اقتصاد

الدولار الأبيض: ما هو؟

لغز ” الدولار الأبيض ” في سوريا ولبنان .. هذا ما كُشف عنه!

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” تقريراً تحت عنوان: “الدولار:

ما لغز العملة البيضاء في بلداننا العربية؟”، وجاء فيه

خرج سليمان ورقة نقدية من فئة المئة دولار من كيس بلاستيكي شفاف ويحركها من أطرافها

ليسمعني صوتها ويؤكد أنها ما تزال جديدة؛ ورغم ذلك ترفض مكاتب الصرافة في مدينته بسوريا قبولها بحجة أنها “كانت مطوية وأثر الطي في منتصفها واضح”.

لكن المشكلة في رأي سليمان، لا تكمن في كونها “مطوية أو غيرها، وإنما هي لعبة مكاتب صرافة

تستهدف الربح من وراء الدولار الأبيض” .

مشكلة الدولار الأبيض لا يعرف أسبابها كثيرون،

فشركات الصرافة في بلدان عربية عدة تتعامل

مع هذه العملة النقدية بتوجس، وحين تقبل تصريفه تقدم قيمة نقدية أقل من قيمته وأحيانا يصل الخصم إلى نسبة 10%، أي أن كل مئة دولار تصرف مقابل تسعين فقط.

لا توجد مبررات قانونية أو مالية لتفسير هذه المزاجية في تداول الدولار الأبيض،

ما هو الدولار الأبيض ؟

يشير مصطلح الدولار الأبيض إلى الطبعة القديمة من الدولار عام (2003-2006) أما الدولار الأزرق

فهو الطبعة الحديثة (2009 -2013). ويميل لون ورقة الدولار الحديثة إلى الزرقة بعض الشيء

وهو ما يميزه عن الدولار الأبيض.

كذلك، فإن الدولار الأبيض يحتوي على ميزات أمان أقل تجعله أكثر عرضة للتزوير،

أما الطبعة الحديثة فتحتوي على سمات تصعب عملية التزييف كالشريط الأزرق الطولي

في منتصف الورقة والعلامة المائية البرتقالية. رغم ذلك تؤكد الدوائر المالية والمصرفية أن الطبعتين سليمتان ولا توجد أية قيود على تداولهما، وحين ترفض البنوك والصيارفة قبول الدولار الأبيض فإنهم يتذرعون بحجة أنه تالف أو مهترئ.

ويقول الباحث الاقتصادي السوري، د ..علي محمد، إن الأسباب التي تدفع بعض الأطراف لرفض الدولار القديم هي

“أنه قد يكون تالفا أو عليه بعض العلامات أو الأصباغ أو الأحماض أو الأختام.

وهذه التفاصيل كلها تجعل احتمالية تزويره أكبر وتقلل من فرص كشف هذا التزوير”.

وأكد د. محمد

أن البنك المركزي السوري لا يفرق بين الطبعتين ويقبل كليهما، لكن تعليمات البنك تنص على رفض الدولار التالف.

ويقتصر التعامل بالدولار في دمشق على البنك المركزي ولكن اختلاف سعر التصريف بينه

وبين السوق السوداء يدفع كثيرين إلى المجازفة واللجوء إلى السوق غير النظامي،

“وذلك يعرضهم للاستغلال من قبل الصيارفة” وفقا للدكتور علي.

ويشير بعضهم إلى أن صيارفة السوق السوداء يشترون الدولار الأبيض بسعر منخفض ثم يبيعونه بسعره الحقيقي وهكذا قد يحققون أرباحا طائلة.

الدولار الأبيض ودول الأزمات الاقتصاديةترتبط مشكلة الدولار الأبيض غالبا بالبلدان

التي تعاني من أزمات اقتصادية وعدم توفر القطع الأجنبي. وهي لا تقتصر على سوريا،

بل تمتد لتشمل كثيرا من الدول العربية التي يخضع اقتصادها للدولرة. 

شتكي أحد العراقيين في بغداد لبي بي سي من صعوبة تصريف الدولار القديم قائلا:

“اليوم إذا المواطن عنده دولار أبيض وأخذه ليصرفه،

ما يمشي في السوق… ما يصرفوه”.

لبنان وغزة واليمن وليبيا هي أيضا من المناطق التي يواجه سكانها مشكلات في تصريف الدولار الأبيض.

ورغم تأكيد البنوك المركزية قانونية تداوله إلا أن الواقع يقول شيئا آخر.

ولكن لا يمكن حصر المشكلة فقط بدول المنطقة العربية،

“بل إن هناك بعض الدول في أفريقيا وآسيا يرفض فيها الصيارفة الدولار القديم أيضا” وفقا لكاثرين كيلي العاملة في مكتب الصرافة (توماس إكستشينج) في لندن.

وتضيف كاثرين أن “جميع أوراق النقد الأمريكية قانونية ويتم تداولها بغض النظر عما إذا كانت طبعة قديمة أم حديثة، ولا مبرر لرفضها”.

المشكلة إذن ليست حقيقة وإنما تتعلق بالشكل، وهو أمر يقتصر على الدولار الأبيض لسهولة تزويره، أما الدولار الأزرق فلا يواجه تصريفه أي مشكلات “حتى ولو كان ملطخا، فتزييفه ليس بالأمر السهل” تقول كاثرين.

وتحدث كثيرون ممن قابلتهم بي بي سي عن عقبات واجهتهم عند تصريف الدولار الأبيض في بلدان مختلفة امتدت لتشمل كندا وروسيا وغيرها.

ولكن في البلدان العربية حيث تعتمد معيشة كثيرين على تصريف حوالات طال انتظارها، قد يكون الضرر مضاعفا.

المصدر: bbc

للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط على الرابط

https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى