلى سقف كلامه إلى حدود قصوى، سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا. وفي الاحتفال الذي نظمّه حزبه لبيروت وجبل لبنان، احتفظ بمضمون كلامه الموجه للجنوبيين، لكنه صاغه على نحو أهدأ وأسلس، ليتجنب استفزاز السنّة والمسيحيين في بيروت وجبل لبنان.
الانتخابات والسلاح والحدود
شدد لهؤلاء على المبدأ القائل إن لا طائفة قائدة في لبنان، وإن البلد محكوم بالتوافق والتسوية، متمسكًّا بمعادلته العسكرية برًا وبحرًا، كخريطة طريق عمل حزبه على إعدادها للمرحلة المقبلة، ويتلخص عنوانها بمسألتين: الأولى تصاعد انخراط حزب الله في الدولة والسلطة. والثانية تمسكه بسلاحه لمواجهة أي اعتداء، وتوفير مقومات الحماية وتوازن الردع، معتبرًا أن قدرات حزبه العسكرية هي التي تلجم اعتداءات إسرائيل على لبنان. ولم يغفل نصرالله إدخال ملف ترسيم الحدود البحرية في خانة التلازم مع الجهوزية العسكرية الكاملة لحزب الله.
في وقت إعلان نصرالله معادلته لحماية الحدود البحرية، وإنجاز ترسيمها وفق الحقوق اللبنانية، لا وفق مطالب جهات أو أطراف معينة، تعمل إسرائيل على البدء بعمليات التنقيب عن النفط والغاز في حقل كاريش، الواقع في منطقة متنازع عليها من وجهة نظر لبنان. وفي هذا السياق طرح نصرالله معادلته: “منع إسرائيل لبنان من التنقيب عن النفط والغاز في مياهه، يؤدي إلى منع حزب الله إسرائيل من التنقيب في كاريش أو غيره”. وتضمن موقفه تهديدًا واضحًا ومباشرًا للشركات النفطية. وإذا كان هذا
يرفع منسوب التوتر في المرحلة
المقبلة، فإنه ينفصل عن مسار
العملية الانتخابية أو سواها
من التفاصيل اللبنانية الداخلية.
مزارع شبعا بحرية
لكن في الواقع لا يمكن فصل المسارين
الذين يعمل نصرالله على تكريسهما.
ذلك أن توفير مقومات استمرار حماية
الثروات النفطية في البحر، وفرض
تحصيل حقوق لبنان كاملة منها في
عملية الترسيم، ومنع إسرائيل
من الحفر والتنقيب في مساحات
متنازع عليها، مقابل منعها للبنان
من الحفر والتنقيب في منطقته
الاقتصادية الخاصلة، من شأنه أن يطيل أمد الصراع.
مواضيع ذات صلة
https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9/